قائد الطوفان قائد الطوفان

"ياسر عبدربه" يتصدر إعلام المنظمة والسلطة وفتح

غزة - فايز أيوب الشيخ –الرسالة نت   

 

ليس غريباً أن يتصدر ياسر عبدربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير المؤتمرات الصحفية سواء للمنظمة أوحركة فتح أو السلطة، فضلاً عن الغزل والتناغم الجديد بينه وبين محمد دحلان بعد مرحلة عداء، ما يفسر التلاقي في الهدف لكليهما بالتآمر على المقاومة والتشهير بقادتها.

 

واعتبر القيادي في حركة حماس النائب مشير المصري أن ياسر عبد ربه ليس طرفاً في الحوار الفلسطيني ولا يمثل أي فلسطيني ولا وزن ولا ثقل له في الساحة الفلسطينية"، باعتباره غير مؤتمن على شعبه بعد أن طعن ستة ملايين فلسطيني في الظهر بفضيحة وثيقة جنيف الشهيرة.

 

وأشار المصري في تصريح خاص لـ" الرسالة نت " أنه لايجوز لعبد ربه التحدث بشأن المصالحة، معللاً أن منظمة التحرير الفلسطينية التي ينتمي إليها بصفته أميناً للسر" هي محل خلاف وموضع نقاش ضمن وثيقة المصالحة مشدداً على أن المخولين  في الحديث عن المصالحة والحوار هم قادة الفصائل الفلسطينية وليس ياسر عبد ربه الذي لا يمثل شيئا في الساحة الفلسطينية ولا وزنا سياسيا له بين الفصائل.

 

وأكد المصري أن عبد ربه ليس متصالحاً مع نفسه حتى يتصالح مع الشعب الفلسطيني وحركة حماس، حيث أن المتتبع لمؤتمره الصحفي السئ الأخير يدرك أنه لا يعبر عن أي نبض فلسطيني بل هو يدفع بالمصالحة نحو الهاوية، مشيراً إلى أن عبد ربه يدرك بأن الوصول للمصالحة سوف يُفقده موقعه ويُخرجه من  مربع العمل السياسي، لأن العمل السياسي ستقوده الفصائل الفلسطينية .

 

وأضاف: عبد ربه ليس له طعم ولا رائحة بين شعبه، خاصة بعد فضيحة جنيف المشهورة وبالتالي فهو عندما يتحدث فإنما يدافع عن موقفه الشخصي، باعتبار أنه من ضمن النكبات الوطنية أن يعين شخصا مثل ياسر عبدربه أميناً لسر المنظمة، مستشهداً بقول الشاعر "إذا كان رب البيت للدف ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقصُ".

 

هل هي محبة بعد عداوة..!؟

 

وحول التناغم والغزل الجديد بين عبد ربه ومحمد دحلان رغم العداوة الواضحة التي كانت بينهما إبان حياة الرئيس الراحل ياسر عرفات، قال المصري: الطيور على أشكالها تقع، فرغم العداوة الشخصية التي كانت بين دحلان وعبدربه نجدهم يتلاقون في ذات الثقافة والأجندة البعيدة عن الوطن، وبالتالي تراهم يتوحدون في معاداة الشعب والمقاومة وحماس"، مؤكداً أن ذلك شيمة أصحاب المصالح الشخصية مضيفاً:"عندما يلتقي دحلان مع عبد ربه فهو من أجل التسلق على جراحات الشعب والخلافات للوصول إلى المناصب الشخصية والمصالح الذاتية".

 

واستهجن التفويض الإعلامي من قبل السلطة وحركة فتح لعبدربه ودحلان ، وقال ساخراً:"فتح تنال مرتبة الشرف بامتياز في الردح الإعلامي، وتجلت مؤخراً في فضيحة غولدستون بعد أن جند محمود عباس نفسه طوق نجاة للاحتلال من الملاحقة على جرائمه"، مؤكداً أن فضيحة غولدستون ما زالت قائمة كون التقرير صودق عليه بعد أن شككت السلطة في حتمية رفضه.

