قائمة الموقع

طالبان تجري مشاورات لتشكيل حكومة

2021-08-21T19:09:00+03:00
ارشيفية
الرسالة نت-وكالات

نقل مراسل الجزيرة عن مصدر في حركة طالبان قوله إن رئيس المكتب السياسي للحركة الملا عبد الغني برادر يجري في العاصمة الأفغانية كابل محادثات لتشكيل حكومة جديدة، حيث يسود الهدوء العاصمة، في وقت قال فيه الرئيس الأميركي جو بايدن إن حصول طالبان على الشرعية الدولية سيكون قاسيا وصعبا.

وقال المصدر الذي تحدث لمراسل الجزيرة، إن الحركة ستعرض على بعض أفراد النظام السابق تولي مناصب في الحكومة الجديدة التي قال إن النساء سيكون لهن دور فيها.

وقال الناطق باسم حركة طالبان سهيل شاهين -في مقابلة مع شبكة التلفزيون العالمية الصينية الحكومية- إن المحادثات جارية لتشكيل حكومة تضم كل الأطياف في أفغانستان.

من جانبه، قال رئيس لجنة المصالحة الأفغانية عبد الله عبد الله إنه والرئيس الأفغاني الأسبق حامد كرزاي أجريا مح ادثات مفصلة مع وفد المفاوضات في حركة طالبان برئاسة عبد السلام حنفي، حيث ناقش المجتمعون ترتيبات نقل السلطة سلميا، وتشكيل حكومة تمثل جميع أطياف المجتمع الأفغاني، وتقديم الخدمات الضرورية للمواطنين وفتح المصارف.

كما بحث كرزاي مع حاكم ولاية كابل التابع لحركة طالبان عبد الرحمن منصور ضبط الوضع الأمني في العاصمة، وتهدئة الأوضاع في محيط المطار.

من جهة أخرى، التقى عضو المكتب السياسي لحركة طالبان أنس حقاني عشائر وناشطين من المجتمع المدني في ولاية خوست (شرقي البلاد). وقال شهود عيان إن اللقاء تناول عددا من القضايا المحلية ومستقبل البلاد.

وأفاد زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني قلب الدين حكمتيار بأن المحادثات الرسمية بين القادة السياسيين الأفغان وطالبان بهدف تشكيل حكومة جديدة ستبدأ مع وصول قادة الحركة إلى كابل.

وأشار حكمتيار -في تصريحات أدلى بها للصحفيين أمس الجمعة في كابل- إلى وجود مؤشرات على رغبة طالبان في تشكيل حكومة شاملة.

تصريحات بايدن

وعلى مستوى ردود الفعل الخارجية، قال بايدن في كلمة له بالبيت الأبيض إن طالبان تسعى للحصول على الشرعية الدولية، معتبرا أن الشروط للحصول على ذلك ستكون قاسية وصعبة، وأن ذلك سيعتمد على كيفية تعامل الحركة مع المواطنين الأفغان والنساء والفتيات.

كما قال بايدن إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة كانت على اتصال دائم مع طالبان والدوحة طوال هذه الفترة، فإنه لم يكن من المتوقع أن نشهد زوالا تاما للقوات الوطنية الأفغانية التي كانت مكونة من 300 ألف فرد.

وأضاف "لنفترض أن القوات الوطنية الأفغانية استمرت في القتال وأنها حافظت على وجودها حول كابل، فإن الأمور ستكون مختلفة تماما. كان هناك إجماع على أن القوات الأفغانية لن تنهار ولن تنسحب ولن تغادر".

أردوغان وبوتين

من جهة أخرى، بحث الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي بينهما، الوضع في أفغانستان بعد انهيار النظام وسيطرة طالبان على مقاليد السلطة.

وقالت الرئاسة التركية إن أردوغان أكد في اتصاله مع بوتين على أن تركيا ملتزمة بأمن مطار كابل وفق معايير الأفغان والمجتمع الدولي.

ومن جهته، قال الكرملين إن بوتين وأردوغان اتفقا على تعزيز التنسيق الثنائي بشأن القضايا الأفغانية.

وأضاف أن الرئيسين أكدا في اتصال هاتفي على أهمية ضمان الاستقرار والسلم الأهلي في أفغانستان.

