قائد الطوفان قائد الطوفان

انحسار المساعدات الخارجية للسلطة.. أزمة عابرة أم انعدام ثقة؟

عباس واشتيه
عباس واشتيه

الرسالة نت – أحمد أبو قمر 

تعاني السلطة في رام الله من قلة المساعدات الخارجية في ميزانيتها، في وقت مثّلت فيه المساعدات أكثر من ربع ميزانية السلطة خلال سنوات سابقة.

البيانات التي تفصح عنها وزارة المالية برام الله، تُظهر شهورا دون دخول دولار واحد لميزانيتها، وخصوصا بعد عام 2017.

ورغم تعويل السلطة على عودة المساعدات في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلا أن ذلك لم يحدث بالمستوى المطلوب، وهو ما يزيد الدعوات من قيادة السلطة بضرورة عودة المساعدات لدعم الميزانية التي تعاني من ترهل في الديون.

أزمة أم ضعف ثقة

وجدد رئيس حكومة فتح، محمد اشتية، دعواته للدول العربية، باستئناف المساعدات التي من شأنها تخفيض العجز في ميزانية السلطة.

وأكد اشتية أن انحسار المنح والمساعدات الخارجية الوافدة إلى ميزانية السلطة، أثرت سلبا على الانفاق، وزادت معدلات الديون".

ويعوّل اشتية على عودة المساعدات العربية، مؤكدا أن استئناف المساعدات الأمريكية "كان إيجابيا على الميزانية".

وفي الفترة الأخيرة، استأنفت الولايات المتحدة دعمها المالي للفلسطينيين، في حين استمرت الديون في الارتفاع شهريا.

بدوره، قال البروفيسور الاقتصادي أنور أبو الرب إن المساعدات العربية والدولية قلّت كثيرا خلال السنوات الأخيرة، وهو ما زاد الأزمة المالية للسلطة.

وأوضح في حديث لـ "الرسالة نت" أن السلطة كانت تلجا للديون حتى في ظل وجود مساعدات، "لذلك من الطبيعي أن تستفحل الأزمة بعد توقفها".

وأشار إلى أن بند المساعدات يعتبر رئيسيا في ميزانية السلطة مقارنة بالمقاصة والايرادات الداخلية، ولذلك فإن توقفه لسنوات في عهد ترامب خلق أزمة كبيرة.

وبيّن أبو الرب أن الولايات المتحدة كانت تقدم 400 مليون دولار سنويا لخزينة السلطة، "ورغم أن هذا المبلغ لن يُنهي الأزمة المالية لها ولكنه سيخفف منها، كما أن هناك دولا شقيقة أوقفت دعمها بضغط من الرئيس الأمريكي السابق ترامب، وتطلب السلطة عودتها الآن".

وتجدر الإشارة إلى أن إدارة ترامب بدأت بالتضييق الاقتصادي، بداية عام 2018، بتقليص مساعداتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ثم مع مطلع أغسطس/ آب من نفس العام، قطع كافة مساعداتها، وهو ما أدخل "الأونروا" أزمة مالية خانقة، أثرت على تقديم مساعداتها للفلسطينيين.

وفي نفس الفترة، أعلنت السلطة أن الإدارة الأمريكية أوقفت كل مساعداتها للفلسطينيين، بما يشمل المساعدات المباشرة وغير المباشرة للخزينة، وهو ما دعا الإدارة الأمريكية لإغلاق مكتب منظمة التحرير بواشنطن، وحساباتها المصرفية.

ورغم اعتلاء جو بايدن سدة الحكم منذ بداية العام الجاري، إلا أن المساعدات لم تعد لما قبل تولي ترامب، لتستمر الأزمة التي باتت أقرب إلى انعدام ثقة في ظل التقارير الغربية التي تتحدث عن فساد وترهل في أروقة السلطة.

وتجدر الإشارة إلى أنه وللمرة الأولى، يغيب الدعم الأوروبي عن ميزانية السلطة في النصف الأول من العام الجاري، والذي يقدّر بـ 220 مليون دولار سنويا.

البث المباشر