في الطريق المؤدية إلى سوق معسكر الشاطئ، أطفال كسروا منع التجوال يركضون رغم القوانين في الحواري الضيقة، يلعبون ويحضرون أنفسهم لاستقبال شهر رمضان، بعد أن اتخذت الحكومة في غزة قرار منع التجوال نهاية كل أسبوع.
في مثل هذا الموسم يفترش الباعة كما في سوق المخيم بضاعتهم من فوانيس معدنية وخشبية مضيئة، وزينة ملونة، يعلقها الناس على أبواب بيوتهم، ويسترقون منها شيئا من فرح.
طالت أزمة الكورونا على غير المتوقع، وكان لها تأثير بالغ على النفس وعلى الاقتصاد في القطاع، الاقتصاد الذي ينهار منذ خمسة عشر عاما من الحصار، وفي ظل الكورونا زاد هم الباعة أكثر، فظهرت الأسواق، لمن استطاع السير على قدميه، شبه مهجورة، والبضاعة ملقاة على خجل واستراق.
المحلات التجارية سمح لها بأن تفتح جزئيا لكن المركبات مًنعت، فتحملت المحال على عاتقها توصيل طلبات الزبائن، بكثير من العروض المجانية للتوصيل.
صاحب محال للأدوات المنزلية قال: "البضاعة هذا العام وافرة، ومتراكمة، وفي كل عام تتردد القدم على المحال لشراء الأدوات المنزلية وفوانيس رمضان وزينة الشهر الفضيل، بالإضافة إلى أن الأسعار منخفضة جدا مقارنة بالسنوات السابقة، ومحاولة منا لكسب فرصة البيع في الموسم الذي ننتظره كل عام".
وهذا تقريبا ما قاله صاحب "بسطة" لبيع فوانيس شهر رمضان، يوم الأربعاء مساء كان يفترش بسطته في شارع فلسطين في قلب غزة كفرصة أخيرة قبل دخول ساعة منع التجوال، وقال:" اشتريت فوانيس وزينة رمضان بحوالي ألف دولار، واعتقدت أنني أستطيع أن أخرج بربح جيد، خاصة أن البضائع رخيصة مقارنة بالعام الماضي، ولكني لم أتوقع الاغلاق قبل رمضان.
ويضيف:" ولو لم أخرج برأس المال على الأقل قبل بداية الشهر وأبيع الفوانيس فسوف أخسر" لافتا إلى أن البيع قليل، معتقدا أن تخوف الناس من استمرار الاغلاق خلال رمضان جعل البيع في تراجع.
وخلافا لبائع الفوانيس، يرى بائع في أحد متاجر البقالة أن البيع ازداد في الأيام الأخيرة على الطعام ومستلزمات البقالة، بسبب تخوف الناس من اغلاق خلال الشهر الفضيل، كما أن الحالة الوبائية جعلت القطاع يعيش حالة من الارباك والخوف من تكرار سيناريو رمضان السابق.
وترى أم أحمد وهي ربة منزل أن رمضان يفرض هيبته وقدسيته على كل الظروف، وفي رمضان الماضي استطاعت أن تحتفظ بجمال الشهر، رغم حرمانهم من لمة العائلة والزيارات والإفطارات الجماعية، لكن الشهر كان جميلا رغم كل شيء، مضيفة:" غزة تعرف كيف تصنع الفرح، سنعلق الفوانيس والزينة يوم الأحد القادم، ونفرح لأن الفرح عبادة أيضا".
وقد أعلن إياد البزم الناطق باسم وزارة الداخلية أن خلية إدارة الأزمة قررت فرض مزيد من الإجراءات الوقائية، لمواجهة ارتفاع أعداد الإصابات بالفيروس.
وهذه المرة الثانية خلال أقل من أسبوع التي تفرض فيها السلطات المحلية بغزة إجراءات لمواجهة ارتفاع أعداد المصابين بكورونا.