يخرج علينا المدعو ناصر القدوة بحديث مسموم عن الإسلام السياسي ليكشف لنا مكنون صدره وما يخفيه من كره للمقاومة ودعمه الحصار المفروض على قطاع غزة، وكأنه بذلك يقدم أوراق اعتماده لدى الاحتلال بديلا عن محمود عباس.
مسيرة الرجل الطويلة في المفاوضات العبثية مع (إسرائيل) والتي قادها مع "الكل" الذي ذكره في حديثه وهو يقصد قوائم حركة فتح المتعددة لخوض الانتخابات الفلسطينية ٢٠٢١؛ لم تعلمه أن إرضاء الاحتلال الإسرائيلي غاية لا تدرك، ويصر على توظيف العمل السياسي لتعزيز التناقضات والخلافات الداخلية بدلا من توحيد الصف الوطني في مواجهة الاحتلال.
لقد تعاطفنا معك يا ناصر حين فصلت من حركة فتح، وذلك بحثا عن جمع شمل هذه الحركة التي شتت شملها أبو مازن. فنحن ما زلنا في مرحلة التحرر الوطني وبحاجة لكل جهد يعزز صمود شعبنا لينال حريته، ولكنك بما صرحت سقطت سقوطا مدويا وحجزت لقائمتك الانتخابية بين صفوف المستبعدين من الحصول على أصوات الناخبين، فشعبنا لن يسمح لذوي الأفكار المسمومة بتقدم صفوفه في النظام السياسي.
كما أن من اختلفوا سابقا مع الإسلام السياسي من الفصائل الفلسطينية عادوا مدركين أهميته في استعادة الوحدة الوطنية والتفرغ لمواجهة الاحتلال.
كان حري بالسيد ناصر في تسويق نفسه أن يبحث له عن مكان في صفوف الوطنيين المتقدمة لمواجهة الاحتلال، ولكنه راح يخطب ود أعدائه ويدغدغ عواطفهم لقبوله بديلا سياسيا عن عباس.
والسؤال هنا ماذا قدمت لشعبنا يا ناصر القدوة؟ هل وقفت في وجهة الاستيطان في القدس والضفة أم أنك حصلت على ثار خالك الشهيد أبو عمار؟ أم خرجت متضامنا مع حي البستان وأهالي الشيخ جراح؟ أنت لم تقدم شيئا يخدم فلسطين، وأتيت إلينا بعمامة الحاوي تسعى لاستعادة قطاع غزة وكأنه محتل.
أراك نسيت أن غزة ليست محتلة منذ ٢٠٠٥، حتى تفكر باستعادتها، كما أن الاسلام السياسي لا يمثل خطرا على القضية الفلسطينية، فبه أصبحت غزة تؤرق الاحتلال وتقض مضاجعه، ويحسب لها ألف حساب، وفرضت المقاومة قواعد اللعبة السياسية بقوة السلاح حتى أصبحت قلعة للصمود الاسطوري، أم أنك تتحدث بلسان الجيش الصهيوني الذي اعياه إخضاع غزة لطوعه.
سقطت وأسقطت من معك فلا أهلا ولا مرحبا بك بيننا، فقد أطلقت على قائمتك الانتخابية رصاصة الرحمة واعلنت بتصريحك عن برنامج يستكمل طريق مفاوضات العار التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
كان الأولى يا ناصر أن توجه حديثك نحو الاحتلال الإسرائيلي الذي يصادر حقوق شعبنا ويحكم سيطرته على أراضي القدس ويصادر أكثر من ٨٠٪ من أراضي الضفة بدلا من أن تعطي لـ(إسرائيل) صك اعتماد وموافقة على جرائمه بحق غزة ومحاصرة شعبها، وتنكر على المقاومة شرف المواجهة بحجة كرهك للإسلام يا محمد ناصر القدوة.