كان العيد زحفًا هذه المرة، زحفٌ نحو الأرض أكثر، والحرية معًا، كانت بيتا على موعد جديد من التحدي والمواجهة، ووجه للعيد عنيد!
عندما يتساءل أحدنا "كيف كان العيد في بيتا؟" تجيب إطارات الكاوتشوك المحترقة وحدها، بأنها ككرة اللهب تكبر وتحرق لا جديد!
استيقظت بيتا على تكبيرات العيد صباحًا بعد ليلة طويلة عشية عيد الأضحى، حيث بدأت الفعاليات فيها بعد صلاة العشاء.
انطلقت مسيرة المشاعل باتجاه الجبل بمشاركة المئات من الشبان، مرددين تكبيرات العيد، فيما أضرمت النيران بمئات من إطارات الكاوتشوك في محيط الجبل.
إعطاب إطارات جرافة عسكرية كانت تقوم بإغلاق أحد الطرق المؤدية إلى جبل صبيح، كان الإنجاز الأول عشية العيد الذي تمكنت منه وحدة الخوازيق!
*عيدنا نضال!
تعزيزات كبيرة من الجيش وصلت إلى المنطقة في محاولة لسحب الجرافة بواسطة جرافة أخرى، ما أدى لانقلاب الجرافة المعطوبة، كان المشهد مدعاة للضحك والسخرية من هذه القوة التي تعتبر نفسها بأنها لجيش لا يقهر!
كيف يبدو العيد الآن، هل تبدلت ألوان الملابس الجديدة وباتت بلون الأرض والدم؟، لا يهم، الشباب هنا منتفضة، المهم أن يستمر الدفاع عن جبل صبيح ببلدة بيتا جنوب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
قنابل الغاز المسيل للدموع أطلقت بكثافة خلال عيد الأضحى على حراس الجبل، ما أدى لوقوع حالات اختناق عديدة بالغاز.
وحدة الارباك الليلي خطفت الأضواء من جميع الثوار هناك، كانت الأولى التي دعت للمشاركة بليلة إرباك استثنائية "لتكون رسالة للاحتلال أنّ عيدنا نضال، وفرحنا مقاومة" وفق قولها.
****تكبيرات ودماء!
لم يعد اسم بيتا غريبًا على أحد، حتى أن الجميع شارك مقاطع مصورة خاصة بأول أيام العيد من هناك، عيدٌ برائحة النار والبارود!
تكبيرات لم تتوقف، جموع كبيرة توجهت لأداء صلاة العيد على تل نمر المقابل لجبل صبيح، وملابس للعيد لم تغب عنها كوفية تغطي ملامح الوجه العنيد، ومشاعل يجهزها حراس الجبل للمساء.
أهالي بلدة بيتا ومنذ قرابة الثلاثة شهور وهم ينظمون فعاليات يومية لإرباك جنود الاحتلال المتواجدين في البؤرة الاستيطانية "جفعات أفيتار" الجاثمة على قمة جبل صبيح، لم يمل الأهالي، حتى أن نشاطهم في العيد كان ملفتًا.
مواجهات جديدة رابع أيام العيد تركزت في محورين بمحيط الجبل، كان أعنفها بمنطقة الهوتة، حيث أصيب شاب بالرصاص الحي بالقدم، كما ووصلنا خبر إصابة الصحفي أيمن النوباني بعيار معدني بالفخذ، فيما أصيب العشرات بحالات اختناق بالغاز.
كان العيد في بيتا كفرصة للشباب هناك لتعزيز المقاومة الشعبية بشكل أكبر، حتى أن المعايدة هناك كانت عبارة عن أمنيات يتبادلها أهل الجبل بالحرية والتحرر.