لم يبقي خطاب "المُلثم" الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، من المحكمة التي عقدتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإعادة محاكمة الأسرى الأربعة الذين انتزعوا حريتهم من الأسر رغم أنف السجان وأعيد اعتقالهم مجددا، سوى صورتها وشكليتها دون أي قيمة.
فالرجل الموشح بالكوفية الحمراء أعلن قرار المقاومة بالإفراج عنهم ويبقى على الاحتلال بقضائه ومحكمته وأجهزته التنفيذ مرغما؛ عند إتمام عقد صفقة وفاء الأحرار 2، فلدى المقاومة في قطاع غزة ما يمكنه أن يفرج عنهم وآلاف الأسرى، ويشفي صدور الفلسطينيين.
إعلان الملثم في خطابه بأن قيادة القــــســــام قررت بأن أية صفقة تبادل قادمة لن تتم إلا بتحرير أبطال نفق الحرية، جاء في توقيت حرج ظن الاحتلال فيه أن إعادة اعتقال الأسرى سيكسر الروح المعنوية التي نجح الأسرى في صناعتها من خلال الضربة التي وجهت للمنظومة الأمنية الإسرائيلية وفضحت هشاشتها.
بالإضافة إلى ذلك فإن الخطاب يحمل رسالة لكيان الاحتلال أنه لا قيمة لأي محاكمة وجلسات محكمة أو مضاعفة الأحكام السابقة للأسرى، فالكلمة الأولى والأخيرة للمقاومة وقضائها وما في قبضتها.
أعادت إطلالة الملثم الطمأنينة للأسرى في السجون وعلى رأسهم الأربعة الذين تمكنوا من رؤية الشمس دون أي حاجز وتنفس هواء الحرية دون قيود 5 أيام، بأن شمس الحرية ستشرق من جديد وتحريرهم مسألة وقت ليس أكثر، فالقسام اتخذ القرار.
الأهم أن الخطاب أعقبه احتفاء واسع ساد في مختلف الأراضي والمناطق الفلسطينية وكعادتها أثبتت المقاومة أنها الدرع الحامي لأبناء شعبنا في كل مكان، ولن تسمح للاحتلال التغول على مخيم جنين أو غيره من المخيمات والمدن، فالمعادلة التي فرضتها معركة سيف القدس تبقى حاضرة.
أخيرا فإن الخطاب يضع حدا لمحاولة الاحتلال التغطية على فشله في سجن جلبوع والتسويق بأنه انتصر في إعادة اعتقال الأربعة أسرى الذين انتزعوا حريتهم، فهناك أربعة جنود إسرائيليين مازالوا في قبضة المقاومة ولم تنجح كل منظومة الاحتلال الأمنية في معرفة مصيرهم منذ 6 أعوام.