قال أسرات دينيرو القائد العسكري بمنطقة مَتَكَل حيث سد النهضة إن القوات الإثيوبية في حالة تأهب قصوى لاستكمال المرحلة الثانية لتعبئة السد.
وأضاف، خلال اجتماع مع أفراد القوات المسلحة في المنطقة، أن الشعب الإثيوبي يراقب من كثب مراحل بناء سد النهضة، وينتظر استكماله بالسرعة القصوى دون عوائق، مشيرا إلى أن ذلك يدعو إلى تعزيز مهمة الجيش لضمان أمن المنطقة وسلامتها.
كذلك قال وزير الري والمياه الإثيوبي سيليشي بقلي إن الأعمال الإنشائية في سد النهضة تمضي وفق المخطط لها.
وأضاف بقلي أن وزارته عقدت اجتماعا تقييميا مع المقاولين في المشروع، مؤكدا أن الأعمال تتواصل بفضل آلاف عمال البناء والاستشاريين وأنواع الدعم الأخرى التي حُشدت لاستكمال بناء السد.
أما السفير الإثيوبي لدى الخرطوم فقد أوضح في ندوة صحفية أن مشروع سد النهضة بدأ قضية تنموية لكنه تحول إلى قضية سياسية، وأضاف أن إثيوبيا لن تلحق الضرر بالسودان بسبب سد النهضة.
من جانبه، قال وزير الري السوداني ياسر عباس إن صور الأقمار الصناعية تظهر أن إثيوبيا اتخذت قرار الملء الثاني لسد النهضة في شهر يوليو/تموز الجاري عندما يرتفع منسوب نهر النيل الأزرق.
وجدد عباس رفض الخرطوم للخطوة، وقال إن السودان يصرّ على ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم لتبادل المعلومات بشأن ملء السد وتشغيله لأن سد النهضة يقع على مسافة قريبة جدا من سد الرصيرص السوداني الذي يتأثر به، حسب قوله.
ووصف الوزير السوداني موافقة مجلس الأمن على طلب الخرطوم عقد جلسة بشأن سد النهضة بالخطوة المهمة لمواجهة ما سماه التعنت الإثيوبي.
أمن قومي
من جهته، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن بلاده لن تدخر أي جهد لحماية أمنها القومي، وإن كل الوسائل متاحة لديها من أجل ذلك، على حد تعبيره.
وأكد شكري أن لدى بلاده العزيمة والقدرة للدفاع عن مصالحها المائية، مضيفا أن القاهرة تتوقع من مجلس الأمن جهدا إضافيا لدفع الأطراف لاستئناف مفاوضات سد النهضة، ومعربا عن أمله في تجنب الصدام.
وقال شكري إن هناك مصالح متضاربة داخل مجلس الأمن، وإن بعض أعضاء المجلس يترددون في مناقشة قضايا المياه.
وأشار إلى أن إثيوبيا لم تكمل بناء السد كما كان مخططا له، وأن مصر تعتقد أنه لا يمكن القيام بالتعبئة الثانية للسد كاملة.
وفي السياق ذاته، رحبت الخرطوم اليوم الأحد بما وصفتها بـ"استجابة رئيس مجلس الأمن لطلبها الخاص بعقد جلسة لمناقشة النزاع بشأن سد النهضة الإثيوبي".
وأكد المتحدث باسم فريق السودان التفاوضي، عمر الفاروق سيد كامل، تمسك السودان بمفاوضات سد النهضة الإثيوبي تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، وتجديد اقتراحه الموضوعي بتعزيز هذه المفاوضات بالرباعية الدولية الممثلة في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي، بما في ذلك ترقية دور الرباعية لمستوى الوسطاء.
في المقابل، قال المندوب الإثيوبي لدى الأمم المتحدة، تاي أسقي سيلاسي، إن بلاده تضع ثقتها في العملية التي يقودها الاتحاد الأفريقي لحل الأزمة، مؤكدا أن لا ضرورة لبحث الملف في مجلس الأمن.
المصدر : الجزيرة + وكالات