قائمة الموقع

طالبان تنظم عرضا عسكريا بقندهار وخبراء قطريون في كابل لاستئناف عمل المطار

2021-09-02T08:31:00+03:00
صورة أرشيفية
الرسالة نت- وكالات

وصل فريق خبراء قطري إلى العاصمة الأفغانية كابل للمساعدة في استئناف عمل مطارها، في وقت تتحدث فيه طالبان عن قرب إعلان حكومتها المرتقبة وقد نظمت عرضا عسكريا غير مسبوق بقندهار احتفالا بالاستقلال الجديد.

وحطّت طائرة قطرية تحمل على متنها فريقا فنيا في كابل الأربعاء لمناقشة استئناف عمليات الملاحة في مطار العاصمة الأفغانية، وبحث تقديم المساعدة بعد سيطرة طالبان وانسحاب القوات الأجنبية.

وقال مراسل الجزيرة إن وفد الخبراء الفنيين القطري وصل إلى كابل لبحث استئناف عمل المطار بطلب من حركة طالبان التي دعت أيضا موظفي إدارة الطيران المدني الأفغانية لاستئناف عملهم، وتقييم الخسارة التي لحقت بمطار كابل بعد انسحاب القوات الأجنبية.

وكان وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني دعا طالبان في مؤتمر صحفي بالدوحة اليوم الأربعاء إلى ضمان "ممر آمن" للراغبين في الخروج من هذا البلد بعد الانسحاب الأميركي.

ويتركّز الاهتمام على مطار كابل وكيفية إبقائه مفتوحا، وعلى سماح طالبان للراغبين بالخروج من البلد من دون عوائق ما إن تعود حركة الملاحة.

وخلال الأسابيع الماضية، اضطلعت قطر بدور رئيسي في تأمين ممر آمن لخروج عشرات الآلاف من كابل نحو دول أخرى، من بينها الولايات المتحدة، كما أنّها تستضيف قادة من طالبان، وقد سهّلت إجراء محادثات بين الحركة وواشنطن التي أعلنت سحب آخر جنودها من أفغانستان الاثنين الماضي بعد 20 عاما على وجودها العسكري فيها.

حكومة طالبان

في سياق متصل، قال مصدر في حركة طالبان للجزيرة إن الحكومة الأفغانية الجديدة ستُعلَن في غضون أيام، ولن تضم مسؤولين من الحكومة السابقة.

وأكد المصدر أن أعضاء الحكومة السابقة لن يشاركوا في الحكومة الجديدة التي قال إنها ستحظى بدعم الداخل والخارج.

ومع ترقب تشكيلة الحكومة المقبلة، استعرضت طالبان قواتها في قندهار ضمن احتفالات بانسحاب القوات الأميركية من البلاد، في وقت أعلن فيه مسؤول في الحركة إخفاق المفاوضات لحل قضية بنجشير سلميا.

وشهدت مدينة قندهار عرضا عسكريا، نظمه مقاتلو طالبان على متن عربات عسكرية ومدنية من وسط المدينة إلى منطقة التجمع في ملعب الكريكت الذي حلّقت فوقه مروحية عسكرية في أكثر من مناسبة، ويصف المشاركون في هذه الاحتفالات انسحاب القوات الأميركية بالاستقلال الجديد للبلاد.

حراك مستمر بالدوحة

في سياق متصل، بحث أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الذي يزور الدوحة، أبرز المستجدات الإقليمية والدولية، لا سيما تطورات الأوضاع في أفغانستان.

وأعرب وزير الخارجية الألماني عن شكر بلاده وتقديرها لدور دولة قطر وجهودها في أفغانستان من دعم لعملية السلام وإجلاء للمدنيين.

بدوره، تلقى وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اتصالا من نظيره الأميركي أنتوني بلينكن بحثا فيه آخر التطورات الأمنية والسياسية في أفغانستان، وتوجه بلينكن بالشكر لقطر لجهودها في العبور الآمن للمواطنين الأميركيين والأفغان.

