ليست المرة الأولى التي ينغص فيها الاحتلال الإسرائيلي فرحة المقدسيين في استقبال شهر رمضان، فبعد الليلة الأولى من صلاة التراويح التي أداها آلاف المواطنين من القدس وأراضي الـ 48 ومدن الضفة الغربية، في رحاب المسجد الأقصى المبارك، منعت سلطات الاحتلال رفع الاذان فيه.
ووفق مصادر فلسطينية فإن شرطة الاحتلال عطلت، الثلاثاء الماضي، مكبرات الصوت في المسجد الأقصى المبارك، ما حال دون رفع أذان صلاة العشاء وصلاة التراويح عبر المكبرات في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك.
ولم تكتف شرطة الاحتلال بذلك، بل اقتحمت في اليوم الأول من رمضان سطح مئذنة باب الأسباط، أحد أبواب المسجد الأقصى، ومنعت مواطنين صائمين من الإفطار قربه.
وفي أكثر من مرة حاول الاحتلال تمرير "قانون الأذان" الذي ينص على حظر رفع الأذان عبر مكبرات صوت المساجد في القدس وفلسطين المحتلة عام 1948 تحت طائلة العقوبة.
وقد وافقت عليه لجنة التشريعات في الحكومة الإسرائيلية، وإذا صادق عليه الكنيست فسيصبح ساري المفعول، رغم ما لاقاه من رفض وانتقادات داخل فلسطين وخارجها.
كما يعتبر منع وصول صوت الآذان إلى أبناء القدس، والوافدين للأقصى انتهاكا لحرمات المسجد، وبحاجة لقوة ردع حقيقية.
يقول مفتي القدس الشيخ محمد حسين، إن سلطات الاحتلال أقدمت على خلع بوابات مآذن المسجد الأقصى المبارك، وقطع أسلاك الكهرباء عنها لمنع رفع الأذان، وكذلك منع إدخال وجبات الإفطار للصائمين، بالإضافة إلى التهديدات باقتحام المسجد في أواخر شهر رمضان المبارك.
وأضاف: "سلطات الاحتلال تعمل على استفزاز مشاعر المسلمين في العالم أجمع، وتحاول فرض سياسة الأمر الواقع على فلسطين عامة، والمسجد الأقصى خاصة، لمصلحة مستوطنيها.
وفيما يتعلق بتهديدات "جماعات الهيكل المزعوم" لاقتحام المسجد الأقصى المبارك في أواخر رمضان المبارك، أكد "حسين" أن المسجد الأقصى المبارك سيبقى سدا منيعا بوجه كل من تسول له نفسه تدنيس ساحاته وأروقته.
ودعا مفتي القدس الأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بمؤسساته كافة، إلى وقفة حقيقية لرد هذا العدوان عن المسجد الأقصى المبارك، محذرا من التداعيات الخطيرة على المنطقة بأسرها جراء الصمت على هذه الأفعال التي تنتهك الشرائع السماوية والأعراف والمواثيق الدولية كافة، والتي تعدّ الأماكن المقدسة جزءا أصيلا من القدس عاصمة الدولة الفلسطينية.
بدورها نددت حركة حماس على لسان الناطق باسمها، حازم قاسم، في بيان رسمي، بانتهاكات الاحتلال لما يتعلق بمآذن المسجد الأقصى.
وقال: "ما حصل عدوان عنصري على المقدسات، وانتهاك لحرية العبادة، مضيفا: هذه التصرفات تكشف حجم الاستهتار الصهيوني لمشاعر المسلمين في كل مكان، وضربها عرض الحائط بكل القوانين والأعراف الإنسانية".