أن تكون طفلاً أسيراً لدى قوات الاحتلال, كأن تكون عوداً غضاً في قلب العاصفة, صفعات متتالية وانتهاكات لا تتوقف لأبسط حقوق الطفل الفلسطيني.
تتوزع حكايات الأطفال الأسرى القاصرين في سجون الاحتلال بين احتجاز دون محاكمة عادلة، ودون ملفات قانونية تحمل لوائح اتهام, من خلال ما يعرف بالاعتقال الإداري.
وعلى اختلاف صور الاحتجاز وحكاياته، تسعى (إسرائيل) إلى تحقيق أكبر ضرر نفسي وذهني وجسدي للأطفال الأسرى ولم تخصص لهم معاملة قانونية حقوقية تتوافق مع تصنيف أعمارهم.
استعرضت المحامية عرين بدوان مسؤولة ملف الأطفال والأسيرات في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، واقع الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال، وظروف الاعتقال والتحقيق الصعبة.
ولفتت إلى أن كثير من الأطفال يتم اعتقالهم في وقت متأخر من الليل أو في ساعات الفجر الأولى، وهنا تتحول أحلامهم لكوابيس، وهذه واحدة من الانتهاكات التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق الاطفال.
وأشارت بدوان إلى أن 140 طفلاً معتقلاً في سجون الاحتلال موزعين على عدة أقسام في "عوفر" و"مجدو" و"الدامون".
وأكدت أن سجون الاحتلال ومراكز التحقيق كلها غير صالحة للأطفال، حيث يتم الاعتداء عليهم لفظياً وجسدياً وتهديدهم وحرمانهم من الأكل والشرب، مترافقة مع إهمال طبي متعمد لحاجاتهم، أو عبر وضعهم مع سجناء جنائيين مما يشكل ذلك خطورة عالية على حياة الأطفال وصحتهم الجسدية والنفسية.
وتطرقت بدوان أيضاً إلى قضية الحبس المنزلي وخطورتها، وهو حبس بأمر المحكمة الإسرائيلية تفرضه على أطفال القدس بالتحديد، إذ تتحول العائلة إلى السجان بعد تقديمها تعهدات بمراقبة الطفل وتقييد حركته ومنعه من الانخراط في المجتمع، ما يخلف آثاراً نفسية سيئة لدى الطفل وإصابته بحالة من العدوانية والعصبية الزائدة، قبل أن يحول إلى الاعتقال الفعلي بعد إنهاء مدة الحبس المنزلي المفروضة عليه.
وفي ملف الأسرى الأطفال، نوهت بدوان إلى أن طلب الطفل لمحامي جريمة يعاقب عليها كما جرى مع الشبل هاني ارميلات من جنين, الذي تم اقتياده إلى معسكر الاعتقال، وعند إصراره على حضور محامٍ، دخل عليه خمسة جنود مدججين بالهراوات وانهالوا عليه بالضرب المبرح حتى تسببوا له بإصابات دامية استدعت نقله إلى المشفى وتقطيب جروحه.
وأوضح رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب أن الطفل الفلسطيني في مدينة القدس يعتقل لمجرد وجوده في المسجد الأقصى أو في ساحة باب العمود أو في حواري القدس والشيخ جراح أو حاملاً للعلم الفلسطيني.
وتابع أبو عصب:" تقوم سلطات الاحتلال بتحويل بعض الأطفال إلى ما يمسي ب " الهوستيل" وهي مؤسسة داخلية يعتقل فيها الأطفال القاصرين دون سن 14 عام مع مجموعة من الموجهين السلوكيين والأخصائيين النفسيين يتلقون التعليمات من الأجهزة الأمنية، لمحاولة السيطرة على عقولهم بتقديم مناهج هدفها الأساسي إبعاد الطفل الفلسطيني عن الهم الوطني من خلال تشويه المشهد الفلسطيني وإظهار (إسرائيل )بالمظهر الإيجابي.
وبيّن أن سياسات الاحتلال بحق القاصرين هي جزء من سياسة الاحتلال الاسرائيلي لتفريغ مدينة القدس لحسم قضية المسجد الأقصى المبارك من أجل الوصول لمرحلة هدم المسجد وإقامة الهيكل المزعوم وسلب القدس والمقدسيين هويتهم الفلسطينية.
وعلى جغرافية الوجع الفلسطيني تمتد حكايات القهر والإذلال المتعمد للأسرى الأطفال، التي يتم
فيها انتهاك كافة بنود اتفاقيات حقوق الأطفال عالمياً، بهدف كسر معنوياتهم والسعي لتحطيم مستقبل الشعب الفلسطيني بتحطيم أشباله.