قائمة الموقع

التسلل خلف بصمات المقاومة مُحال وصعب المنال

2021-06-07T10:55:00+03:00
بقلم: خالد النجار

توقف إطلاق النار ولم تتوقف معركة استخبارية تدور في الخفاء. معركة تُبدد الكثير مما ظن العدو أنها نقاط قوة قد تحقق له انتصارات على المقاومة في غزة، بعد أن نجحت المقاومة في إحكام سيطرتها الاستخبارية فوق الأرض وتحتها، واخترقت مراكز التحكم والسيطرة الصهيونية، وأوجعت الاحتلال بسياساتها الأمنية الاستخبارية الحكيمة وما أعدته من سيناريوهات في مواجهة العدو بمعركة سيف القدس، وما قبلها من معارك خاضتها المقاومة وفرضت موقفها بكل بسالة وإرادة.

ما أظهرته قناة الجزيرة عبر برنامج ما خفي أعظم، أعطى دلالات واضحة على هذه المعركة التي تدور رحاها فوق الأرض وتحتها، وبيّنت جزءًا من استراتيجية المقاومة في التصدي للعدو سياسيًا، وأمنيًا، وعسكريًا، وكيف نجحت المقاومة في إدارة ملف الجندي الصهيوني "جلعاد شاليط"، وكيف استطاعت أن تظهر للعالم بأسره بما فيهم الأنظمة العربية التي ترزح تحت وصاية الاحتلال وتنتحر بتطبيعها مع العدو الصهيوني، عن ضعف إرادة هذا الكيان، وأن كسر هذه الإرادة وقهر جيشه من الممكن أن يتحقق فعليًا، وهو ما تحقق على يد المقاومة الفلسطينية، بعد أن مرغت أنفه بصفقة مشرفة في عام 2011، وأساءت وجهه في معركة سيف القدس وكشفت ظهره أمام القوى الداعمة والذي أصبح يكلفها الاحتلال عبئًا ثقيلاً.

تستند المعركة الاستخبارية في إدارة ملف الأسرى وإدارة العمليات الأمنية المتعلقة بهذا الملف إلى العديد من النقاط، من بينها:

1. الحفاظ على خصوصية هذا الملف، كونه يمثل قوة مركزية ورصيدًا مهمًا لتأمين الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين والعرب من السجون الإسرائيلية، والحفاظ على هذه الخصوصية يحتاج لكثير من المناورة الأمنية والسياسية مع العدو، وعدم إعطاء الاحتلال أي معلومة حول هذا الملف، حتى يذعن لشروط المقاومة.

2. وحدة الظل التي تشرف عليها القيادة العليا لكتائب القسام بشكل مباشر لا تحتمل أي خطأ، وهي رأس المال البشري في مركز التأمين والحراسة والسيطرة، وتمثل محورًا مهمًا في معركة الأدمغة، وقد حاول العدو الوصول إلى هذه الوحدة من خلال القصف المكثف على قطاع غزة، لكنه فشل استخباريًا وعسكريًا.

3. الثمن الكبير الذي تحدث عنه نائب قائد أركان كتائب القسام مروان عيسى للإفراج عن الأسرى، يبقى في دائرة التحليل الأمني بأروقة المؤسسات الأمنية الصهيونية معلومة صحيحة يدركها العدو، فهو من فَقَد جنوده على الأرض، وهو من لديه المعلومات الكافية عن عدد هؤلاء الجنود، لكن السياسة الأمنية للاستخبارات الصهيونية لا تسمح بالحديث حول هذا الموضوع، كونه يعد مساس ببنية الجيش وبشخصيته في المنطقة، وبأمنه الذي أصيبت واهتزت بنيته أمام ضربات المقاومة الأمنية والعسكرية، وبالتالي يعتمد الاحتلال على وسائل الخداع والتضليل في هذه المعركة، كي يحصل على بعض المعلومات التي قد تمنحه فرصة للانقضاض على الهدف، بينما تدرك المقاومة أن هذا مُحال ومن الصعب أن تترك المقاومة بصماتها ليتسلل خلفها العدو.

4. التعاطي مع الوسطاء له ثمن، يستند كذلك للمعركة الأمنية، لأن ما يسعى له الوسيط يتمثل في إنهاء هذا الملف، وما تسعى له المقاومة هو الإفراج عن الأسرى من سجون الاحتلال، وبالتالي هناك فجوة تزيد من تعقيد إبرام أي صفقة حال خروجها عن المسار الأمني لكتائب القسام وما تحتاجه لضمان الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وهو يؤكد أن السيناريو الأمني والسياسي خلال الإفراج عن "جلعاد شاليط" أحبط العدو الصهيوني، وهو ما يمكن أن يتكرر في صفقة تبادل أخرى على طريق الانتصار والتحرير للأرض والإنسان.

اخبار ذات صلة