"صواريخ من غزة ومواجهات في الضفة وانتفاضة عارمة على أبواب المسجد الأقصى، جميعهم انتفضوا من أجل القدس"، بهذه الكلمات بدأ مراسل احدى القنوات العبرية تقريره عن الهبة الجماهيرية للمقدسيين.
والمتتبع للإعلام العبري يوميا، يجد الاهتمام البالغ في تغطية الأحداث في مدينة القدس، والتي تدخل أسبوعها الثالث، في وقت تعرب فيه سلطات الاحتلال عن قلقها من الأحداث الجارية.
وركّز الاعلام العبري حديثه خلال الأيام الأخيرة عن هبة المقدسيين على أبواب المسجد الأقصى وما صحبها من مظاهرات حاشدة واشتباكات مع شرطة الاحتلال.
** تعقيب الاعلام العبري
القناة "12" العبرية قالت إن المتظاهرين على أبواب المسجد الأقصى وقفوا يرددون الهتافات المناصرة لكتائب القسام ولقائدها محمد الضيف دون خوف أو تردد.
وأظهرت القناة مقطع فيديو يظهر هتافات المقدسيين: "حط السيف قبال السيف.. احنا رجال محمد ضيف"
وقال مراسل القناة: "لم تتوقف المظاهرات عند الهتافات، فوجدنا اشتباكات بالأيدي واصابات بين صفوف الشرطة الإسرائيلية ومن نقطة صفر".
وسأل المراسل أحد المرابطين على أبواب المسجد عن تعليقه على إطلاقعشرات الصواريخ من قطاع غزة، ليجيب المقدسي في التقرير الذي نشرته القناة 12، "كل الاحترام.. ندعوهم لإطلاق المزيد".
وختم المراسل حديثه: "يستأنف المقدسيون هتافاتهم: خيبر خيبر يا يهود وبمجرد سماع جيش الاحتلال لهذه الكلمات يبدؤوا بضرب الشبان".
ولم تقف حدة التصعيد عند الأحداث في القدس، فأطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة صواريخها باتجاه المستوطنات المحاذية للقطاع.
وكشفت صحيفة "معاريف" العبرية أن صواريخ قطاع غزة أظهرتتحسين كتائب القسام لدقة صواريخها.
وأوضحت الصحيفة في تقريرها، أن القبة الحديدية نجحت في اعتراض الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة تجاه الغلاف بنسبة 22٪ فقط، "في الوقت الذي من المفترض أن تنجح في اعتراض الصواريخ بنسبة 85%–90%".
وأشارت إلى أن خلال الجولات القتالية السابقة على مدار العامين الماضيين، حاولت حماس التغلب على القبة الحديدية عبر إطلاق رشقات كبيرة من الصواريخ.
بدوره، عقّب المختص في الشأن (الإسرائيلي) مؤمن مقداد على ردود فعل الاعلام العبري، قائلا: "كان هناك ذهول من دخول المقاومة في قطاع غزة على خط المواجهة، لم تتوقع الأوساط الأمنية في إسرائيل ذلك".
وصرّح أفيف كوخافي رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال قوله: "اذا هدأت القدس ستهدأ غزة".
وأضاف مقداد في حديث لـ "الرسالة نت": "الاعلام العبري ربط بشكل كبير بين إطلاق الصواريخ من قطاع غزة وما يحدث في القدس، وأشاروا إلى ان هذا شيء مخيف، أن يخرج قطاع غزة برد في ظل الأزمات التي يعيشها".
وأوضح أن الاعلام العبري تناول تراجع سلطات الاحتلال خطوة الى الوراء، "في مشهد يظهر انتصار كبير للمقدسيين".
ولفت إلى أن الاعلام العبري أعرب عن تخوفه من الهدوء الحذر في الضفة والذي قد يتحول لانفجار للوصول إلى انتفاضة جديدة.
وتجدر الإشارة إلى أن الهبة الجماهيرية في القدس جاءت بسبب مضايقات سلطات الاحتلال للمصلين في المسجد الأقصى، ووضع حواجز على الأبواب تعيق دخولهم.