المقاومة تجمد المشروع الصهيوني في القدس

الرسالة نت- شيماء مرزوق

تدخل الحرب الأشرس بين المقاومة الفلسطينية في غزة ودولة الاحتلال الاسرائيلي يومها العاشر بعد فشل كل مبادرات وقف إطلاق النار.

وقد كشفت هذه المعركة تطورا هائلا في قدرات المقاومة ما أحدث خللا كبيرا في معادلة الردع القائمة منذ سنوات، وأهم هذه المعادلات التي كسرت هي أن المقاومة في غزة تحمى القدس والمقدسات.

واشتعلت المعركة بعد الاعتداءات الكبيرة على أهالي القدس ومحاولات التهجير القسري لأهالي حي الشيخ جراح، إلى جانب اقتحامات المسجد الاقصى المبارك.

وبخلاف اختلال ميزان الردع وتحقيق صورة الانتصار الكبير على جيش الاحتلال منذ الضربة الصاروخية الأولى إلا أن المقاومة حققت انجازات وطنية غاية في الاهمية حتى قبل أن تضع الحرب أوزارها:

أولاً: استطاعت المقاومة لجم الاحتلال واجباره على وقف الاعتداءات على القدس والمسجد الاقصى، فقد أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي تمديد اغلاق المسجد الأقصى المبارك أمام المستوطنين المتطرفين حتى اشعار آخر.

وذكرت وسائل اعلام أن حكومة الاحتلال قررت مواصلة اغلاق الأقصى أمام المستوطنين في اشارة منها إلى موافقته المبدئية للتفاوض على وقف اطلاق النار مع المقاومة في قطاع غزة.

ثانيا: تمكنت المقاومة من تثبيت معادلات جديدة من خلال هذه المعركة أهمها أن مسألة الاستفراد بالقدس والاقصى لم تعد قائمة أو مقبولة، وأن المقاومة ليست للدفاع عن غزة فقط وانما هدفها الاساس الدفاع عن قلب وجوهر القضية الفلسطينية وهي القدس.

ثالثا: تصر المقاومة اليوم من خلال وساطات وقف اطلاق النار أن تكون القدس البند الاول في أي اتفاق قادم ولجم الاحتلال ومستوطنيه في القدس ومنع كل مشاريع التهويد والتهجير القسري للسكان المقدسيين ما يعني فعلياً تجميد المشروع الصهيوني في القدس وهي سابقة هي الأهم في جولة الصراع القائمة هذه المرة.

رابعاً: ضربت المقاومة مشروع الفصل بين الفلسطينينن الذي عملت عليه منذ التسعينيات بحيث فصلت القدس عن محيطها العربي الفلسطيني عبر سلسلة اجراءات طويلة وتدريجية بهدف عزل القدس عن عمقها الفلسطيني والعربي والاسلامي عبر التهويد والاستيطان وتعزيز الانقسام بين غزة والضفة لضرب الهوية الفلسطينية، إلا أن الجولة الحالية من المعركة أعادت الصراع إلى مربعه الحقيقي وعزز الهوية الفلسطينية لكل الفلسطينيين في الاراضي المحتلة بفضل المقاومة.

البث المباشر