قائد الطوفان قائد الطوفان

لتعنت السعودية.. جهود الإفراج عن المعتقين الفلسطينيين لم تر النور

الخضري
الخضري

غزة-الرسالة نت

لم تنقطع جهود حركة حماس التي تبذلها منذ عامين في محاولة للإفراج عن معتقليها في السعودية، خاصة ممثلها السابق في السعودية، محمد الخضري، والمعتقل هناك منذ عام 2019، والذي قالت الحركة إن تدهورا كبيرا طرأ على صحته.

وقد مثلت قضية المعتقلين في السعودية معضلة أمام حماس، التي تفاجأت بحجم العداء الموجه ضدها، حيث شنت السلطات السعودية حملة اعتقالات ضد المحسوبين على حركة حماس فوق أراضيها، على مدار أشهر لتطال أكثر من ستين فلسطينيًا وأردنيا، اعتقلوا ووجهت لهم تهم ضبابية.

التهم تحدثت عن "دعم كيان إرهابي"، والمقصود به حركة حماس، وجمع تبرعات لها، وهي تهم تكاد تتطابق مع تلك التي تدرجها النيابة الإسرائيلية في لوائح اتهام المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

محاولات عديدة جرت في الخفاء لحل الأزمة، وقد تحدثت صحيفة «الأخبار» سابقاً أن تحرّكاً قطرياً في هذا الاتجاه جاء بعد طلب رسمي وجّهته الحركة إلى الدوحة، من أجل التدخُّل لدى السعوديين للإفراج عن معتقليها، عقب التحسُّن الذي طرأ على علاقة العاصمتين واستئناف المباحثات والاتصالات بينهما.

وتوازى ذلك مع اتصالات أجرتها عمّان استجابة لضغوط عائلات المعتقلين الذين يحمل عدد كبير منهم الجنسية الأردنية، وأسفرت في المجمل عن تفاهمات لإنهاء الملفّ.

ولكن يبدو أن هذه التحركات لا تزال غير كافية لإنهاء الملف الذي يحمل في طياته تداعيات خطيرة على العلاقة مع الجانب الفلسطيني، خاصة أن هذا الاعتقال يفتقر لمسوغ قانوني شكلا ومضمونا، ويناقض تاريخ السعودية ودورها.

وتمر العلاقات الثنائية بين حركة حماس والنظام السعودي الحالي بحالة توتر غير مسبوقة في تاريخ العلاقات للحركة مع الملوك الذين تعاقبوا على الحكم خلال العقود الماضية.

ورغم حالة الفتور التي شابت علاقة الحركة بالنظام السعودي بعد عام 2007 بعد فشل اتفاق مكة وما صاحبه من أحداث داخلية، إلا أن العلاقات مع النظام الحالي منذ تولي سلمان بن عبد العزيز ونجله محمد بن سلمان سدة الحكم عام 2015 أخذت منحى مختلفا.

فرغم حالة الاستبشار التي أبدتها الحركة بعد اللقاء الذي جمعها بمحمد بن سلمان عام 2015 خلال استقبال جرى في مكة المكرمة في عيد الفطر، صاحبه الإفراج عن مجموعة من المعتقلين الفلسطينيين كان على رأسهم القيادي في الحركة ورئيسها بالخارج حالياً ماهر صلاح، إلا أن ذلك لم يدم طويلاً.

ويبدو أن العلاقات بين الطرفين من الصعب أن تشهد تحسناً في ظل المعطيات الحاصلة حالياً، إلى جانب أنها وصلت لمرحلة القطيعة التامة بعد الاعتقالات وفشل الوساطات.

ويشهد الموقف السعودي تغيرات جذرية اتجاه القضية الفلسطينية خاصة مع موجات التطبيع مع الاحتلال (الإسرائيلي) التي اجتاحت الدول العربية والتي تجري بضوء أخضر سعودي.

وعلى ضوء تغير الموقف السعودي تعتبر الأخيرة بأن حماس تشكل خطرا على مشروع التطبيع والمهادنة الذي تسعى إليه في المنطقة، لخلق شبكة علاقات مع الاحتلال بعيداً عن القضية الفلسطينية.

 

البث المباشر