لليوم الثاني عشر على التوالي، يضرب علاء الريماوي عن الطعام، بعد ان اعتقله الاحتلال في الأيام الأولى من شهر رمضان، ومع دخول الشهر أيامه العشر الأواخر، ينتظر أبناؤه وجبة إفطار أو سحور واحدة يشاركهم فيها، ويخافون أن يأتي العيد وعلاء لا يزال بعيدا في أقصى زنزانة المحتل، مضربا عن الطعام.
وفي الثالث من مايو الذي يصادف اليوم العالمي لحرية الصحافة، يقف الصحافي الفلسطيني وحده في مواجهة الاعتقالات اليومية والانتهاكات غير المنتهية، فيضرب عن الطعام لانتزاع حقوقه، وهو الذي كان صوتا دائما للمقهورين، يسقط فلا يجد صوتا ينادي باسمه.
ينام الريماوي الآن صائما منذ اثني عشر يوما، مضربا، ممددا على فرشة في الزنزانة، لا يقوى على الحراك ولا يريد، حفاظا على طاقته المتبقية حتى لا تنفد، ويحاول ما استطاع أن يظل صامتا صامدا، حتى اشعار آخر.
ولم يكن هذا الاعتقال يشبه الاعتقالات السابقة للريماوي، حسب المحامي خالد زبارقة الذي لفت إلى أن الريماوي بالبداية كان متعبا للغاية ويتقيأ دما.
وينوه إلى أن الريماوي الآن محتجز في سجن عوفر في زنزانة انفرادية، منع عنه الماء أربعة وعشرين ساعة مع بداية اعتقاله، كما منع من النوم وتعرض للتحقيق لساعات طويلة، ما أثر على صحته ولكنه رغم ذلك أصر بعدها على الاضراب عن الطعام وبقي صامدا.
وعلاء الريماوي ليس شخصية عادية في عالم الصحافة، بل هو صحافي مؤثر له آراؤه وتحليلاته الخاصة فيما يخص الشأن الإسرائيلي وشؤون القدس، وقد عمل مراسلا لفضائية القدس قبل اغلاقها ويعمل الآن مراسلا للجزيرة مباشر، وهذا الحضور هو الذي جعل اسمه مرعبا أمام الاحتلال وعمل على اعتقاله.
ويعمل الريماوي أيضا مديرا لموقع "جاي ميديا" الإعلامي، وعضو مجلس بلدي منتخب في بيت ريما.
ولم يكتف الاحتلال باعتقال الريماوي، بل بدأ يعطي عائلته أخبارا مشوشة عن طبيعة وضعه، فلم يعترف الاحتلال بإضراب الريماوي عن الطعام وحاول نفي المعلومة قبل أن ينقلها نادي الأسير الفلسطيني إلى عائلته.
وفي اجتماع للصحافيين في قطاع غزة بمناسبة اليوم العالمي للصحافة أكد صالح المصري منسق لجنة دعم الصحفيين في الأراضي الفلسطينية، أن الواقع الصحفي في فلسطين مؤلم ومأساوي وخطير، نظرًا لاعتداءات الاحتلال المتواصلة بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، علاوة على مآلات الانقسام الداخلي وتداعيات كورونا.
وأوضح المصري أن لجنته وثقت في عام 2020 نحو 600 انتهاك ومنذُ بداية العام الحالي 2021 سجلت 165 انتهاكًا ضد الصحفيين.
هذا ليس الاعتقال الأول لعلاء الريماوي، ولن يكون الأخير، وهو لم يكن الصحافي المعتقل الأول لدى الاحتلال، ولكنه يعلم تمام العلم أنه وفي كل مرة يعتقل الاحتلال فيها صوت الحقيقة، ستنتصر الحقيقة في النهاية.