قائد الطوفان قائد الطوفان

حماس وفتح خطان متوازيان لا يتقاطعان

رامي خريس

          طريقان متوازيان لا يتقاطعان ولا يلتقيان ، هكذا تبدو طريقا كل من حركتي حماس وفتح ، الأولى بحسب القيادي في الحركة أسامة حمدان تتمسك بخط المقاومة الذي أثبت جدارته ، ويقول عنه عباس أنه عبثي  ، والثانية لا تزال تتعلق بأوهام المفاوضات  الذي تصفه حماس وغيرها من فصائل المقاومة بأنه غير مجد، ولم يجلب للفلسطينيين سوى الكوارث .

 وهكذا يبدو أن الحركتين لن تتفقا عملياً وأن الحديث عن تقارب في المواقف إنما تم "تكتيكياً" على الورق الذي لم يوقع بعد ، على اعتبار أن هناك بعض القضايا التي تضمنتها مسودة الاتفاق وأن ما جاء في الورقة الأخيرة لم يجر مناقشته بين حماس والمصريين.

الورقة معدلة

          رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس وقع على الورقة التي قيل أنها ورقة معدلة عن الورقة المصرية وليست هي التي جرى الاتفاق حولها ، كذلك فإنه عاد وقال  أمام اجتماع المجلس الثوري انه أبلغ المصريين بأن أيَّ اتفاق مصالحة يجب أن يلتزم بالشرعية الدولية وبرنامج "منظمة التحرير".، وهو ما يعتبر نسفاً للاتفاق فحماس كما هو معروف ترفض هذا الالتزام من أساسه .

 ويبدو أن الأخيرة ستسلم ردها خلال الأيام القادمة والذي يحتوي على ملاحظاتها حول الورقة الجديدة ، وبحسب المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري فإن الورقة التي عرضت مؤخراً تضمَّنت نقاطًا لم يجرِ التباحث بشأنها في أي وقت سابق، كما أن هناك نقاطًا جرى الاتفاق عليها وتمَّ حذفها في هذه الورقة.

وقال أبو زهري : "أما الورقة التي عُرضت علينا سابقًا وأعلنَّا موافقتنا عليها فنحن ملتزمون بها، ولا يوجد أي تغيير في الموقف إزاء ذلك، وملاحظاتنا فقط هي على تعديلات لم يجرِ بحثها على مضمون الورقة التي تم التوافق عليها مع المسؤولين المصريين".

الهوة كبيرة

إذن من الواضح أن الطريق لا زال طويلاً ، وهكذا يعود الجميع إلى نقطة البداية من جديد ، وسيحتاجون لحوارات أخرى وجولات هنا وهناك للتقارب وجسر الهوة بين الطرفين التي كلما يمر الوقت تكبر أكثر وأكثر.

          وإن اتفقوا على الورق مرة أخرى فإن المراقبين يجمعون على أن التنفيذ والتطبيق سيواجه بجملة من العقبات والمطبات والتفسيرات المختلفة التي قد تحبط أي مصالحة أو أي توافق جدي .

فالحديث عن المقاومة يلقى تفسيرات مختلفة وطرح موضوع الميليشيات يفهمه كل طرف بشكل يختلف عما يفهمه الآخر ، وربما يضع راعي الاتفاق الصيغ مبهمة حتى يحصل على موافقة وبعد ذلك يفسرها هو بما يحلو له .

إذن من الطبيعي أن تتعامل حماس بحذر شديد لاسيما أن حيادية الوسيط مشكوك فيها ، فقبل أيام فقط استشهد أحد الفلسطينيين في سجونه ، وآخرون لا يزالون يعانون قسوة السجن والسجان .

وعلى أية حال فإن أي خطين متوازيين لا يتقاطعان ، وهذه حقيقة علمية ، فهل ينكسر أحدهما باتجاه الآخر؟

 

البث المباشر