تشكيل فريقين أمني ومالي

وفي السياق ذاته، نقلت رويترز عن مسؤول في طالبان قوله إن "الحركة ستشكل فريقين منفصلين لإدارة الأمن الداخلي والأزمة المالية، كما أن خبراء قانونيين ودينيين وخبراء في السياسة الخارجية في طالبان يعملون على طرح إطار حكم جديد في الأسابيع القليلة المقبلة".

وأضاف المسؤول -الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته- أن نموذج طالبان الجديد للحكم في أفغانستان قد لا يكون ديمقراطيا بالتعريف الغربي الدقيق، ولكنه سيحمي حقوق الجميع.

ووفقا للمسؤول، فإن الملا برادر سيوزع المسؤوليات على القادة، ويجتمع بقادة سياسيين ودينيين وزعماء مليشيات من أجل تشكيل حكومة أفغانية موحدة.

وأشار إلى أن طالبان تبحث -خلال المحادثات- كيفية ضمان مغادرة القوى الغربية أفغانستان بشروط ودية.

ونفى المسؤول في طالبان أن تكون الحركة اختطفت أي أجنبي، لكنه أقر بأن الحركة استجوبت بعضهم قبل خروجهم من البلاد.

وحول ما يتردد عن قيام أعضاء في الحركة بارتكاب أعمال انتقامية وفظائع، قال المسؤول في طالبان إن "الحركة ستكون مسؤولة عن أفعالها، وستحقق في الأمر".

وأضاف المسؤول "سمعنا عن ارتكاب بعض الفظائع والجرائم ضد المدنيين. لو كان (أعضاء) طالبان يفعلون هذه المشاكل المتعلقة بالقانون والنظام فسيتم التحقيق معهم".

وتابع "يمكننا تفهم حالة الذعر والتوتر والقلق. الناس يعتقدون أننا لن نخضع للمساءلة، لكن هذه ليست الحقيقة".

هدوء بالعاصمة

وتأتي هذه التطورات السياسية وسط حالة من الهدوء في العاصمة كابل.

وقال عضو حركة طالبان في كابل قاري محمد هارون سيرات إنّ الوضع الأمني في العاصمة يتحسن، مشيرا إلى أن الحركة ستلعب دورا مهما لتعزيز أمن الأفغان.

وأضاف: نحن نعقد أيضا اجتماعات مع مديري وسائل الإعلام لإطلاعهم على الوضع في البلاد، كما نطمئن شعب كابل على سلامتهم وحمايتهم.

وأوضح أنه حركته لم تسجل أي حادث في الأيام الأربعة الماضية، وأنها اعتقلت أشخاصا ادعوا أنهم من طالبان لسرقة المجمعات الرئاسية.

كما قال المسؤول الأمني لحركة طالبان في العاصمة الأفغانية مولوي سيد رحمن بدر إن الحركة تبذل ما بوسعها لحفظ الأمن والسلام وضمان رفاهية السكان في كابل.

وأشار إلى أن الحكومة التي يجري تشكيلها حاليا لن تسمح بالفوضى كما فعلت حكومة أشرف غني، وأنها أنشأت وحدة أمنية لخدمة الناس في كابل.

وقد أظهرت صور من العاصمة الأفغانية اليوم السبت عودة الحياة إلى طبيعتها إلى حد كبير بعد 6 أيام من سيطرة حركة طالبان على المدينة.

فقد فتحت المحال التجارية أبوابها، وبدأ الناس يُقبلون على شراء احتياجاتهم وفق شهادات تجار، أما حركة المرور فبدت اعتيادية بعد حالة الازدحام التي شهدتها شوارع المدينة في الأيام الأولى لسيطرة طالبان.

وعلى الحدود الأفغانية الباكستانية أفاد مراسل الجزيرة بأن حركة المرور في معبر تَشمَن، عادت إلى حالتها الطبيعية.

وأضاف أن السلطات الباكستانية سمحت بعبور شاحنات نقل البضائع والمسافرين في الاتجاهين لكنها فرضت بعض القيود في معبر طُورخُم الحدودي حيث يسمح فقط بعودة الباكستانيين والأفغان، كل إلى بلده.

بالمقابل، خرج متظاهرون أفغان في العاصمة البريطانية لندن للتنديد بسيطرة حركة طالبان على البلاد.

ر

المصدر : الجزيرة + وكالات

اخبار ذات صلة