قال خبير عسكري إسرائيلي؛ إن الهجوم على سفينة الشحن الإيرانية، كشف عن خلافات داخل الجيش والأجهزة الأمنية حول طبيعة الرد المطلوب بعد الهجوم على السفينة الإسرائيلية قبل أسبوعين؛ لأن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تنتقد بشكل متزايد الطريقة التي يدير بها الجيش الحملة ضد إيران
وأضاف أمير بوخبوط في تقريره على موقع ويللا الإخباري، أن "مكمن الخلافات داخل الجيش الإسرائيلي مع الأجهزة الأمنية يتعلق بسير الحملة ضد إيران، وردود الفعل على مهاجمة السفن، في حين يطالب المنتقدون أن تكون الهجمات سرية وغامضة، وغير مباشرة، دون أن تعرض المصالح الإسرائيلية للخطر؛ لأن هذه المرحلة أنشأت وضعا أمنيا معقدا لا يمكن تجاهله؛ لأنه يعرض السفن الإسرائيلية للاستهداف".
وأوضح الكاتب في تقرير آخر على الموقع ذاته، أن "العمليات الصاخبة قد تجر (إسرائيل) إلى حرب مع إيران، دون التأكد ما إذا كان ضروريا؛ لأن المواجهة بينهما تقوم على السرية التي تتيح للطرفين مساحة من الإنكار، رغم أن العمليات الإسرائيلية في الساحة البحرية مثل ضرب سفينة بعيدة لا تشكل خطرا مباشرا، لكنها تشجع طهران على الرد، وتعريض المصالح الإسرائيلية الحساسة للخطر، وقد تقوض شرعية هجماتها في سوريا".
وأشار بوخبوط إلى أن "الأضرار التي لحقت بالسفينة الإيرانية في البحر الأحمر، تشير إلى تغيير جذري في سياسة النشاط العسكري الإسرائيلي تجاه إيران؛ لأن هذا الهجوم أدى لتعميق الحملة البحرية المفتوحة مع طهران، وعلى عكس الماضي فقد اختفت السرية، وتراجعت القدرة على إنكار هذه النشاطات العسكرية".
وأكد أن "متابعي الهجوم في المنطقة يرونه مؤشرا على إلغاء قدرة إيران على إنكارها، مما يجعل هذه الخطوة مصدر غموض لها، وعند القيام بذلك يتم انتهاك السرية الحرجة لهذه الحملة، لذلك يتم توجيه أصابع الاتهام بسرعة لـ(إسرائيل). وإذا نظرنا إلى الوراء في الأشهر القليلة الماضية، سنكتشف أن غلاف الغموض قد تحطم قبل ذلك، عندما ضربت إسرائيل ناقلات نفط إيرانية".
وأوضح أن "(إسرائيل) نفذت 12 هجوما ضد أهداف إيرانية، وردا على ذلك، وفي خطوة غير عادية ومتطرفة للغاية، قرر الإيرانيون ضرب سفينتين إسرائيليتين في البحر الأحمر والمحيط الهندي، رغم أن الهجمات الإسرائيلية على الأهداف الإيرانية مثار انتقاد الخبراء العسكريين، فالحرس الثوري، لا يزال يسعى للانتقام المرير لاغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، ومهندس المشروع النووي الإيراني محسن فخري زادة".
وتساءل الكاتب عن "وجود نية إسرائيلية متعمدة للدخول في مواجهة مباشرة مع إيران، التي استمرت لعقود، واعتمدت على السرية التي تسمح للجانبين، بالحفاظ على إبقاء المواجهة على نار صغيرة خاضعة للرقابة، وعميقة في الظل، حتى لا يتم الانجرار إلى حرب لا يحتاجانها، وقد يكون لديهما الكثير مما سيخسرانه، علما بأن ذات الحملة السرية تتم بشكل شبه حصري بإطلاق الصواريخ ووضع الألغام".
وأشار إلى أن "الوضع المعقد الذي وجدت إيران نفسها فيه بعد الهجمات الإسرائيلية يتطلب منها الرد بنسخة "العين بالعين"، مما يجعل الوضع حربا حقيقية على ممرات الشحن، وهذا واقع أمني يتطلب من السفن الإسرائيلية التفكير بعمق، حيث تجاوز الإيرانيون الخطوط الحمراء، مما مثّل تغييرا في سياستهم، والسؤال ما إذا تنوي إسرائيل الدخول بمواجهة مباشرة مع إيران بما يعرض مناطقها الحساسة للخطر، فـ98٪ من وارداتها تأتي بحرا".
وختم بالقول بأنه "بالنسبة للجبهة الداخلية المحمية، فالأعمال الإسرائيلية الصاخبة في الساحة البحرية، وانزلقت منذ فترة طويلة من الظل إلى ضوء الشمس، قد تعرض مصالحها القومية والحساسة للغاية للخطر، فإيران على بعد ألفي كم من سواحلها، ولا تشكل تهديدا مباشرا لها، لكن إذا تلقى حرسها الثوري "الضوء الأخضر" من النظام، فستكون (إسرائيل) مطالبة بإعادة تحديد قواعد اللعبة، خاصة إعادة الحملة إلى الظل".