"اضرب النساء ليخاف الرجال" وفق هذه النظرية تعمل السلطة بالذات في المظاهرات التي خرجت في الضفة الغربية تنديداً بمقتل الناشط السياسي نزار بنات قبل أيام، والتي لوحظ فيها الاعتداء الوحشي على الصحافيات في الميدان، وربما كان الاعتداء يحمل تهديداً مبطناً للصحافيين الذكور.
اعتدت عناصر الأمن الفلسطيني في مدينة رام الله، على عدد من الصحافيات، بشكل مقصود،
وأفادت مصادر محلية، بأن عناصر أمن فلسطيني بلباس مدني اعتدت على عدد من الصحفيات خلال تغطيتهن تظاهرة في رام الله، وصادرت هواتفهن.
وعرف من الصحافيات: "شذى حماد، نجلاء زيتون، فيحاء خنفر، وسجى العلمي".
أصيبت كل من نجلاء زيتون وفيحاء خنفر وسجى العلمي برضوض خطيرة، وقد صودرت هواتفهن الخاصة، بينما جرح وجه شذى حماد جرحاً غائراً، وقد عبرت عن خوفها وتفاجئها مما حدث، فهي لم تكن تتوقع هذا الهجوم الذي لم يراعي حرمة امرأة أو رجل.
الصحافي عماد أبو عواد كان شاهداً على ما حدث ولاحظ أن استهداف الصحافيات مقصود، معتبراً أن السلطة تريد أن تجبر أهالي الصحافيات على منعهن من تغطية الأحداث، وتريد أن توصل رسالة للصحافيين الذكور مفادها:" إذا لم نرحم الإناث، فبالتالي لن نرحمكم"
ويرى أبو عواد أن هذا الفعل الهمجي أراد أن يؤلب الرأي العام تجاه الصحافيين وكأن الصحافة تدفع بإناثها للأمام ويتراجع ذكورها إلى الخلف.
أبو عواد الذي رافق فيحاء خنفر إلى المستشفى وصف حالتها بالسيئة وقال إنها تعاني من رضوض في الحوض والأكتاف، بينما تعاني نجلاء من رضوض في كافة أنحاء الجسم، بالإضافة إلى الخوف والحالة النفسية والصدمة التي عانين منها، فهن لم يكن يتوقعن في أسوأ أحلامهن أنهن سيضربن بهذه الطريقة.
المفاجأة كانت في الاعتداء على الصحافيات بشكل مقصود وهمجي، ويتوقع أبو عواد أن تزداد همجية المعتدين، خاصة وأن السلطة يقودها أشخاص لديهم مصالح اقتصادية وتجارية وهم مستعدون للتضحية بالجميع في سبيل الوصول لأهدافهم.
الصحافية وفاء عبد الرحمن مديرة مؤسسة فلسطينيات ربطت الصورة بالسياق العام حيث تطور حضور المرأة في كافة القضايا، سواء في القدس أو ضد الاستيطان، وفي آخرها وقفة ضد ما حدث لنزار بنات.
وترى عبد الرحمن أن استهداف الصحافيات هو استهداف لكل النساء اللواتي شاركن في الحراك من بدايته وهذا الاستهداف يشمل أيضاً إشارة من السلطة كتلك التي تحدث عنها الصحافي عماد عواد: "لا يوجد خطوط حمراء، ويمكننا ببساطة أن نعتدي على أي أحد"
وتؤكد عبد الرحمن أنّ تصدّر النساء للمشهد هو جزء من تصدرهن في كل المشاهد في الفترة الأخيرة، في القدس والشيخ جراح وفي رام الله.