بدأت ما بعد انتهاء العدوان على غزة سياسة الترهيب الإسرائيلية، من خلال نشر الأكاذيب والأخبار لتحويل مسار التضامن الوطني الفلسطيني في الداخل المحتل والضفة الغربية، والذي كان الأكبر والأقوى منذ سنوات طويلة.
وعلاوة على الاعتقالات المتكررة التي تمارس بحق الشباب في الداخل والضفةـ تعمد قوات الاحتلال إلى نشر رسائل تخويف بهدف ثني سكان الداخل عن الاستمرار بحراكهم.
وقد نشرت على شبكات التواصل رسائل تقول إن اليومين القادمين سيشهدان اقتحام آلاف الجنود الإسرائيليين لمئات البيوت الفلسطينيّة في الداخل المحتل بهدف اعتقال 500 شاب فلسطيني، فيما تسمّيه القوى الإسرائيليّة "عمليّة قانونٍ ونظام"، وذلك بهدف "تصفية الحسابات" مع الشباب المناضلين. كما تدّعي الشرطة أنّها تملك "بنك أهداف" للساعات القريبة.
وبحسب بيان الشرطة فقد تجنّد آلاف رجال الأمن لدى الاحتلال من كل الوحدات والألوية، بما في ذلك حرس الحدود، وكتائب الاحتياط، من أجل تنفيذ هذه العمليّة المسعورة في قرانا ومدننا.
هذا الإعلان اعتبره أهالي الداخل اعلان حرب على مدنهم وليست محاولة ترهيب فقط، في ظل خشية من تنفيذه تحت غطاء من الصمت .
وعن هذه القضية تحدثت "الرسالة" مع عضو التجمع الوطني في الداخل المحتل مصطفى طه والذي يعتقد أن الاحتلال يمكنه أن يقوم بكل شيء، وبأن حالات الاعتقال تزايدت بالفعل منذ بداية حملة الشيخ جراح مرورا بالعدوان على غزة وما تلا ذلك من مواجهات في الرملة، وكان هذا طبيعيا لأن وتيرة الأحداث تزايدت والمواجهات ازدادت والغضب الفلسطيني وصل ذروته.
ولكن طه لا ينفي أيضا محاولة الاحتلال فرض حالة من الخوف في الداخل بعد توقف العدوان على غزة، مشيرا إلى أنه يريد أن يتفرغ للداخل الذي بات يشكل خطرا عليه بعدما تفاجأ من ردة فعل الفلسطينيين وتضامنهم مع القدس وغزة .
ويقول طه: الاحتلال منذ سبعين عاما يحاول أن يغير شخصية فلسطيني الداخل، ويسلخه من فلسطينيته ولكن الأحداث الأخيرة أثبتت أن الفلسطيني لا يتغير حتى لو عاش تحت الاحتلال لسبعين عاما، وكل مرة يثبت أنه فلسطيني، ولقد جاءت محاولات التخويف في هذا السياق ".
ويؤكد طه أن هناك محاولات ترهيب وحرب نفسية تمارس ضد العرب في الداخل لا أكثر لكسر شوكة الشباب الثائر وحركتهم الوطنية التي أصبح ينتمي إليها عشرات من المحاميين وهم مستعدين أن يدافعوا عن مئات المعتقلين لدى الاحتلال.
الصحافي في الداخل المحتل رجا اغبارية أكد أيضا على أن مستويات الاعتقال هي بدرجة لم تتغير، ولفت إلى أن الاحتلال يعتقل الشباب العربي في الداخل باستمرار، ولكن هذا الإعلان حسب تفسير اغبارية وفي هذه اللحظة هو ترويع يقع ضمن الإشاعات التي زادت بكثرة في الفترة الأخيرة والتي عمل الاحتلال من خلالها على نشر الفتنة وترويع الفلسطينيين وكسر عزيمتهم، وبالتالي منعهم من الخروج.
ببساطة أضاف اغبارية:" من يخاف الاعتقال لا يخرج، والشباب يعرفون ذلك عز المعرفة، ولا يخافون أبدا من تهديدات الاحتلال، الذي يحاول تعويض انكساره بهذه الإشاعات المفرغة والتي غالبا لا صحة لشيء منها.