قائد الطوفان قائد الطوفان

7 أعوام على العصف المأكول..

هكذا نجحت المقاومة في موازنة الرعب!

القسام 3.jpg
القسام 3.jpg

الرسالة- محمد عطا الله 

لم تكن حرب معركة العصف المأكول سوى محطة فارقة نجحت المقاومة الفلسطينية من خلالها في كسر هيبة جيش الاحتلال الإسرائيلي وقهره داخل قطاع غزة وحتى خارجه.

وعلى وقع ضربات المقاومة تلاشت صورة الردع الذي سعى جيش الاحتلال على مدار عقود من الزمن لبنائها في مخيلة الشعب الفلسطيني ومن قبله العربي، بادعائه أنه "الجيش الذي لا يقهر" ضمن محاولات كي الوعي التي سرعان ما أسقطتها عظمة المقاومة.

تطور نوعي في قدرات المقاومة العسكرية كشفته تلك المعركة التي امتدت لـ 51 يوما، نجحت في إحداث حالة من "الردع" لدى (إسرائيل) بقوة الضربات التي وجهتها براً وبحراً وجواً وخلف خطوط العدو وليس انتهاءً بأسر جنوده من داخل آلياته العسكرية.

وما بين التحكم والسيطرة والمفاجأة والمباغتة والضربات الاستباقية، نجحت المقاومة في إدارة الميدان بشكل متكامل، عبر منظومة استخبارية وتكتيك استراتيجي كشف نجاح المقاومة في بنائه منذ سنوات طويلة، وهو ما اعترف به وزير الحرب في حينه قائلا: "يوجد لدى حماس استخبارات قوية تراقب من خلالها تحركاتنا".

محطات بارزة نجحت المقاومة فيها بخلق توازن الرعب وتحقيق عنصر المفاجأة، بعد أن تمكنت من اختراق الحصن العسكري المنيع فيما يعرف بموقع زيكيم العسكري من خلال قوات الضفادع البشرية التي قطعت الأميال عبر البحر، وهو تطور نوعي ولافت في أداء المقاومة.

ومن خلف خطوط العدو اهتزت أركان موقع الـ 16 حيث مشى المقاومون الهوينا في موقع أبو مطيبق العسكري بعد أن أجهزوا، من مسافة صفر، على دورية لجنود وقادة عسكريين خلف الأحراش، فيما شاهد العالم بالفيديو كيف قُهر جنود جيش الاحتلال وتعالت صرخاتهم في موقع ناحال عوز.

ولعل المفاجأة الأبرز كانت من خلال الجو عندما سيّرت المقاومة طائرات بدون طيار استخبارية وقتالية تجاه عمق العدو، نجحت في استهداف آليات الاحتلال والعودة لقواعدها بسلام دون اكتشافها من دفاعات الاحتلال الجوية.

ولم تتوقف صواريخ مدفعية المقاومة على مدار المعركة التي وصلت مداها لأول مرة مدينة حيفا وضربت (تل أبيب) ومناطق العمق وعطلت المطارات وأغلقت المجال الجوي وتغير بسببها مسار الطائرات لدى الاحتلال.

النجاح الأبرز في تلك المعركة تمثل في تمكن المقاومة من أسر جنود جيش الاحتلال بعد قتل العشرات منهم خلال التوغل البري للآليات الإسرائيلية على حدود قطاع غزة، وأعلن الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة في كلمته المشهورة، أسر الجندي شاؤول أورون من داخل ناقلة الجند العسكرية أثناء تصدي الكتائب للاجتياح البري شرق مدينة غزة، فيما اختفت آثار الضابط هدار جولدن في الأول من أغسطس 2014 شرق مدينة رفح بعد عملية للقسام.

وبشهادة قادة الاحتلال فإن المقاومة قدمت نوعاً فريداً من العمل والأداء خلال المعركة، وفي ذلك يقول قائد استخبارات الاحتلال الأسبق (عاموس يادلين) معلقاً على أداء المقاومة في معركة العصف المأكول: "مرة أخرى، أثبتت حماس أنها منظمة متعلمة، تدرس خبراتها في المعركة، وتطور الدروس، ومن ثم تقوم بتضمينها في كل من عقيدتها القتالية، وقواتها، وعملياتها".

ومن وجهة نظر الخبير في الشأن العسكري اللواء يوسف الشرقاوي، فإن المقاومة نجحت في تقديم أداء متطور ومشهود خلال معركة العصف المأكول، وكانت معركة سيف القدس الأخيرة امتداداً لذلك.

ويوضح الشرقاوي في حديثه لـ"الرسالة" أن حرب 2014 شهدت عمليات نوعية ومميزة رغم شدة القصف، إلا أنها استطاعت التسلل خلف خطوط العدو وأحدثت إرباكا لجيش الاحتلال نتيجة التفوق الكبير والمفاجئ.

ويبين أن المقاومة نجحت في تثبيت استراتيجية على مدار المعارك مع الاحتلال بأنها غير مردوعة بالإضافة إلى امتلاكها أسلحة صاروخية للدفاع عن الجبهة الداخلية وتحقيق نصر وازن في المعركة.

ويشير إلى أن الهدف البعيد للمقاومة الذي تعمل على تحقيقه ونجحت فيه حتى الآن هو بناء قوة ذاتية تهدد الجبهة الداخلية للاحتلال والمناطق الحساسة والمواقع الاستراتيجية في عمق العدو.

وفي نهاية المطاف تثبت المقاومة في كل معركة بأنها الحصن المتين للشعب الفلسطيني ورأس الحربة في مواجهة الترسانة العسكري لدي جيش الاحتلال والتي يحاول من خلالها إرهاب الآمنين.

البث المباشر