قائد الطوفان قائد الطوفان

في غزة.. أبراج تسقط وهمم الرجال تعلو لتقاوم محتلا شرسا

من قصف الاحتلال لغزة
من قصف الاحتلال لغزة

الرسالة نت-مها شهوان

كطائر العنقاء نفضت الرماد عنها، وراحت تحلق في الفضاء، فهي مع كل ضربة كانت تنتفض لتثبت أنها لن تموت ولن تهلك، ومقاومتها عصية على الكسر وشعبها مرابط لا تهزمه رياح العدو، هي باختصار "غزة" أم تلملم أولادها وتعلمهم أسمى معاني الرباط والنصر.

لا يوجد عقل بشري يتخيل ما حدث في المعركة العسكرية التي استنزفت فيها دولة الاحتلال طائراتها الحربية لتضرب "غزة" البقعة الجغرافية الصغيرة التي انتصرت بثباتها أمام أعتى جيوش العالم بأسلحتهم الثقيلة فعادوا يجرون أذيال خيبتهم.

هذه المعركة العسكرية كانت مختلفة بكل المقاييس الحربية، فغزة التي لبت نداء القدس والأقصى، وكل أرض يحاول الاحتلال سلبها، وبمجرد أن نادى المقدسيون "يا غزة يلا"، ردت بما تملكه من قوة عسكرية متواضعة فزلزلت (تل أبيب) فدب فيهم الرعب.

ورغم أن الاحتلال الإسرائيلي اعتاد على جبروت غزة ورجالها، لكنه صدم هذه المرة بحجم صمود الشعب، الذي لم يتوان لحظة عن نصرته للمقاومة، فكل بيت يقصف على رؤوس أصحابه، كان يخرج من تحت الركام من بقي حيا يصرخ " اضرب اضرب تل أبيب".

والمميز في هذه الجولة العسكرية أن المقاومة كانت تكشف زيف الاحتلال وهو ينكر أمام شعبه حجم خسائره، فعرضت الأضرار التي سببتها صواريخها المصنعة محليا وبأيدي رجال حملوا أرواحهم على أكفهم وهجروا الجنسيات الأجنبية التي يحملونها وعادوا للرباط والجهاد على أرض غزة.

مشهد حرق الباصات وتدمير المنازل بفعل صواريخ المقاومة حين تمكنت من الإفلات من القبة الحديدية، أثلجت صدور الشعب وعززت صمودهم وصبرهم.

وحين نفّس المحتل عن غضبه قصف أبراج غزة التي يسكنها المدنيون فسقطت وعلت همم الغزيين أكثر لانتصارهم لكل فلسطين.

وما أثار غضب المحتل أكثر وجعله يتخبط ويضرب الحجر والبشر، هو تلاحم الفلسطينيين ودرؤهم لخلافتهم الداخلية، فتوحد الأخضر مع الأصفر والأحمر، فالكل كان يردد: "حط السيف قبال السيف احنا رجال محمد ضيف"، في إشارة إلى قائد الأركان العسكري لكتائب عز الدين القسام.

أما الملثم أبو عبيدة الناطق باسم القسام، كان الغزيون ينتظرون طلته على أحر من الجمر، فمرات قليلة خرج عبر شاشة التلفاز بفيديو قصير لا يتجاوز الجملتين تطرب لها اذان الوطنيين وتثير ذعر المحتل.

انتهت المعركة وانتصرت غزة في وجه محتل شرس، فشمر الشباب عن سواعدهم لإزالة الركام استعدادا لإعادة بهاء المدينة، أما الأمهات لا زلن ينجبن الشهداء.

البث المباشر