طوفان نحو التحرير طوفان نحو التحرير

تعرف على "جبل الجرمق" أعلى قمم فلسطين المحتلة

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت-وكالات

فتحت حادثة مقتل 45 إسرائيليا خلال احتفال ديني خاص بالمتدينين، بمنطقة جبل الجرمق في الجليل المحتل شمال فلسطين، باب التساؤلات حول هذا الجبل، ومكانه وموقعه، بوصفه يمثل أعلى قمة جبلية في الأرض المحتلة، وتتربع في الجهة الشمالية الغربية لمدينة صفد.

ويعد جبل الجرمق من مرتفعات منطقة الجليل الأعلى التي تتصل بجبل عامل، وتتشابه معه في الصفات الطبيعية، وهذه المرتفعات تمتد لما يقارب خمسين كيلو مترا من أطراف سهول عكا المحتلة غربا إلى بداية طبريا شرقا، وتمتد لمسافة مقاربة من الشمال حيث حدود لبنان، إلى سهل مرج ابن عامر جنوبا .

ويتمتع الجبل بمناظر أخاذة وهواء عليل، وإطلالة جميلة، ويبلغ ارتفاعه عن مستوى سطح البحر ما يقارب 1208 أمتار، أيّ ما يقارب  3963 قدما، وتتفرع عنه أودية عديدة ممتدة من الشمال الغربي وحتّى الشمال الشرقي، إلاَّ أنه لا يوجد أي وديان تمتد إلى الجهة الجنوبية منه.

أصل التسمية

أصل تسمية جبل الجرمق تعود لأكثر من رواية، تقول الأولى بأنّه سميّ كذلك نسبة إلى وجود الشجر الذي يُعرف باسم شجر الجرمق الذي يتواجد بكثرة في هذا الجبل، أمّا الرواية الثانية، فإنّها تقول بأنّ تسمية الجرمق تعني المكان ذا الارتفاع، أما الرواية الثّالثة فإنّها تنسب التسمية إلى القبيلة العربية الشهيرة الجرامقة، التي رحلت منذ العصور القديمة من اليمن، واستوطنت في القسم الشمالي من فلسطين وجنوب لبنان.

تكسو الجبل الثلوج في معظم فصل الشتاء، أما أمطاره فتبلغ 1000 مليمتر، ويتميز بهوائه العليل، إضافة لخصوبته، إذ تكثر فيه الأحراش ذات الكثافة العالية.

قال عنه يا قوت الحموي إنّه واد تكثر فيه فاكهة الأثرج ( احد انواع الحمضيات) وأيضا أشجار الليمون، وإنّه قد قُتِلَ فيه علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن جميع الغساني أخو أبي الحسين، وكان ذلك في عام 450 للهجرة.

أهميّة جبل الجرمق بالنسبة لليهود

يقصد العديد من اليهود هذا الجبل، خاصة في يوم يعرف عندهم بـ" لاك بعومر" فيخيمون في سفوح الجبل، كنوع من طقوس الحجيج بالنسبة لهم، ويعود ذلك خاصة بزعم وجود قبر الحاخام اليهودي (شيمون بار يوخاي) في هذا الجبل.

يعرف الجبل في العبرية بجبل هرميرون، وتقول دائرة المعارف البريطانية إن "لاك بعومر" عيد يهودي صغير يصادف اليوم الثالث والثلاثين لعيد الفصح، وأصله غامض.

من بين العديد من التفسيرات حول أصول هذا العيد أن المن والسلوى أول ما سقطت من السماء كانت في هذا اليوم، كما أن هناك تفسيرا آخر يقول إن الطاعون الذي انتشر بين أتباع الحاخام عكيبا بن جوزيف قد توقف في مثل هذا اليوم، بحسب دائرة المعارف البريطانية.

وتشير دائرة المعارف البريطانية إلى أنه يحج إلى قرية هرميرون في الجيل الآلاف من اليهود الأرثوذكس، حيث موقع دفن الحاخام الكبير شمعون، وقد كان هذا الحاخام من بين المؤسسين للتصوف اليهودي، وهو مؤلف كتاب الزوهار.

وفي هذا العيد، يتلقى الأطفال الصغار قصات شعرهم الأولى كجزء من احتفال شعبي يتضمن اللعب بالأقواس والسهام والرقص حول نار في الليل.

ويقول موقع وزارة خارجية الاحتلال إن هذا العيد يعرف أيضا بـ"عيد الشعلة"، إذ توقد فيه طوال الليلة التي تسبقه شعلات تقليدية إحياء لذكرى ثورة اليهود بقيادة شمعون باركوخبا ضد الرومان.


ومن التقاليد البارزة التي يتسم بها هذا العيد إقامة العشرات من حفلات الزفاف  حتى أنه يُسمى شعبيا بعيد الزيجات، ذلك نظرا لأن هذا اليوم هو اليوم الوحيد الذي يجوز فيه إقامة حفلات الزفاف خلال الأسابيع السبعة التي تفصل بين عيد الفصح (بيساح) وعيد الأسابيع (شفوعوت).
ويذكر أن اليهود يحتفلون أيضا بمناسبة وطقوس العيد ذاتها في كنيس الغريبة في جربة بتونس.

البث المباشر