حطت قدما رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بجانب عدد من قيادة الحركة على أرض مملكة المغرب، في زيارة مهمة، لها ما بعدها وتدفع باتجاه تعزيز مكانة الحركة على الصعيد الدولي والعربي، ضمن محاولاتها الرامية إلى تعزيز دعم القضية الفلسطينية.
ولعل أهمية الزيارة تكمن في أنها تأتي كثالث دولة تجري زيارتها بشكل رسمي من قبل هنية وقيادة الحركة بعد قطر ومصر، عقب معركة سيف القدس الأخيرة بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، والتي نجحت في إعادة القضية على سلم الأولويات لدى الجميع.
وكان هنية قد افتتح زيارته للمغرب بلقاء الدكتور سعد الدين العثماني رئيس الوزراء المغربي، رئيس حزب العدالة والتنمية وعدد من قادة الحزب، حيث بحث الجانبان العديد من القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية ونتائج معركة سيف القدس، وسبل دعم القضية والشعب الفلسطيني.
وبالنظر إلى أهمية نتائج الزيارة فإن رئيس الوزراء المغربي سعد الدين قد عبر خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس المكتب السياسي للحركة عن سعادته وشكره لتلبية رئيس المكتب السياسي ووفد قيادة الحركة الدعوة لزيارة المغرب وقال "هذه الدعوة في سياق الموقف المغربي ملكًا وحكومةً وشعبًا في دعم الشعب الفلسطيني ونضاله حتى ينال حقوقه ويبني دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
ومن المهم ذكره أن دلالات الزيارة واختيار المغرب كدولة في المقدمة يعني ثقة كبيرة لدى حماس وقيادتها، وأن معركة سيف القدس غيرت وتغير من شكل المنطقة وتوجهاتها السياسية، لا سيما في ظل توجهات البعض للهرولة نحو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
إلى جانب ذلك فإن حماس تحاول عدم ترك أي فراغ في أي دولة عربية قد يتغلغل إليها الاحتلال لتحقيق أطماعه بالتطبيع.
وتأتي الزيارة بعدما قادت حماس معركة سيف القدس وحققت إنجازا استراتيجيا بتدشين خط غزة- القدس وهي الرسالة التي فهمها الاحتلال بأنه لا يمكنه بعد 11 مايو الاستفراد في القدس والمساس بالمحرمات الفلسطينية.
اللافت أيضا خلال الزيارة حجم الحفاوة التي استقبل بها رئيس حماس ومسيرات الاستقبال من الشعب المغربي والهتافات ضد الاحتلال الإسرائيلي وهو ما يعزز دور المغرب في دعم القضية الفلسطينية.
تصويب التوجيهات
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي د. حسام الدجني أن الزيارة للمغرب مهمة كونها ترأس لجنة القدس وهي ومن الدول المؤثرة في الملف الفلسطيني خاصة بعد اتجاه البعض نحو التطبيع.
ويوضح الدجني في حديثه لـ"الرسالة" أن السياسية الحكيمة تكمن في محاولة تصويب هذه التوجهات للدول دون التدخل في سياستها وقرارتها السيادية وبناء علاقات تخدم كل التوجهات التي تدعم القضية الفلسطينية.
ويبين أن أهمية الزيارة تكمن كونها إحدى نتائج معركة سيف القدس والتي بات ينظر لحركة حماس بعدها أنها فاعلا أساسيا وكبيرا في النظام السياسي الفلسطيني.
ويشير الدجني إلى أن لها انعكاسات مهمة على حماس كونها ترفع حالة العزلة السياسية التي حاول المجتمع الدولي فرضها على الحركة، إلى جانب أن الأخيرة تحاول تعزيز العلاقات الثنائية وترسيخ عمل لجنة القدس وتساهم في تفعيل دول المغرب في القضية الفلسطينية ومساهمتها في دعمها ضد الاحتلال الصهيوني.
ووفق الحركة فإن تلك الزيارة لن تكون الأخيرة ويليها دولة موريتانيا مطلع الأسبوع المقبل، والتي ستكون ضمن سلسلة زيارات تسعى الحركة من خلالها لتحقيق اختراقات على الصعيد العالمي دعما للقضية الفلسطينية.