قائد الطوفان قائد الطوفان

نازحون بالخيام: السنوار ثائر ضحى بدمه لأجل فلسطين

الشهيد يحيى السنوار
الشهيد يحيى السنوار

الرسالة نت- محمد العرابيد

"هكذا يرتقي الثائرون والأحرار من أبناء شعبنا، الذي لطالما وقف سدًا منيعًا في وجه الاحتلال على مدار سنوات"، بهذه الكلمات وصف النازح الفلسطيني الحاج أبو سعيد المملوك اللحظات الأخيرة لاستشهاد قائد حركة "حماس" يحيى السنوار. 
وقال الحاج المملوك الذي يبلغ من العمر (63 عامًا) في حديث لـ"الرسالة": "نحن كفلسطينيون نازحون في الخيام نفتخر بالقائد السنوار الذي ارتقى في الصفوف الأمامية من ساحة القتال مع الاحتلال". 
وأضاف أن "القائد السنوار ارتقى وهو يقاتل جيش الاحتلال ويرتدي زيه العسكري وبيده سلاحه، كما كان يتمنى".
واستشهد قائد حركة "حماس" يحيى السنوار، يوم الأربعاء الماضي، في اشتباك مسلح مع جيش الاحتلال بعد مطاردة امتدت أكثر من عام، فيما أعلنت الحركة على لسان عضو المكتب السياسي خليل الحية استشهاد "أبو إبراهيم" عصر يوم الجمعة. 
وظهر السنوار في لقطات فيديو ملثما ومصابا بجرح قاتل في شقة دمرها القصف، وهو يحاول إلقاء عصا على طائرة مسيرة كانت تصوره.

**الثائر الحر

فيما وصف الشاب صبري المصري اللحظات الأخيرة للشهيد السنوار بـ"الثائر الحر" الذي لم يخضع لشروط الاحتلال وصمد بجانب المقاتلين في الصفوف الأمامية ويقارع الجيش (الإسرائيلي) من ساحة إلى أخرى. 
وقال الشاب المصري الذي يبلغ من العمر "30 عامًا"، في حديث لـ"الرسالة": "إن الشهيد السنوار لم يترك البندقية ووقف إلى جانب المقاتلين، ليقاوم جيش الاحتلال في الوقت الذي تخلى عن الشعب الفلسطيني الأمة العربية بأجمعها". 
وتابع الشاب الذي ينزح في الخيام في دير البلح جنوب قطاع غزة "السنوار كان دائمًا يتطلع إلى الحرية وإلى تحرير فلسطين من الاحتلال.. فهو الذي انتفض للأقصى وتأثر للحرائر في القدس بعد أن كان الاحتلال يعتدى عليهم ويدنسون المسجد الأقصى المبارك.. فهذه خاتمة كل حر شريف محب لوطنه". 
وقالت حركة حماس في بيان تنعى فيه السنوار إنه "ارتقى بطلا شهيدا، مقبلا غير مُدبر، مُمْتَشقا سلاحه، مشتبكا ومواجها لجيش الاحتلال في مقدمة الصفوف، يتنقل بين كل المواقع القتالية صامدا مرابطا ثابتا على أرض غزة العزة، مدافعا عن أرض فلسطين ومقدساتها، ومُلهما في إذكاء روح الصمود والصبر والرباط والمقاومة".
وتعهدت حماس في البيان بأن استشهاده "لن يزيد حركة حماس ومقاومتنا إلا قوة وصلابة"، وأكدت أنها لن تتنازل عن شروطها فيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع (إسرائيل).

* نفتخر بالسنوار

أما النازحة ختام أحمد وهي أم لشهيد وآخر فقدت أثاره منذ أكثر من 8 شهور، رأت بأن الشهيد القائد السنوار "ملهم للثوار من أبناء شعبنا.. فصورته بعد الإفراج عنه في صفقة شاليط عام 2011 وهو يخرج رأسه من الباص ويلوح بإشارة النصر لا تزال حاضرة لدينا، لتضاف إليها اللحظات الأخيرة لاستشهاده". 
وقالت النازحة أحمد والتي تبلغ من العمر "52 عامًا" في حديث لـ"الرسالة": "هذه الخاتمة تليق برجل ضحى من أجل فلسطين منذ صغر سنه.. فهو الذي غيبته سجون الاحتلال لعشرات السنوات، ثم أفرج عنه ليواصل الطريق والدفاع عن أرضه". 
وتابعت النازحة ختام: "نحن كفلسطينيون نازحين في الخيام نفتخر بالشهيد السنوار، لأنه لم يترك أبناء شعبه وارتقى في الصفوف الأمامية من ساحة القتال متحديًا الاحتلال، بينما هناك من القيادات الفلسطينية لم تستطع أن تتحدى الاحتلال بل تلاحق المقاومين كما يحدث في الضفة". 
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تداول الفلسطينيون وأحرار العالم، اللحظات الأخيرة التي بثها الاحتلال لارتقاء القائد الشهيد السنوار وهو يلقى العصا على طائرة مسيرة ويجلس على "كنبة" بينما هو مصاب في المنزل الذي تحصن به.

