في اليوم العالمي لضحايا العدوان

أمريكا تعطي (إسرائيل) الضوء الأخضر لقتل أطفال

غزة – مها شهوان

لا يحتاج الطفل الفلسطيني تحديد يوما للتذكير بمعاناته من قبل الاحتلال الإسرائيلي، فمنذ احتلال الاراضي الفلسطينية يتعرض الأطفال لأبشع أساليب العدوان من قتل واعتقال وانتزاع أبسط حقوقهم التي تكفلها لهم القوانين الدولية.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد حددت في آب/أغسطس عام 1982 في دورتها الاستثنائية الطارئة السابعة بشأن القضية الفلسطينية الرابع من يونيو من كل عام كيوم عالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء.

وجاء هذا القرار حينها في أعقاب القلق الذي ساد الأمم المتحدة بعد التقارير التي كشفت عن عدد مروّع من الضحايا الأطفال الفلسطينيين واللبنانيين الأبرياء، الذين سقطوا في أعمال العدوان التي ارتكبتها (إسرائيل) خلال اجتياح لبنان.

وحول الغرض من إقرار هذا اليوم حسب موقع الأمم المتحدة، فهو الاعتراف بمعاناة الأطفال من ضحايا سوء المعاملة البدنية والعقلية والنفسية في جميع أنحاء العالم.

وتتعدد وجوه معاناة الطفل الفلسطيني ففي الضفة المحتلة تكمن في ملاحقة الاحتلال لهم وضربهم واعتقالهم أو قنصهم برصاصة، أما في قطاع غزة فكانوا الضحايا الأبرز لعدوان الاحتلال المتكرر والذي استهدفهم بشكل متعمد وجعلهم أشلاء فيما ترك عدد منهم أيتاما وبلا مأوى.

ففي المعركة الأخيرة "سيف القدس" ووفق إحصائية لوزارة الصحة بغزة، فقد ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 253 شهيدا من بينهم 66 طفلا و39 سيدة و17 مسنا إضافة إلى 1948 إصابة بجراح مختلفة.

وتدلل نسبة إصابة الأطفال مقارنة بحصيلة مجمل الشهداء على تعمد الاحتلال استهدافهم، وهذا ما دعا للأمم المتحدة لتخصيص يوم عالمي لضحايا العدوان، كون الأطفال يشكلون الفئة الأكثر تضرراً في حالات الحروب والصراعات المسلحة.

ويعقب القانوني مصطفى إبراهيم على ما ترتكبه (إسرائيل) بحق الأطفال بأنه يأتي بشكل متعمد وذلك واضحا من خلال عملياتها حين تستهدف جميع الفلسطينيين وعادة ما تكون النساء والاطفال هم الضحايا، لافتا إلى أنها تتعمد قصف المنازل لقتل أكبر عدد من الأطفال، دون الاكتراث للقوانين الدولية التي تحرم قتل الأطفال.

ويؤكد إبراهيم "للرسالة" أن ما تفعله (إسرائيل) يعد مخالفة للقانون الدولي الإنساني، وتجاهل لاتفاقية حقوق الطفل بالحماية والحق في الحياة"، مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال مستمرة في عدوانها وقتلها للأطفال فهم الضحايا سواء بفقدان حقهم في الحياة أو الإصابة بجراح بليغة تؤدي إلى جعلهم من ذوي الإعاقة.

وفيما يتعلق بتعمد الصمت الدولي خلال الاحداث الأخيرة التي شهدها قطاع غزة لاسيما بحق الأطفال، ذكر أنهم يتجاهلون ما يحدث ويشجعون (إسرائيل) بصمتهم على مواصلة الردع والتخويف والقتل، موضحا أن الولايات المتحدة هي شريك في الجريمة فهي من تعطي السلطات الإسرائيلية الضوء الاخضر للعدوان والاستمرار في قصف وقتل المدنيين وكذلك فإن نفاق الاتحاد الاوربي يعد تجيعا للاحتلال.

ووفق المنظمة الدولية فإن السنوات الأخيرة شهدت زيادة في نسبة الانتهاكات المرتكبة ضد الأطفال في العديد من مناطق الصراع، داعية إلى بذل المزيد من الجهود لحماية 250 مليون طفل يعيشون في الدول والمناطق التي تشهد الصراعات، والعمل على تعزيز القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، وكفالة المساءلة عن انتهاكات حقوق الطفل.

وبعد مضي 39 عاما من إقرار اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء، تبقى الانتهاكات التي تستهدف الأطفال في فلسطين دليلا على أن (إسرائيل) لا تلقي بالا لأي من الإعلانات العالمية لحقوق الإنسان ولا تلتزم بالاتفاقيات التي تكفل الحماية للمدنيين ، خاصة الأطفال الذين تطالهم انتهاكات الاحتلال قتلا وجرحا واعتقالا وتهجيرا.

البث المباشر