قائد الطوفان قائد الطوفان

الطفل الذي قتلته (إسرائيل) رابع أيام العيد!

"محمد التميمي" ضحى بدمه في العيد لأجل "النبي صالح"!

الشهيد
الشهيد

الرسالة نت- أمل حبيب

"النبي صالح" يأتي الاسم ومعه الفعل مباشرة، حجارة لم تمل، لا تعرف هذه القرية السكون، حتى عيدها تشبع بدماء محمد!

هتف حشدٌ من الشباب بالحرية لفلسطين، حولهم الأطفال يحلقون كفراشات، ألوان زاهية، إنه العيد، وعيد قرية النبي صالح مختلف!

تعود الهتافات مجددًا، المجد لقريتهم التي اعتادت على إزعاج الجنود في كل مرة يحاولون الاقتراب منها، في كل مرة يفعل محمد ذلك، يهتف، يلقي الحجارة، ثم يعود مفتخرًا بدوره في مغادرة الجنود للقرية.

رابع أيام العيد، هتف الصغير وألقى، لكنه لم يعد إلى بيته، حمله رفاقه وقد تشبعت ملابس العيد بدمائه، الجميع يصرخ " دماء محمد.. اتسخت ملابس العيد"!

متأثرًا بجراحه!

تزاحمت تهاني العيد على صفحات التواصل الاجتماعي، ضحكات الصغار، ملابس جديدة، وحلوى مرصوصة، وفجأة وجه الطفل محمد التميمي يقفز بين ذلك كله، وتعليق ذُيل أسفل صورته "استشهاد محمد منير التميمي 16 عاماً متأثراً بجراح حرجة أصيب بها بالرصاص الحي في قرية النبي صالح اليوم الجمعة".

استشهد محمد، لم يعد لمنزله مرفوع الرأس، مفتخرًا بشجاعته كما كان يفعل في كل مرة، عاد مرفوعًا ولكن على الأكتاف!

لم يكن هذا الصغير وحده من أصيب، أصيب آخرون بالرصاص الحي وبالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بحالات اختناق وحروق، خلال فعاليات منددة بالاستيطان، في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، لكنه وحده من استشهد!

لم أفهم!

والد الشهيد بهاء عليان يبقى حاضرًا مع كل ضحية جديدة، شهيد، يعني جثمان، وجثمان تعني أن جثمان محمد حر وتمكنت عائلته من دفنه!

كتب عليان على حسابه على الفيس بوك "لم أفهم ماذا تقصد هي عندما قالت لي وهي تقرأ نبأ استشهاد الطفل محمد منير التميمي: "الحمد لله "!

الحمد لله على كل شيء ولكن!، قلت كأني أرجو فهم المقصود، "الحمد لله لأن والدته ستقبّله وتودعه وتدفنه ولم يختطف الاحتلال جثمانه".

وتابع بالقول: "حتى عندما يقطف الاحتلال حياة طفل في غير أوان، نحمد الله أننا استطعنا دفنه دون صقيع يتراكم على الجسد"!

قبل انتصاف الليل!

قبل انتصاف ليل الجمعة وقبل انتهاء أيام عيد الأضحى رحل الطفل الذي شهدت ملابس العيد معه على حجم الجريمة الإسرائيلية الجديدة في قرية النبي صالح، حيث نقلت مواقع إخبارية عن الناشط الإعلامي بلال التميمي، قوله إن "قوة راجلة من جيش الاحتلال داهمت القرية، وأطلقت الرصاص الحي بشكل متعمد اتجاه الشباب ما أدى إلى إصابة الطفل التميمي بجروح خطرة في البطن".

الطفل المصاب قبل أن يمسي الشهيد الراحل، نُقل إلى مشفى "ياسر عرفات" بمدينة سلفيت، وأُدخل على الفور إلى غرفة العمليات، حيث وُصفت حالته بالصعبة، وهناك أعلن الطاقم الطبي استشهاده، بعد أن باءت محاولات الإنعاش بالفشل!

ماذا يفعل جيش المحتل الإسرائيلي غير خوفه من ضحكات الصغار في العيد، يلقي بحقده عليهم، يخاف تلك الملامح الصغيرة إن كبرت ستحمل اسم القرية وتهتف من جديد، بالمجد، قبل العيد وبعده، لن تمل!

 

البث المباشر