قائد الطوفان قائد الطوفان

كما الشيخ جراح.. سكان بطن الهوى مهددون بالطرد

بطن الهوى
بطن الهوى

الرسالة نت-رشا فرحات

ينظر نظام أبو رموز إلى الأوراق التي بحوزته وهو مصدوم من حكم غيابي صدر عما يسمى المحكمة الإسرائيلية منذ عام 2016 وهو لا يعلم بأنه ملزم بأن يخرج الآن ببساطة من منزله، كما لا يعرف أن هناك محاكم من الأصل، وبأنه محط انظار الجمعيات الاستيطانية منذ أعوام، وبأن هناك أخذ وشد بين أروقة المحتل، وهو ساكن آمن لا يعلم ما يحاك من خلف ظهره منذ ثلاث سنوات!

يوم مختلف في حياة عائلات أهالي بطن الهوى فقد كان من المفترض أن تنظر محكمة الاحتلال في حكم احيكت قضيته من خلف الأبواب، ولكن المحكمة الإسرائيلية أجلت الحكم في القضية تماشيا مع تطور الأحداث وسخونتها.

ويقول عبد الله معروف الكاتب المختص بقضايا القدس: محكمة الاحتلال المركزية أجلت البت في قضية إخلاء منازل حي بطن الهوى في سلوان جنوب كما فعلت سابقاً مع منازل حي الشيخ جراح شمال المسجد الأقصى لأن الاحتلال ينتظر فرصةً سانحةً ينسى فيها الناس القضيتين كي ينقضوا على أهلنا هناك.

يتكون بيت نظام أبو رموز من ثلاث طوابق، يسكن فيه اثنا عشر أخا، مع عائلاتهم، ولد فيه وتزوج فيه، ويصعب عليه الخروج منه ظلما، وهو ليس وحده في هذه الدوامة وهذا التحايل والنصب الذي تقوده المحكمة الإسرائيلية بالإضافة إلى غرامات بآلاف الشواكل فرضت عليهم لأنهم لم يحضروا جلسات المحاكم، تلك التي لم يبلغوا بها أصلا.

هذا طبعا كله بإشراف جمعية إلعاد الاستيطانية وهي أغنى الجمعيات الحكومية في دولة الاحتلال، وجميع ممارساتها الاستيطانية تتم في الأراضي المجاورة للأقصى، وخاصة في منطقة سلوان التي تشرف فيها على 70 بؤرة استيطانية تضم وادي حلوة وبطن الهوا والشيخ جراح.

قصة أبو رموز ليست فقط قصة بيت وجدران، بل هو واحد من المرابطين في الأقصى، وممن عانوا من الابعاد مرارا لأكثر من اثنتي عشرة مرة، وهذا سبب آخر لاستهدافه أيضا.

ويمتد حي "بطن الهوى" شرقي القدس حتى يصل إلى جبل الزيتون، ويقطعه وادي سلوان حتى اعتبر جزءا من منطقة سلوان كلها المهددة بالاغتصاب والمصادرة والتي تقدر مساحتها ب 73 دونما.

وقد بدأ الاستيطان في سلوان ببناء أول بؤرة استيطانية في حي بطن الهوا في عام 2004، من خلال إحلال عائلتين يهوديتين تزايدت خلال ثلاث سنوات لتصل ثلاثين عائلة استيطانية.

اليوم تهدد 86 أسرة بالطرد من منازلهم في بطن الهوى وكل ذلك لأجل التوسعة الإسرائيلية الديمغرافية على حساب الديمغرافية الفلسطينية، الكابوس الأول الذي يهدد (إسرائيل) داخل مدينة القدس.

عضو لجنة الدفاع عن أراضي بلدة سلوان، فخري أبو ذياب لفت إلى أن محاكم الاحتلال تحاول شرعنة أي عمل تقوم به المؤسسات الاستيطانية وتغلفه بقانون مفصل على مقاسها فهي اليوم تردد أسطوانة أن الأرض تعود ليهود يمنيين سكنوا فيها قبل سبعين عاما، وهي نفس الأسطوانة المستخدمة في الشيخ جراح.

ويعمل الاحتلال فعليا على إطلاق مسمى "حي اليمنيين" بحجة أن اليمنيين كانوا يزورنه حينما كانت اليمن وبعض الدول العربية وبلاد الشام تحديدا جزءا من الدولة العثمانية ويسمح لهم التنقل بالقدس وأداء طقوسهم فيها آنذاك.

ووفقا لأرقام أبو دياب فإن أكثر من 6000 منزل في بلدة سلوان مهددة بالخطر والتهجير، أي ما يشكل 40% من أهالي سلوان، بادعاء أن المباني لا تحتوي على تراخيص، ومن جهة أخرى فإن بلدية الاحتلال لا تعطي أصلا تراخيص بناء للمقدسيين في تلك المناطق.

البث المباشر