قائمة الموقع

توسلات الأم العجوز لم تشفع لها عند "آخر العنقود"

2010-11-29T16:47:00+02:00

الرسالة نت- مها شهوان

عاد الابن العشريني والعاق لوالدته من عمله على غير عادته وانقض على والدته منهالا عليها بالضرب لعدم إعدادها طعام الغداء. توسلات الأم الخمسينية لم تشفع لها عند "آخر العنقود".

وصل الجيران في الوقت المناسب ليخلصوها من بين أنيابه بعد أن سحبها من شعرها ليعضها وأخذوه جانبا وهو ما زال يسمعها سيلا من الألفاظ النابية.

حمل الجيران الأم إلى المستشفى وتم فتح محضر حرر على إثره حبس الولد لكن الأم لم يهدأ لها بال إلا بخروج ابنها الذي تم إخلاء سبيله بسبب توسلاتها، وحينما خرج كرر فعلته عدة مرات مع والدته إلى أن عوقب بالسجن للتأديب.

فلم تكن الأم وحدها من يعقها الأبناء فهناك الأب أيضا ففي حكاية نبشت عليها "الرسالة نت" في ملفات القضاء أن أبا لأربعة أبناء يطالب بنفقة شهرية منهم ،وذلك بعدما اشتكى من سوء معاملتهم له لاسيما بعد وفاة والدتهم فلم يعودوا يتحملون طلباته ،فكل واحد منهم يلقي عبء والده على أخيه الآخر متناسين فضله عليهم وذلك لإرضاء زوجاتهم.

وبعد معاناة تمكن الأب من الحصول على نفقة شهرية بقيمة 30 دينارا شهريا من أبنائه عن طريق المحكمة لكن الحكم لم يرق لهم وطالبوا بتقليل المبلغ إلى ـ20 دينارا إلا أن المحكمة لم تستجب.

"سامحته وأعفو عنه"

من جهته قال رئيس محكمة بداية غزة أشرف فارس:" تعرض الكثير من القضايا المتعلقة بعقوق الوالدين على المحكمة حيث يتم التعامل مع كل فعل حسب وصف القانون من الناحية الجرمية كالسب والقذف مثلا"، موضحا أن القانون لم يضع عقوبة خاصة لعقوق الوالدين لكن ينطبق على الأفعال التي ترتكب بحقهم ما ينطبق على الأشخاص الآخرين.

وأضاف :"يمكن أن تصل عقوبة عقوق الوالدين إلى الجناية كالضرب بالة حادة "،مؤكدا في الوقت ذاته على أن وصول تلك الحالات للمحكمة لا يعني وجود ظاهرة.

وأشار القاضي إلى أن الوالدين يحنان إلى ابنهما ويتدخلان للعفو عنه على أساس أنه تعلم درسا من الحبس وأنه لن يعود لفعلته مرة أخرى.

ولفت إلى أن قمة الوفاء تحدث حينما يعرض الابن على المحكمة وتحضر أمه قائلة" سامحته وأعفو عنه" وتبقى ترجو المحكمة لتخفف العقوبة عن ابنها،مشيرا إلى أن المحكمة تأخذ مثل تلك الحالات بعين الاعتبار للحفاظ على الترابط الأسري.

وأكد فارس على أنه لو لم يحدث تنازل من قبل الأهالي لتعامل القضاء مع تلك القضايا بصرامة شديدة باعتبار ذلك فعل مشين ، مبينا أنه يجب ردع الابن العاق ليرتدع الآخرين.

العنف والعدوان

ومن جهة أخرى اعتبر د.درداح الشاعر الأخصائي الاجتماعي أن عقوق الوالدين من الكبائر التي تؤول إلى التفكك الاجتماعي وانحلال الأسر ونكران الجميل ،مشيرا إلى أن التفكك يسبب العنف والعدوان بدلا من المودة والرحمة.

وارجع الشاعر أسباب عقوق الوالدين إلى فشل الأهالي في عملية التنشئة والتربية لأنهم لم يعلموا أبناءهم كيف يحبونهم ويحترمونهم  ، بالإضافة إلى رفقاء السوء.

ووجه نصيحة للأبناء قائلا:"كما تدين تدان وبالكيل التي تكيل به يكال لك"،معتبرا من يقصر بحق والديه سيلقى ذلك في المستقبل من أبنائه.

التشديد والتغليظ

وفيما يتعلق بحكم الشريعة الإسلامية ذكر الداعية صادق قنديل أن عقوق الوالدين من اكبر الكبائر لأنها لا تغتفر، مبينا أن الشريعة اعتبرت رضا الوالدين من رضا رب العالمين.

وأوضح أن العقوق من الذنوب التي لا كفارة لها وذلك من باب التشديد والتغليظ كي لا يكررها الإنسان.

وحول إنفاق الأبناء على والديهم أكد قنديل أن عطاء الولد لوالديه واجب عليه سواء كانوا فقراء أو أغنياء لأنه جزء منهم ،مؤكدا على أنه من الضروري مقابلة الأمر باعتباره من باب الوجوب وليس الإحسان بدليل أن الشريعة حرمت دفع الزكاة للوالدين.

وفي ختام حديثه نصح الآباء بتربية أبنائهم في بيئة أخلاقية كي يحصدوا ثمرة طيبة ينعمون بها عند الكبر ،داعيا في الوقت ذاته الأبناء إلى الإحسان لوالديهم لان فيه رضا لرب العباد.

وهكذا تبقى مقولة " كما تدين تدان " دائما تنطبق على علاقة الأبناء بذويهم فكلما أحسن الوالدين تربية أبنائهم حصدوا نتيجة تربيتهم في الكبر.

 

اخبار ذات صلة
«بيبي».. لمَ أنت صامت
2010-10-26T07:12:00+02:00