تتجه الأوضاع في قطاع غزة نحو الهدوء بعدما شهدت الأيام الماضية تحركات عديدة تدفع في هذا الاتجاه، فقد قدم الاحتلال رزمة تسهيلات.
وقد مهدت الفصائل الفرصة للهدوء عبر وقف الفعاليات وأدوات المقاومة الشعبية (إرباك ليلي وإطلاق البالونات الحارقة) خلال هذه المدة التي قد تمتد لعدة أيام، إلى حين معرفة النتائج على الأرض".
وجرى الاتفاق بين الفصائل والسفير القطري محمد العمادي، على منح الوسطاء (مصر وقطر) مزيداً من الوقت لمواصلة جهودهم واستكمال مهامهم، والبناء على ما تحقق"، خاصة في موضوع المنحة القطرية التي يتوقع إدخالها خلال الأيام القليلة المقبلة والبدء بالإعمار.
وفي هذا السياق جاء لقاء رئيس اتحاد المقاولين في قطاع غزة، علاء الأعرج مع العمادي، حيث تبنت قطر إعادة إعمار المنازل المدمرة كليًا، وستدفع المبالغ المالية مباشرةً على دفعات للمواطنين المتضررين إلى حين تجهيز منازلهم”.
وأوضح الأعرج “أن الكويت تعهدت بإعادة بناء الأبراج السكنية التي دمرها الاحتلال والتي تزيد عن 35 برجًا وبناية”، مشيرًا إلى أن بناءها سيتم عبر طرح عطاءات لشركات المقاولات.
وأشار الأعرج إلى أن مشكلة إدخال أموال المنحة القطرية حلت، بالإضافة لحل مشكلة دخول مواد البناء باتفاقات أممية وبضغط أوروبي على الاحتلال.
هذه التحركات التي جعلت الفصائل تبدي ارتياحها حيال الأوضاع الجديدة في القطاع، تزامنت مع عملية نفق الحرية وهروب الأسرى من سجن جلبوع، والتي دفعت الفصائل لتهديد الاحتلال أن أي مس بالأسرى لن يمر وسيكون هناك رد حاسم قد يصل للمعركة العسكرية، خاصة مع الحملة الشرسة التي يشنها الاحتلال ضد الأسرى في السجون.
وهو ما يخشى منه الاحتلال الذي حذر من أن تداعيات عملية النفق لن تتوقف عند حدود الضفة، وقد حذرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الأربعاء، إن ما بدأ في النفق قرب "جلبوع" قد ينتهي بمنصة لإطلاق الصواريخ من بيت حانون.
وأضافت الصحيفة العبرية، أن الخوف الفلسطيني من تدهور أوضاع الأسرى، بدأ يعطي إشارات تهديد ورسائل وعيد، قائلة "الليلة تلقينا تهديدًا أكثر أهمية صدر من الأذرع الفلسطينية المسلحة، والذي يجب أن يؤخذ على محمل الجد".
وأردفت تقول: التهديد عبارة عن رسالة واضحة (لإسرائيل) مفادها "إذا واصلتم العقوبات ضد الأسرى، سنرد بأي طريقة نراها مناسبة، هؤلاء الأسـرى لن يتركوا بمفردهم في المعركة معكم".
وأكدت الصحيفة، لقد كتبنا من قبل وسنكتبه مرة أخرى: "تهديدات الأذرع الفلسطينية المقاتلة لا ينبغي تجاهلها؛ لأنه من السهل عليهم تنفيذها".
ويجند الاحتلال كل مقدراته ومؤسساته الأمنية والعسكرية والشرطية إلى جانب التعاون الأمني مع السلطة والأردن في سبيل الوصول للأسرى واعتقالهم أحياء، خشية اشتعال المنطقة.
ويخشى الاحتلال من تصاعد الأوضاع في الضفة الغربية بعد عملية نفق الحرية، حيث تفيد هيئة البث الاسرائيلية "كان" بأن جيش الاحتلال متخوف من أن يؤدي هروب الأسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع إلى وقوع مواجهات وتصعيد في الضفة الغربية.
وأشارت الهيئة إلى أن أجهزة الأمن الإسرائيلية متخوفة من أن "فرار الأسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع قد يلهم المناطق ويؤدي إلى تصعيد أمني"، خاصة مع وجود أنباء عن تعزيزات من عناصر تتبع لكتائب شهداء الأقصى وسرايا القدس، وصلت إلى مخيم جنين خلال الساعات الماضية، وذلك استعدادًا لِهُجومٍ قد يُنفذه جيش الاحتلال على المُخيّم.
السلطة من جانبها في وضع لا تحسد عليه ووقعت في حرج كبير فمن ناحية لديها التزامات أمنية مع الاحتلال واتفاقيات ألزمت نفسها بها، وفي حدث نوعي من هذا النوع دورها ضروري وأساس في مساعدة الاحتلال، ومن ناحية أخرى فإن ضلوعها في تسليم الأسرى أو تقديم معلومات للاحتلال حولهم سيثير غضباً كبيراً ضدها وسيتشكل رأي عام أكثر نفوراً منها، ومن داخل حركة فتح، خاصة مع وجود زكريا الزبيدي مسؤول كتائب شهداء الأقصى السابق.