قائمة الموقع

تغضب القدس.. فتردد غزة صوت الغاضبين  

2021-04-25T10:28:00+03:00
تغضب القدس.. فتردد غزة صوت الغاضبين  
الرسالة نت -رشا فرحات

 في بداية القصة كانت القدس وفي نهاية كل القصص، وليس هناك طريق لا يمر بالقدس يمكنه أن ينال نصرا، تثور القدس فتغضب وتقلب البوصلة ولا شيء يوقفها.

بدأت مظاهرات المقدسيين منذ ثلاثة أيام في باب العامود، بعد تزايد قمع جنود الاحتلال منذ بداية شهر رمضان للمصلين ومضايقتهم وابعاد المرابطين منهم، ومنع مصلين من الضفة الغربية من الدخول، وقد فرضت عليهم الحصول على تصريح صلاة، كطريقة جديدة للقمع.

 ومن باب العامود تنطلق الشرارة كل مرة ثم تمتد، فالاحتلال يحاول أن يفرض سياسة جديدة على الباب الثائر، بدأت بشبكة مراقبة متكاملة، وانتهت حينما حاول اغلاقه في وجه المصلين فاشتعلت الشرارة.

ثار شباب القدس أكثر على تلك الممارسات التي اتخذها الاحتلال مؤخرا في منطقة باب العامود، التي تتحول تدريجيا إلى ثكنة عسكرية، بأربعة أكشاك مراقبة وكاميرات تنتقي من يدخل، وتغلق الباب في وجه من لا تريده، فثارت ثورة الشباب الغاضب.

 ووصلت الثورة من باب العامود إلى الشيخ جراح والمصرارة ووادي الجوز وفي كل بقعة بالقدس مقدسيون صادر الاحتلال حقهم في الحياة، وتآمر عليهم الجميع بين صمت وتطبيع.

ولم يكن الهتاف والتصدي لقنابل الغاز الإسرائيلية وقنابل الصوت عملا عبثيا، بل اضطر الاحتلال إلى فتح باب حطة الذي يغلقه بين الفترة والأخرى في محاولة لترويج فكرة قدسيته لدى اليهود، ودخول المستوطنين منه في مرات عديدة يقتحمون الأقصى من خلالها.

فُتح باب حطة بعد أن أغلق في وجه المصلين الغاضبين والشباب الثائرين، ودخلت معهم تكبيراتهم تسبقهم إلى باحات الأقصى.

وفي باحات الأقصى كان الهتاف متوجا بالله أكبر، وبتمجيد المقاومة وذراعها العسكري والقائد محمد ضيف الذي كان اسمه ضمن ألحان الشباب الهاتفين من القدس إلى غزة، وكأن المدينتين خلقتا لتواسي كل منهما جراح الأخرى.

ففي غزة انطلقت المظاهرات العفوية السلمية تهتف لأجل الأقصى في مخيم الشاطئ، وفي المناطق الشمالية والجنوبية للقطاع، لم ينظمها سوى اليقين من شيء واحد، بأن القدس هي الحقيقة الوحيدة المتبقية في ظل هذا الشك السياسي في كل شيء.

وكما قمع أهل القدس، قمعت غزة قصفا بالصواريخ في الليلة السابقة، وكأنها صوت القدس الذي يرد غضبتها في كل مرة.

لا زالت القدس غاضبة، وكأن غضبها كان نتيجة لصبر طويل على ما يصادره الاحتلال من أراضي وبيوت مقدسية، فهنا حرق الشباب بيتا كان قد سكنه المستوطنون عنوة، وهناك توقف الجندي الذي كان ينوي حشد كتيبته لاعتداءات أخرى على المقدسيين فناوله شاب حجرا شق رأسه، وشق صوت صريخه المدى المعتم.

ستعود الحياة إلى هدوئها، كما في كل مرة، لكن بعد أن يدفع المقدسيون ثمنا لا يدفعه أحد، لإيقاف ما ينوي الاحتلال فعله بالمسجد الأقصى، بالأمس كانت ثورة البوابات ثم ثورة باب الرحمة التي لا زالت منذ سنوات بين شد وجذب، ولا يقوى الاحتلال على اتخاذ قرار خوفا من الشباب المقدسيين.

واليوم يوجه الشباب الثائر بأغنياته واطاراته المشتعلة على الطرق وهتافاته، بأن باب العامود لن يتحول إلى ساحة مراقبة، وسترفع كل مواقع الشرطة العسكرية الأربعة التي وضعت لمراقبة الداخلين منذ أربع سنوات، وستعود الساحة حرة مشرعة فقط لأصحابها المقدسيين.

اخبار ذات صلة