* هكذا يرتقى العظماء

فيما وصف الشاب خالد أبو العمرين، وهو أب لطفلين ونازح في دير البلح جنوب قطاع غزة "الشهيد السنوار ارتقى وهو يقاتل ليفند رواية الاحتلال بأنه يختبئ في الأنفاق، أو بين المدنيين العزل". 
وأضاف الشاب أبو العمرين الذي يبلغ من العمر "31 عامًا"، في حديث لـ"الرسالة" أن اللحظات الأخيرة لحياة السنوار أكدت لكل العالم بأن قادتنا يقاتلون في الصفوف الأمامية من المعارك ولا يختبؤون خلف المدنيين.
وتابع الشاب: "هكذا يموت قادة المقاومة الأحرار مع بندقيتهم في ساحات القتال والصفوف الأمامية".
وتداول الفلسطينيون كلمات للشهيد القائد السنوار في خطاباته السابقة، التي قال فيها إنه يفضل الموت كمقاتل يواجه جيش الاحتلال بدلا من الموت بنوبة قلبية أو حادث سير".
وقال السنوار في خطابه على الهواء مباشرة متحديًا الاحتلال بأن يغتاله "أكبر هدية ممكن يهديها العدو والاحتلال لي أن يغتالني وأن أمضي إلى الله سبحانه وتعالى شهيدا على يده الاحتلال.

* أيقونة التاريخ

ووصفت صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية، اللحظات الأخيرة لارتقاء الشهيد السنوار قائلة: "إن وقفة المحارب الأخيرة أعطت لرئيس المكتب السياسي الراحل لحركة حماس يحيى السنوار مكانة عالية في مقبرة العظماء الفلسطينيين".
وأشارت في تقرير لـ"جوليان بورجر" إلى أن الرواية (الإسرائيلية) التي كانت تقول إن مقاتلي حماس، كانوا يتمتعون في الأنفاق بشرب الماء والطعام، هي نفس الرواية التي قيلت عن السنوار، وأنه محاط بالأسرى كدروع بشرية، وهو ما ثبت عكسه في مقتله باشتباك.
وأضافت أن "إرث السنوار، سيتعزز من خلال روايته الشوك والقرنفل، التي عبر فيها عن استعداده للتضحية بكل شيء من أجل الكرامة والعزة والإيمان، "فلماذا التفاوض مع إسرائيل؟ تساءل السنوار، عندما تستطيع حماس فرض شروط أخرى للعبة وهو ما كان يعتقد أنه يفعله عندما خطط لهجمات العام الماضي وسيكون إرثه الذي تركه".
وقالت الصحيفة: "ستظل الأسطورة التي رباها واعتنى بها وهو حي، بعده من خلال آلاف الملصقات واللوحات الجدارية، وقد غيرت هجماته قواعد اللعبة، والسؤال سيظل مفتوحا: ما إن كانت في صالح الفلسطينيين".
وشددت على أن الروايات (الإسرائيلية) متضاربة ومتناقضة حول استشهاده، والطريقة التي قتلوه بها، إلا أن حياته بعد الوفاة كمدافع عن فلسطين وبطل لها قد تأكدت.
ولفتت الصحيفة، إلى أن حقيقة مقتله في ساحة المعركة وهو يرتدي البزة العسكرية، ويرمي القنابل اليدوية ويحاول منع اقتراب مسيرة منه بهراوة خشبية بيده الوحيدة التي ظلت سليمة في صورة أخيرة عن التحدي، في ظل كثرة الروايات الإسرائيلية، والتي تضع زعيم حماس في مقام خاص عن أسلافه الذين اغتالتهم (إسرائيل) بغارات جوية وإسقاط قنابل على الأماكن التي كانوا فيها.

البث المباشر