الرسالة نت-كمال عليان
حاولت (إسرائيل) بتوجيهها ضربات ضد عناصر "جيش الإسلام" في قطاع غزة مؤخرا، تدويل جرائمها ضد المقاومة الفلسطينية، بزعم أن هذا التنظيم يتبع لتنظيم القاعدة المصنف على قائمة (الإرهاب) الأمريكية والدولية.
وبحسب متابعون لتعرجات السياسة الصهيونية فإن الاحتلال بدأ يتبع أسلوب التهيئة الإعلامية للتغطية على جرائمه الأخيرة بحق المقاومة.
وكانت طائرات الاحتلال الصهيوني قد اغتالت الناشط في "جيش الإسلام" إسلام ياسين وشقيقه محمد في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، والقيادي في التنظيم محمد النمنم في الثالث من نوفمبر الجاري.
أمن وقائي
الصحف الإسرائيلية كشفت أن بارجة أمريكية كانت ترسو في عرض البحر المتوسط هي من أطلقت صاروخاً على سيارة الشهيد النمنم، وكانت العملية بالتعاون مع جهاز "الشاباك" الصهيوني.
وفي هذا السياق يرى المحلل السياسي حمد الله عفانة أن (إسرائيل) تتبع أسلوب التهيئة الإعلامية من أجل الحصول على الشرعية الدولية في عدوانها على القطاع.
وقال عفانة :" استهداف جيش الإسلام مجرد عملية وقائية تهدف لوأد التنظيم قبل تطوره"، مؤكدا أنه طالما توفرت الظروف المناسبة للاحتلال فانه ينفذ جرائمه.
واستخدمت (إسرائيل) الأسلوب ذاته مع العديد من فصائل المقاومة ، بدءا بالاغتيالات مرورا بالإبعاد وليس انتهاء بشن حرب شعواء على المقاومة.
وأشار المحلل عفانة إلى أن الاحتلال يستهدف جميع فصائل المقاومة دون تمييز، ولكنه يحاول القضاء على تنظيم صغير بهدف جر الفصائل الأخرى للمواجهة، محذرا الفصائل في الوقت ذاته من حرب الاستنزاف.
تدويل الصراع
وأسس جيش الإسلام عام 2006 وهو فصيل سلفي جهادي في قطاع غزة، وبرز نجمه بشكل كبير بعد اشتراكه مع القسام في أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط خلال عملية الوهم المتبدد.
" تصوير القطاع بأنه مرتع للإرهاب الدولي، وأن قوى المقاومة تهدد المصالح الإقليمية والدولية في المنطقة"، بهذه العبارة بدأ المحلل السياسي حسام الدجني مقاله، موضحا أن (إسرائيل) تعمل على تدويل الصراع مع القطاع.
وذهبت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى ربط عملية اغتيال النمنم بتنسيق مخابراتي مصري أمريكي إسرائيلي، متهمة "جيش الإسلام"، بالتخطيط لضرب المصالح الأمريكية والإسرائيلية في سيناء المصرية.
وفي ذلك الإطار أكد الدجني أن الرواية الإسرائيلية لا يصدقها عاقل، وتهدف "إسرائيل" منها إلى شرعنة جرائمها ضد الغزيين ، لافتا إلى أن القاهرة قرأت الرسالة الإسرائيلية جيداً.
وأرسلت قوات الاحتلال الصهيوني خلال الأيام الماضية، تهديدات عبر الهواتف النقالة إلى عدد من أنصار ومؤيدي جيش الإسلام في غزة الذي يتزعمه ممتاز دغمش.
وحذر المحلل من إمكانية نجاح (إسرائيل) إقحام الناتو في صراعها مع الفلسطينيين، وبذلك تحقق مكسباً استراتيجياً لم تكن تتوقعه يوماً من الأيام.
وأشار إلى حجم الأزمة السياسية التي يمر بها الائتلاف الحاكم في (إسرائيل)، وحالة العزلة السياسية التي بدأ يعاني منها إقليمياً ودولياً، معتبرا أن (إسرائيل) تريد إطالة عمر الائتلاف الحكومي ووقف الضغط الأمريكي والدولي عليها.