قائد الطوفان قائد الطوفان

مع بداية السنة العبرية.. ركع الاحتلال بملعقة وعلبة سردين  

غزة – مها شهوان

ليست المرة الأولى التي تنجح فيها عملية فرار للمعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، فمنذ 1964 سطّر الأسرى حكايات مختلفة عن تحديهم للسجان واختراق كل الحواجز وحفر الأنفاق داخل غرفهم بأدوات بسيطة للوصول إلى الحرية.

صباح الإثنين أفاق الفلسطينيون على عملية بطولية "نفق الحرية" قادها ستة أسرى تجاوزوا بعزيمتهم كل القيود الأمنية، فكانت صفعة قوية على وجه المحتل في بداية السنة العبرية.

حيل كثيرة ابتكرها المعتقل الفلسطيني داخل سجنه لنيل حريته التي يحاول سجانه انتزاعها، وغالبا ما ينجح بأدواته البسيطة ويفك قيوده بواسطة ملعقة أو علبة سردين يستخدمها فترة طويلة وهو يحفر نفقاً يساعده على الهرب من سنوات اعتقال طويلة إلى حياة طبيعية.

عمليات الفرار التي نفذها الأسير الفلسطيني فترة الاحتلال الإسرائيلي، كانت ما بين الفشل والنجاح، لكن دوما تمثل حدثاً محرجاً لـ (إسرائيل) كونها تؤكد فشل أمنها الاستخباراتي والصورة التي تروج لها بأنها أسطورة الدولة الأمنية وتمتلك قدرات تكنولوجية عالية.

وربما يرى البعض أن عملية الحفر بسيطة، لكن مهلاً.. بحسب محررين خاضوا التجربة ذكروا أنها تستغرق أشهر من التحضير بعيداً عن أعين المنظومة الإسرائيلية المعقدة والمتطورة من عدة طبقات (بشرية وإلكترونية وكلاب حراسة) مع إجراءات فحص وتعقب وكاميرات على مدار الساعة.

كما أن حفر الأرضية من باطون مقوى وشبكات حديد ضخمة وأنظمة جس حساسة بأدوات بدائية يستغرق وقتاً وجهداً طويلاً، بالإضافة إلى الحرص الشديد أثناء الحفر على كتمان الصوت وإخفاء التربة ومعرفة الاتجاهات والمخارج رغم أن الأسير حبيس زنزانته، فكل ذلك يحتاج إلى عبقرية وحس أمني قوي.

 بالمعلقة وعلب السردين

وبدلاً من أن يحتفل الإسرائيليون برأس السنة العبرية، صفعهم أبطال نفق الحرية وجعل دولتهم المحتلة تركع لإرادتهم بعدما حاول السجان نزعها مراراً لكن كرامتهم وصلابتهم كانت تنتصر على غطرسة مصلحة السجون.

 المحرر رجائي الكركي علق "للرسالة" على خبر العملية بالقول متهكما " שנה טובה" أي سنة سعيدة باللغة العبرية، هذه أعظم هدية تقدم (لإسرائيل) بداية سنتهم، مشيراً إلى أن أبطال نفق الحرية لطموا الاحتلال وأهانوه أمام شعبه الذي يوهمه بقدراته الأمنية العالية.

وبحسب اطلاعه فإن الأدوات التي يستخدمها الأسرى في عملية الحفر للفرار هي المعلقة المعدنية وعلب الذرة والسردين الفارغة، كما يتخلصون من الرمل بشكل تدريجي عند إلقائه في سلة القمامة صباحا ومساء، بالإضافة إلى أن الأسير يعتمد في الحفر على يده أكثر من أي أداة أخرى.

أما وسائل الهروب من المعتقلات الإسرائيلية تمثلت بعدة أشكال منها مباغتة وركض أو ضرب الشاويش والركض أو قص القضبان أو التنكر وذلك في فترة الثمانينيات، لكن فترة التسعينات وحتى اليوم المسلك الوحيد المتاح هو حفر النفق.

وكثير من الأسرى نجحوا ولاذوا بالفرار خارج البلاد، ومنهم من تنعم بالحرية شهور قليلة وألقي القبض عليه، في المقابل هناك عمليات أحبطت أثناء التنفيذ.

البث المباشر