سينقلون ما شاهدوا لبلدانهم

متضامنو "الأمل" يستذكرون بدموعهم مآسي حرب غزة

الرسالة نت - مفاز يوسف

لم تحتمل المتضامنة الايرلندية "مونيكا" في نهاية العقد الخامس من عمرها أن تحبس قطرات دموعها المتساقطة من مقلتيها وهي ترى فيلماً وثائقياً يظهر مشاهد لأطفال غزة الضحايا خلال العدوان الصهيوني الغاشم الذي شنته "إسرائيل" على قطاع غزة شتاء 2008 – 2009.

جلست مونيكا تشاهد فيديو تسجيلي الذي عرضه القائمون على اللجنة الحكومية لكسر الحصار واستقبال الوفود، استعرض العدوان على غزة ومآسيه والمجازر الصهيونية التي ارتكبت خلال 22 يوماً أسوداً مرت على الغزيين.

مشاهد أشلاء أطفال غزة المتناثرة على جدران مدرسة الفاخورة شمال قطاع غزة كشفت لدى المتعاطفة الايرلندية حقيقة "إسرائيل" وخداعها المتواصل للعالم، وقالت :"إننا متأثرون جداً بتلك الأحداث وسنحاول مساعدة الأطفال قدر الإمكان".

""

وتؤكد "مونيكا" بعد إسدال الستار على فيلم حرب غزة الوثائقي أنها ستحاول قدر استطاعتها أن ترسم الابتسامة على شفاه أطفال غزة مرة أخرى وتعويضهم بجزء يسير عما فقدوه".

متضامنة أرجنتينية

وشاركتها المتضامنة الأرجنتينية "نورا" صاحبة الأصول الإسبانية لتكرر مناشدات زملائها القادمين عبر الأمل بقولها لـ"الرسالة نت" :"ابني تعرض لحادث خطير وهو في أمس الحاجة لوقوفي بجانبه في هذه الأيام إلا اننى عضضت على الجراح وأصررت على القدوم لأرى المعاناة الحقيقة لأمهات غزة  اللواتى فقدن أبنائهن ولاستمد منهن معنى الصبر على البلاء".

وعلى الجانب الآخر عاد متضامن بريطاني من أصول عربية بذاكرته للوراء سارداً حديث زوج أخته الفلسطيني الجنسية له في كل مرة كان يلتقي به خلال زيارته الخاطفة لبريطانيا عن معاناة القطاع، مبيناً أن ذلك شكل السبب الرئيس وراء إصراره لزيارة غزة.

تضحيات غزة

وبلهجته المصرية التي شابها بعض الحروف الانجليزية قال وليد صيام (31عاماً) :عازيين من زيارتنا دي لغزة مشاهدة أوضاع إخوانا في القطاع والحالة الصعبة إلي هما عايشين فيها".

ويضيف: "أحببت منذ فترة طويلة أن أقابل إخواني المسلمين في غزة لأشاهد بأم عيني تضحياتهم ومقاومتهم للاحتلال وصبرهم على الاعت""داء المتواصل بحقهم".

وليس ببعيد عن المتضامن "وليد" كان يجلس الشاب عادل من أصول باكستانية (كشميري) يقطن وأسرته في بريطانيا منذ ولادته في منتصف ثمانينيات القرن الماضي.

وعند مرور الباص الذي أقل متضامني "الأمل" في جولة للمناطق المدمرة ومخيمات اللاجئين بغزة المكتظة بالسكان وقعت أنظار العشريني عادل على أفراد من عناصر الأمن كانوا يحرسون أحد المنازل على الطريق الساحلي المحاذي لمعسكر الشاطئ غرب غزة.

وتساءل عادل بكلمات عربية متقطعة "لماذا المسلحون يقفون هنا بهذا الشكل .. ماذا يحدث؟"، لكن سرعان ما بين المترجم الخاص ضمن القافلة للمتضامنين أنهم اقتربوا من منزل رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، فعلت الابتسامات وجوههم.

متابعة للمعاناة

أما الشاب العربي يوسف ازغارن عبر عن دهشته الكبيرة لما شاهده من حجم الدمار الهائل الواقع بغزة، وقال : شاهدنا كيف يعيش سكان غزة وتابعنا معاناتهم في ظل الحصار والحرب الإسرائيلية المتواصلة بحق أهله وأطفاله".

""

وأشار "يوسف" بريطاني من أصول مغربية بيده اليمنى إلى حقيبة صغيرة وضع بداخلها كاميرا تصوير فوتوغرافية رقمية لازمته طيلة تجواله بين مناطق غزة المدمرة، وأوضح أنه سيعمل بكل ما أوتي من جهد ووقت لنشر كافة الصور التي التقطها لمعاناة الغزيين ومآسيهم عبر الانترنت وعرضها لكافة أطياف الشعب البريطاني والجالية المسلمة في الدول الأوروبية.

فيما بدا وجه أصغر المتضامنات على متن "الأمل" وتدعى داني (21 ربيعاً) مكفهراً حزيناً شابه الغضب والحزن والألم على مشاهد الدمار وآثار الحصار التي شاهدتها في كل شارع وبيت ومنطقة خلال جولتها بين أزقة شوارع غزة.

وقالت لـ"الرسالة نت" :" لماذا يحرم أطفال غزة من ابسط حقوقهم التي كفلتها لهم الإنسانية هذا ظلم أين حقوق العالم لأطفال غزة المحاصرين الذي تفتك بهم آلة الحرب والإرهاب الإسرائيلية؟".

وكانت قافلة "الأمل" الأوروبية دخلت إلى قطاع غزة مساء الخميس الماضي، عبر معبر رفح جنوب القطاع.

وتضم القافلة 45 متضامنا، ثلاثة منهم وصلوا مع المساعدات والباقين عبر الجو الى مطار العريش، كما تضم 30 سيارة إسعاف وأدوية ومواد تعليمية وينتمي المتضامنين الى عدة جنسيات أبرزها الايرلندية والأرجنتينية والبريطانية والنيوزلندية.

 

البث المباشر