قائد الطوفان قائد الطوفان

حفلات التخرج وسيلة الغزيين لإدخال الفرحة لبيوتهم

حفلات التخرج وسيلة الغزيين لإدخال الفرحة لبيوتهم
حفلات التخرج وسيلة الغزيين لإدخال الفرحة لبيوتهم

غزة/ سمر داود

 بات يحلم كل طالب بعد أعوام من عناء الدارسة سواء في المدرسة أو الجامعة الوصول إلى يوم التخرج وارتداء زي التخرج والقبعة، ومن ثم التقاط الصور التذكارية مع زملائه، فربما هذه المرة الأخيرة التي سيجتمعون فيها بعدما قضوا أياماً من الجد والاجتهاد ثم سيرحل كل منهم لمكان جديد سيبدأ منه حياته العملية.

لم يكتف الخريج الغزي بحفلة تخرجه، بل راح يبحث عن أي وسيلة فرح لإدخال البهجة عليه وأسرته، فانتشرت في الآونة الاخيرة إقامة الحفلات الخاصة بخريجي الثانوية العامة والجامعة فيجتمع المحبون وسط أجواء الفرحة والبهجة وتكون الحفلة كما لو كانت فرحاً حقيقياً.

قبل الإعلان عن موعد نتيجة الثانوية العامة، جهزت الطالبة ورد صافي مكاناً لاستقبال ضيوفها وعلقت الزينة، وجلبت الحلويات، وارتدت أجمل ثيابها؛ لتلقي التهاني، وسط زغاريد والدتها وجدتها.

تقول: أحلى فرحة في حياتي حين حصلت على معدل 91%، رفعت رأس والدي ورأيت الفرح في عيون عائلتي، لذا سأكمل حلم والدي وسأدرس الترجمة".

وعن عدم خوفها عند التجهز لحفلتها قبل إعلان نتيجتها، ذكرت أنها كانت تحسب علاماتها بعد انتهاء كل اختبار، وكانت واثقة من أجوبتها وتوقعت نتيجتها.

لم تختلف بهجة الطالبة نغم دوحان عن سابقتها رغم أنها حاصلة على 75% من القسم الأدبي، فقررت الاحتفال بتخرجها بعد تعب وسهر عام دراسي كامل، وذكرت أنها لم تحزن من علامتها لأنها ستلتحق بكلية التكنولوجيا ومعدلها يؤهلها لذلك.

أما الخريج محمد البنا، رغم تسجيله في حفل التخرج الخاص بالجامعة، إلا أنه لم يمنع نفسه من تنظيم حفل خاص به في المنزل وبمشاركة أصدقائه. جهزت والدته ما لذ وطاب من الحلويات والمقبلات وعلق الزينة في ساحة منزله وعلت أصوات الزغاريد وأغاني النجاح.

تعلق والدته: رغم تعبي في تجهيز الحفل، لكني سعيدة بتخرج ابني (..) تزوج أشقاؤه لكن فرحة النجاح هي الأجمل بالنسبة لي فهي حصاد تعب ابني لسنوات طويلة".

بدوره، عقب عرفات حلس الاختصاصي الاجتماعي على ظاهرة الاحتفال بتخرج الطلبة من المدرسة والجامعة بالقول: يبحث الغزي عن أي وسيلة للبهجة والفرح بفعل الظروف الصعبة التي يعيشها، لذا اتخذ من حفلات التخرج وسيلة للبهجة والفرح، وبات الأهالي ينتظرون تخرج أبنائهم للاحتفاء بهم أمام الجميع".

ويؤكد الاختصاصي أن مظاهر الاحتفال، التي باتت تختلف من عام لآخر، تعد إضافة نوعية على العادات والتقاليد التي استحدثها المواطنون؛ للخروج من حالة الهموم التي تجرعوها فترة الحروب على قطاع غزة.

يقول حلس "للرسالة"، إن الاحتفالات أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، وهي حالة من إبراز الشيء الجميل، وغيرت من مفهوم نظرتنا للحياة، فأصبح الشباب متلهفين باستمرار، مؤكدا أنه بات هناك تنافس بين العائلات من سيحتفل بابنه أكثر وفي ذلك تأثير سلبي كون بعض الأهالي سيشعرون بالتقصير حال قارن ابنهم ما فعله بما فعله أقرانه.

كما يشير إلى أن حفلات التخرج باتت ظاهرة لها مردود إيجابي واضح على الطالب، فهي خير ذكرى يودع بها مدرسيه وذكرياته التي عاشها في المكان، كما أنها تحمل تقديراً لما قدمه الطالب وأسهم به خلال سنوات تعليمه، وكذلك محفزاً لزملائه الآخرين.

ودعا إلى عدم المبالغة في مظاهر التكريم كي لا تتحول إلى مباهاة، وبالتالي تفقد الهدف الذي نظمت من أجله.

البث المباشر