تواصل أجهزة السلطة اعتقالاتها السياسية في صفوف المواطنين بالضفة الغربية، والتي طالت طلبة جامعات وأسرى محررين.
ففي نابلس، اعتقلت أجهزة السلطة عدداً من الشبان بينهم طلبة في جامعة النجاح وحفظة للقرآن، على خلفية سياسية.
ومن بين المعتقلين الشاب عاصم رمضان منذ 26 يوماً، والأسير المحرر عاصم مصطفى عصيدة لليوم الـ 15 تواليا في سجون جهاز المخابرات.
كما تواصل أجهزة السلطة في نابلس اعتقال ثلاثة من طلاب الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح وهم مصعب حنايشة، وعبد الرحمن صالح، وعبد الله البيتاوي المضرب عن الطعام من لحظة اعتقاله.
وتعتقل أجهزة السلطة في نابلس أيضاً الحافظ لكتاب الله إبراهيم مصطفى عابد لليوم الخامس تواليا، علما بأنه أسير محرر ومعتقل سياسي سابق لعدة مرات.
وفي ذات السياق، تواصل مخابرات السلطة في طولكرم اعتقال الأسير المحرر والمعتقل السياسي السابق لعدة مرات حمزة فتحي القرعاوي لليوم السادس تواليا، حيث أعلن إضرابه المفتوح عن الطعام والماء.
بين الاحتلال والسلطة
وطالب النائب في المجلس التشريعي فتحي القرعاوي، المؤسسات الحقوقية بالضغط على الأجهزة الأمنية للإفراج عن نجله حمزة المعتقل السياسي في سجن أريحا.
ولفت القرعاوي، إلى أنه تم اعتقال نجله حمزة من الشارع العام، بأسلوب يشبه العصابات بعد أن ترصدته الأجهزة الأمنية، مؤكدًا أنه حاول تفهم مرادهم؛ إلا أنهم رفضوا الحديث، وطلبوه للتحقيق 5 دقائق.
وأضاف القرعاوي أن نجله حمزة عمره 34 عامًا، وعلى مدار تلك السنوات تعرض للتنكيل دون وجه حق، موضحًا أن اعتقاله كان خبرا صادما لزوجته وأولاده، فهو لم يمض على الإفراج عنه من سجون الاحتلال سوى 5 أشهر فقط.
وشدد على ضرورة أن تتوقف الأجهزة الأمنية عن ملاحقة الآمنين في الضفة، وأن تقف مع الشعب في نضاله ومقاومته ضد الاحتلال.
وأشار القرعاوي الى أن حمزة دفع الضريبة الكبرى في هذه الأسرة منذ اللحظة الأولى لدخوله الجامعة في 2004، عندما اعتقل لدى الاحتلال وهو شبل صغير 11 شهرا، ثم توالت الاعتقالات بعد ذلك بسبب تفانيه في العمل النقابي.
وأردف القرعاوي: "استغربنا من نقل حمزة مباشرة لسجن أريحا سيئ الصيت والسمعة، لعلمنا التام أن أي أسير ينقل هناك يكون معرضا للإهانة والتعذيب".
وحمّل القرعاوي أجهزة السلطة المسؤولية الكاملة عن صحة حمزة، خاصة وأنه يعاني من عدة أمراض، منها قرحة المعدة، ووجع حاد في المفاصل.
وتابع: "أبناء حمزة يسألون عن والدهم باستمرار، وهم دائما يقارنون أنفسهم بباقي الأطفال، حديثهم مؤثر جدًّا، حتى أنه في آخر مرة تمنى نجله أسامة لو أن والده يستطيع أن يحفر نفقا من السجن ويتمكن من الهرب لرؤيته".
انتهاكات مستمرة
ورصدت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية تصاعداً في انتهاكات أجهزة أمن السلطة الفلسطينية خلال شهر أغسطس/أب الماضي للقوانين وحقوق الإنسان.
ووثقت اللجنة (287) انتهاكا بحق المواطنين، وصلت لمحاكمة بعضهم على حيازة علم فلسطين، واستمرار محاكمة الناشط والمرشح الانتخابي نزار بنات على خلفية أرائه السياسية، حتى بعد جريمة قتله بشهرين.
وشهد أغسطس، ارتفاع وتيرة الاعتقالات السياسية، والتي طالت عالم فيزياء ونشطاء ومحامين وغيرهم، وتهديدهم وزوجاتهم عبر وسائل الإعلام الاجتماعي.