قائد الطوفان قائد الطوفان

حل السلطة .. فزاعة لا تكترث لها أمريكا

الرسالة نت - محمد بلّور

المناورات السياسية لسلطة فتح أشبه بشبكة العنكبوت, فرغم أن خيوطها كثيرة إلا أنها أوهن من أن تؤثر في الخصم .

تلويح عباس بحل السلطة والعودة للمربع الأول لا يعدو عن مناورة سياسية أمام رفض "إسرائيل" تجميد الاستيطان وفشل المفاوضات بشكل واضح .

وقالت مصادر دبلوماسية أجنبية وعربية مؤخرا إن عباس يتحدث في الآونة الأخيرة عن خيار حل السلطة، بعد أن كان سابقا يرفض مجرد التلميح لذلك.

ونشرت وسائل الإعلام أن الفلسطينيين قد يطلبون من الولايات المتحدة الأميركية الاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود 1967 أو التقدم بذات الطلب إلى مجلس الأمن الدولي أو الجمعية العمومية للأمم المتحدة أو حتى خيار وضع الأراضي الفلسطينية تحت الوصاية الدولية وجميعها خيارات ليست عملية وغير ناجحة .

وعباس يدرك أن لمناورته تلك على أمريكا و(إسرائيل) تغذية عكسية لعدم إمكانية حل السلطة لأن وجودها يفيدهم مجتمعين.

بديل مكافئ

ويستبعد المحلل السياسي عبد الستار قاسم إمكانية حل السلطة الفلسطينية لارتباطها بـ"مصالح شخصية" للمتنفذين فيها .

وأضاف لـ"الرسالة نت":"لو فرضا حلوا السلطة ماذا سيكون دور المستفيدين منها وماذا يفعلون فليس لديهم مصالح أو حقوق وطنية".

ويرى أن حل السلطة لا يجب أن يكون بشكل تلقائي ينقطع معه دور ومهام مؤسسات السلطة بل لابد من انتقال تدريجي في الإدارة للمحافظة على شئون الناس. وهناك مؤسسات ووزارات من الصعب انقطاع العمل فيها مثل مؤسسات ووزارات الاتصالات والصحة والمدارس والمستشفيات وغيرها .

وتابع:"عند الوصول لتلك المرحلة الأفضل أن يمسك مجلس إدارة جديد لإدارة الشئون المدنية والتربوية دون التدخل في السياسة".

أما المحلل السياسي مصطفى الصواف فاستبعد بدوره إقدام رئيس سلطة فتح محمود عباس على حل السلطة عقب فشل المفاوضات .

وأضاف للرسالة: "كل ما يسعى له عباس الآن هو العودة للمفاوضات ولكن محافظا على ماء وجهه فهي خياره الوحيد" .

وأشار الصواف أن الإدارة الأمريكية لن تقبل لعباس أن يحل السلطة ما سيدفع عباس للعودة من جديد ملوّحا بالقول أن هناك حلولا ممكنة في الأفق.

وأكد أن المستفيد من السلطة الفلسطينية بالدرجة الأولى هو عباس ومجموعته المتنفذة في السلطة إضافة إلى شخصيات من فتح حققت مكاسب مادية.

فشل المفاوضات

وكثر الحديث عن خيار حل السلطة مؤخرا بعد فشل المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني خاصة تعنّت إسرائيل بخصوص الاستيطان والقدس وحق العودة .

ولم يكن عباس وحده المتحدث عن حل السلطة فقد تحدث نبيل شعث عضو الوفد الفلسطيني المفاوض قبل أسبوع لإذاعة صوت فلسطين مشيرا إن البديل النهائي الذي يناقش الآن من ضمن البدائل الفلسطينية هو حل السلطة , وأضاف: " لسنا مستعدين كسلطة أن نستمر في تحمل كل المسئوليات وأعباء الاحتلال بينما هو قائم" .

وأكد المحلل قاسم أن فريق عباس المفاوض لا يرى في المفاوضات فشلا رغم كل ما واجهها مفسرا ذلك بأنها تسير وفق مخطط أمريكي-إسرائيلي يوافق عليه عباس .

وأوضح أن (إسرائيل) لا تريد أصلا العودة لغزة فهي تسعى من عام 1968 لإقامة سلطة تريحها من مسئولياتها الأمنية وتنوب عنها في إدارة شئون الناس .

أما الضفة الغربية فحالها مختلف فالاحتلال يحافظ على مستوى مستقر من التنسيق الأمني مع السلطة مستفيدا من حالة الهدوء تلك لاستكمال مخططاته لذا لن يتخلى عن شريكه الفلسطيني.

وأشار أن التمويل المالي لمؤسسات السلطة الفلسطينية من الدول الغربية ثمنه الإذلال والخضوع لأن من يمنحك المال يسلب إرادتك .

وبما أن موقف الضفة الغربية بحالتها الأمنية المعروفة مفهوم للجميع تبقى معضلة غزة أمام السلطة التي يلوّح رئيسها بحل السلطة .

وأكد المحلل الصواف أن التفكير السلبي من قبل السلطة تجاه غزة لازال مستمرا وتركيزا محاولة إنهاء وجود حماس في غزة .

وأضاف:"حاولوا القضاء عليها وفشلوا سابقا بمساعدة أمريكا ومصر والآن أتوقع عندما تكتشف الجماهير حجم المؤامرة خوض حراكا شعبيا ضد سلطة رام الله".

وأشار أن فتح ترغب في استمرار المفاوضات معلقة آمال على وعود الاحتلال وهي تقدم ذلك على إنهاء الانقسام والمصالحة.

المشهد السياسي

وأمام الحديث عن حل السلطة يتجدد الإخفاق في إنجاز المصالحة الوطنية بين الفرقاء المتنافرين على "الملف الأمني" .

فتح ترفض شراكة حماس في أجهزة أمن الضفة وحماس تعتبر فتح ترتكب خيانة بالتنسيق مع الاحتلال.

وهكذا يعودون بعد كل جولة حوار ولا يتغير عادة سوى ربطات العنق التي يلبسون أو قاعات الاجتماع في العواصم العربية .

واستبعد المحللان قاسم والصواف إنجاز المصالحة أو جود أي تغير على الساحة الفلسطينية في ضوء المعطيات الحالية.

ويرى المحلل الصواف أن المصالحة تصطدم بالملف الأمني ففتح لا تريد وجود لشركاء في المراكز العليا لأن أجهزة أمن الضفة مصممة برضا أمريكي وإسرائيلي بإشراف الجنرال دايتون ومولر من بعد .

حديث عباس عن حل السلطة يشبه لحد كبير ما تحدث به يوما عن رغبته في الاستقالة وهي فزّاعات يلقي بها أمام أمريكا.

 

البث المباشر