في السياق نفسه، تلقى وزير الخارجية القطري اتصالا هاتفيا من نظيره الفرنسي جان إيف لودريان بحثا خلاله استمرار التنسيق بشأن مهام الإجلاء من أفغانستان، وتوجه وزير الخارجية الفرنسي بالشكر لقطر لدورها في عمليات الإجلاء من أفغانستان.

وأكد وزير الخارجية القطري، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الخارجية الهولندية في الدوحة اليوم الأربعاء، ضرورة حماية المدنيين وحرية التنقل، وعبَّر عن أمله أن تكون المرحلة الانتقالية في أفغانستان سلمية وسلسة.

من جانبها، أثنت وزيرة الخارجية الهولندية سيغريد كاغ على الدور القطري وإسهامه في حماية وأمن الهولنديين والأفغان الذين تم إجلاؤهم من أفغانستان.

من جهته، أفاد المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان محمد نعيم بأن نائب رئيس الشؤون السياسية للحركة شير محمد عباس ستانيكزاي التقى ظهر اليوم بالدوحة سفير تركيا بقطر مصطفى كوكصو، وناقش الاجتماع الوضع الحالي والمستقبلي للبلاد.

وقال نعيم -عبر حسابه بتويتر- إن السفير التركي أوضح لهم أنهم سيواصلون علاقاتهم ومساعدتهم للشعب الأفغاني، كما أعرب وفد الحركة عن أمله في علاقات طيبة ودائمة مع تركيا.

فصل أميركي جديد

من جانب آخر، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الجهود في أفغانستان تدخل فصلا جديدا ستقود خلاله الدبلوماسية عمليات الإجلاء.

وخلال مؤتمر صحفي، أعلن أوستن ما وصفها بأكبر عملية إجلاء جوي في تاريخ الولايات المتحدة وآخر مهمة في أطول حرب تشنّها بلاده.

وأكد وزير الدفاع إجلاء 6 آلاف أميركي وأكثر من 123 ألف مدني، وأضاف أنه سيزور منطقة الخليج في الأيام المقبلة لتقديم الشكر إلى حلفاء واشنطن لدعمهم جهود الإجلاء.

من جهة ثانية، توعّد أوستن بمواصلة التصدي للإرهاب أينما كان، والعمل على إرساء الاستقرار في المنطقة.

من جانبه، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مارك ميلي إن بلاده نفذت مهمة الإجلاء من أفغانستان في بيئة محفوفة بالصعاب.

وأضاف ميلي أن من غير الواضح ما إذا كانت طالبان ستتغير من منظمة عنيفة إلى شيء آخر، وفق تعبيره.

فشل مفاوضات

من جانب آخر، قال رئيس لجنة الدعوة والإرشاد في حركة طالبان أمير خان متقي -في رسالة صوتية- إن الحركة حاولت، بكل جدّية، حل قضية بنجشير عبر المحادثات والوسطاء، لكنها أخفقت.

وقال خان متقي إن الحركة تطالب أهالي بنجشير بوقف القتال، والانضمام إليها.

وكانت طالبان أعلنت توجه مئات من مقاتليها إلى ولاية بنجشير للسيطرة عليها، بعد رفض مسؤولي الولاية المحليين تسليمها بشكل سلمي، وبالتوازي فتحت الحركة قنوات اتصال مع أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود، لتسليم الولاية الوحيدة الخارجة عن سيطرتها، ودارت مفاوضات بين الطرفين في الأيام الماضية بهذا الشأن.

وفي 19 أغسطس/آب الماضي، نشر أحمد مسعود مقالا بصحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) الأميركية، أعلن فيه انطلاق ما وصفها بـ"مقاومة المجاهدين" ضد سيطرة طالبان على البلاد، وطلب فيه بشكل صريح دعما غربيا لما أسماها "المقاومة الوطنية".

المصدر : الجزيرة + وكالات

اخبار ذات صلة