 

تحريض يحقن النفوس

 

وفي معرض تعقيب الحكومة الفلسطينية على تصريحات عبد ربه في مؤتمره الصحفي الأخير، استهجن الناطق باسم الحكومة طاهر النونو حديث ياسر عبد ربه حول عقد الانتخابات في حال فشل المصالحة، قائلاً في تصريح صحفي: "عندما يتكلم الكبار فعلى أمثاله السكوت، فلا علاقة له بالموضوع وليس من شأنه، ولا علاقة له بحركة فتح،  فهو مطرود من كافة التنظيمات، مضيفاً:"أن منهجية الطلات الإعلامية والخطابات التحريضية والتخوينية لسلطة رام الله أدت إلى احتقان النفوس بدل تخفيف الساحة الفلسطينية وتنفيس غضبها.

 

يذكر أن حركة فتح  حصرت التحدث بإسمها بأعضاء لجنتها المركزية والمفوضين من قبلها، مايفسرتصدر ياسر عبدربه ومحمد دحلان الخروج على الإعلام ولاسيما في المؤتمرات الصحفية، مايعني أنه تفريق يذكر بين"حركة فتح والسلطة والمنظمة".

 

وحسب مصادر فلسطينية فإن ياسر عبد ربه بسط سيطرته على إعلام السلطة بشكل عام، و على "تلفزيون فلسطين" بشكل خاص، وخاض معارك مع مسئولين عديدين في السلطة مع تذمر حركة فتح لتوليه زمام إعلام السلطة، ولاسيما بعد إقصاءه  لمدير عام التلفزيون محمد الداهودي وقام بإرسال مجموعة من المسلحين لمنع الداهودي من الوصول إلى مكتبه وممارسة مهامه رغم أنه مكلف بقرار رئاسي من محمود عباس المنتهية ولايته.

 

وكان عبدربه لعب دوراً في تخريب المصالحة الداخلية، وإفساد أي مناخات إيجابية، خدمة لأهداف الاحتلال بدء من توقيعه "وثيقة جنيف" التي تضمنت تنازله عن حق العودة وحقوق شعبنا في القدس ومعظم أراضي الضفة الغربية، كما يُنسب إلى عبدربه أنه انتقد وقف الاحتلال عدوانه على غزة "دون أن يحقق أهدافه"، واعتبر ذلك "خطأً كبيراًً..!".

 

لمن لا يعرف عبد ربه..

 

ياسر عبد ربه يساري التوجه وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، دخل معترك الحياة السياسية من خلال عضويته في حركة القوميين العرب ومن ثم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عام 1969 قام قسم بقيادة نايف حواتمة بالانفصال عن الجبهة الشعبية وأسس الجبهة الشعبية الديموقراطية لتحرير فلسطين التي قامت بتعديل اسمها عام 1974 إلى الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، وشغل عبد ربه منصب نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية، حتى انفصل عنها لتضارب المواقف السياسية بينه وبين الأمين العام للجبهة نايف حواتمة.

 

انشغل وعدد من رفاق الجبهة القدامى أمثال صالح رأفت (الأمين العام الحالي لحزب فدا) والراحل ممدوح نوفل (المستشار العسكري السابق للرئيس ياسر عرفات) وعصام عبد اللطيف بتأسيس ما سمي في حينه "بخط التجديد"، والذي انبثق عنه لاحقاً الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا.

 

كان ياسر عبد ربه من رجالات ياسر عرفات المقربين، وأوكلت إليه العديد من المهام الخارجية الفلسطينية والتي كانت سرية في معظم الأحيان ، كما كان من المبادرين لفتح قنوات الاتصال بين منظمة التحرير الفلسطينية والولايات المتحدة الأمريكية من خلال السفير الأمريكي في تونس في ذلك الحين.

 

شغل عدداً من المناصب الوزارية مثل وزير الثقافة والإعلام في عهد ياسر عرفات، ووزير شؤون مجلس الوزراء في حكومة محمود عباس، بالإضافة إلى منصبه كأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ انتخاب محمود عباس رئيساً، وساعد في تنسيق المباحثات السرية لأوسلو عام 1993، متزوج من الكاتبة والمخرجة ليانا بدر، وله منها ولدان بشار وطارق.

 

 

 

البث المباشر