أيام قليلة تفصلنا عن موعد المحاكمة الرسمية لـ14 متهماً باغتيال الناشط السياسي نزار بنات، على يد أفراد من جهازي المخابرات والأمن الوقائي، في حدث لا تزال الهواجس والمخاوف تحيط به من طرف العائلة والمحامين والمراقبين على حد سواء.
قبيل انعقاد المحاكمة، أفرجت النيابة العسكرية عن ماهر أبو الحلاوة مدير جهاز الأمن الوقائي، بذريعة عدم وجود أدلة على مشاركته في قتل نزار.
غاندي الربعي محامي عائلة نزار، أكدّ أن أبو الحلاوة أصدر قرار اعتقال نزار دون تعذيبه، في ظل صمت المشاركين بعملية القتل لهذه اللحظة وعدم تعليقهم واكتفائهم بالصمت.
وأعرب المحامي عن كثير من المخاوف لديهم حول نزاهة سير القضية، مستدركًا: لكن وكإجراء مبدئي قرار المحاكمة العلنية مسألة إيجابية، مشيراً إلى أنه في انتظار صدور الأحكام للتعليق على القضية.
وأوضح الربعي أن المحامين سيراقبون مسار العدالة وسيحضرون جلسات التقاضي العلنية، وسيقيّمون الموقف بناء عليها.
أما العائلة، فتتملكها مخاوف الانقضاض على مسار العدالة. تقول زوجة نزار إن تبرئة كبار المسؤولين في الجهاز عن الجريمة مؤشر لمسار تبرئة سيطول آخرين تحت ذرائع مختلفة.
وأكدّت زوجة نزار لـ"الرسالة نت" وجود أسئلة كثيرة حول مسار العدالة من أبرزها، تبرئة مسؤولين مشاركين في إصدار قرار اعتقاله، متسائلة: "كيف يمكن تصديق أن الرغبة كانت اعتقالاً وليست اغتيالاً وقد تم تنفيذ القرار فجرًا وليس وقت عمل تلك الأجهزة؟"
محاولات تبرئة قتلة نزار، بدأت بالإفراج عن أبو الحلاوة التي احتفت بخروجه صفحات جهاز الأمن الوقائي عبر منصات التواصل الاجتماعي.
الإفراج عن أبو الحلاوة جاء في سياق ضغوط ومساومات تعرضت لها العائلة، إلى جانب مضايقات وصلت حد التهديد المباشر لأي جهة أو مكان يحاول استضافة حفل تأبين الشهيد نزار.
واضطرت العائلة وفق غسان بنات شقيق نزار، لمخاطبة المحافظ أكثر من مرة لتحديد مكان تأبين نزار، وفي كل مرة كان يلوذ بالصمت إزاء الطلبات التي تقدمها العائلة.
وبناء عليه اضطرت العائلة لتحديد يوم السبت القادم موعدا لتأبين الشهيد بوقفة أمام المجلس التشريعي.
إلى جانب ذلك، تعكف جهات مختلفة على تنظيم حفل تأبين افتراضي عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وأكدت العائلة أن ديوانها شهد حضور عشرات الوفود والرسائل تحديداً تلك الصادرة من عضو مركزية فتح محمد اشتيه وجبريل الرجوب؛ لدفع العائلة للقبول بالدية.
مبالغ مالية كبيرة رصدتها السلطة لتعويض نزار بنات، وهي ما رفضته العائلة، تبعاً لحديث غسان.
وتنشر الرسالة حصرياً وثائق تؤكد مخاطبة العائلة للمحافظ الذي رفض بدوره الإجابة عليها حول الموافقة على تنظيم حفل تأبين.