قائد الطوفان قائد الطوفان

7 أعوام على اقتحام زيكيم.. حين باغتت المقاومة حصن الاحتلال

7 أعوام على اقتحام زيكيم.. حين باغتت المقاومة حصن الاحتلال
7 أعوام على اقتحام زيكيم.. حين باغتت المقاومة حصن الاحتلال

الرسالة نت- محمد عطا الله

نجحت المقاومة الفلسطينية ورأس حربتها كتائب القسام بعد 24 ساعة على بدء معركة العصف المأكول صيف 2014 في توجيه ضربة قاصمة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، عندما تمكن أربعة مقاومين من الضفادع البشرية من اختراق القاعدة العسكرية البحرية الأكثر تحصينا وموقع زيكيم العسكري.

لم يكن من السهل على الجيش الذي يُصنف أقوى خامس جيش في الشرق الأوسط، أن يتلقى صفعة عسكرية بهذا التكتيك والحنكة وإلى الحد الذي لم ينجح في إخفاء حتى آثار خسائره إلى يومنا هذا بعد 7 سنوات من انتهاء المعركة.

التفوق الأبرز كان للمقاومة في تحقيق أهم العناصر العسكرية خلال المعركة والمتمثل في عنصر المفاجأة، حين تمكن أربعة مقاومين من التسلل عبر البحر وتجاوز كل المعيقات والتأمينات العسكرية التي وضعها جيش الاحتلال، والصمود لأكثر من 4 ساعات في اشتباك مسلح والنجاح في قتل وإصابة وتدمير الهدف.

ويحسب للمقاومة أنها تمكنت من تنفيذ هجوم نوعي بأسلوب جديد لم يعتد عليه جيش الاحتلال، والوصول إلى الحصن المنيع والثكنة العسكرية الأكثر حماية، ومباغتة الجنود الإسرائيليين مع بداية القصف الصهيوني الجوي على قطاع غزة ودخول معركة العصف المأكول يومها الثاني.

وبحسب تفاصيل العملية التي كشفت عنها المقاومة؛ فقد تمكن مجاهدو وحدة الكوماندوز القسامية البحرية بشار زياد عابد وحسن محمد الهندي ومحمد جميل أبو دية وخالد طلال الحلو، من اجتياز مسافةٍ طويلةٍ من السباحة والغطس وقطع الحدود البحرية مع العدو، لينقسم المجاهدون إلى مجموعتين.

تقدمت المجموعة الأولى باتجاه موقع القيادة والسيطرة البحرية الصهيونية واشتبكت مع العدو داخل هذا الموقع وحققت إصابات بين جنود العدو.

ورغم محاولات الاحتلال إخفاء خسائره وإعلانه عن تصفية المقاومين فور نزولهم إلى الشاطئ، فإن الفيديو المسرب للعملية الذي صورته كاميرات الاحتلال نسف رواية الاحتلال بفشل العملية، وأظهر شجاعة المقاومين في تمركزهم ومهاجمتهم لجنود الاحتلال وملاحقة إحدى الآليات وإلصاق عبوة ناسفة على جسمها وتفجيرها من مسافة صفر، وانتهاء مهمتهم وانسحابهم قبل أن يباغتهم زورق حربي ويرتقوا شهداء.

وباعتراف محللين عسكريين وسياسيين إسرائيليين وقتها فإن هذه العملية شكلت فارقا كبيرا في المعركة، ويذكر المحلل العسكري يوسي ميلمان عن ذلك قائلا: "العملية كانت مفاجئة وتركت أثراً كبيراً وكادت أن تغير مسار المواجهة الراهنة مع حماس".

غير أن المحلل السياسي للإذاعة العبرية تشيكو ميناشيه سخر من الأحاديث (الإسرائيلية) حول ضعف حماس، وقال إنه يستغرب كيف تقوى حركة ضعيفة على إطلاق الصواريخ إلى (تل أبيب) وما بعدها، وتابع "استخدمت حماس منذ اليوم الأول من المواجهة أوراقاً مهمة ومفاجئة، منها الصواريخ ومنها الأنفاق العسكرية وعملية زيكيم".

*****صدمة كبيرة

ويؤكد الكاتب والمختص الأمني محمد أبو هربيد أن عملية اقتحام القاعدة البحرية زيكيم شكلت مفاجأة وكانت من أبرز العمليات الهجومية التي نجحت المقاومة فيها بالوصول إلى أرض العدو والسيطرة عليها.

ويضيف أبو هربيد في حديثه لـ"الرسالة" أن صدمة الاحتلال كانت كبيرة في الوقت الذي كان يعتقد أن المقاومة تمتلك أدوات محدودة فقط تتمثل في الصواريخ والقذائف وغيرها من الأسلحة الأخرى.

ويبين أن هذه العملية شكلت نقطة فارقة على صعيدين الأول أنها نجحت في رفع مستوى الثقة لدى المقاومة وجماهيرها، والثاني أنها شكلت ضربة نفسية للجيش (الإسرائيلي) الذي كان يظن أنه آمن في مرابضه وثكناته العسكرية.

وعن تداعيات وآثار العملية فإن أبوهربيد يشدد على أنه وبعد 7 سنوات من انتهاء معركة العصف المأكول فإن لدى الاحتلال خشية كبيرة من تكرار ما حدث، وذلك بعد ورود معلومات بإمكانية إجراء عملية إنزال بحري خلال معركة سيف القدس.

ويشير إلى أن تلك العملية جعلته يحسب ألف حساب، وشكلت تحولا في سلوكه نحو الانكفاء والاختباء أكثر من المبادرة والهجوم، وتركت بعدا نفسيا وجعلت من البحر محورا وجبهة مهمة يخشى منها الاحتلال.

ودفعت عملية "زيكيم" جيش الاحتلال إلى إقامة عوائق أرضية على الحدود البحرية بين شمالي قطاع غزة وكيبوتس "زيكيم" للتحذير من تسلل غواصة إلى السواحل، إلى جانب تشييد عوائق بحرية على مساحة مئات الأمتار وتشمل مجسات ومحطات إنذار مبكر للتحذير من وصول غواصين إلى تلك السواحل.

وفي النهاية يلفت أبوهربيد إلى أن المقاومة أصبح لديها أكتر من أسلوب وأداة وتنويع العمليات في أكتر من محور وهو ما يستنزف الاحتلال (الإسرائيلي) في تفكيره أو في استعداداته على كل الجبهات.

البث المباشر