تتصاعد أعمال المقاومة في الضفة المحتلة بعد عملية "نفق الحرية" ومطاردة الاحتلال للأسرى الستة والقبض على أربعة منهم، في ظل الحديث عن التنكيل بهم وتعذيبهم.
وخلال أسبوع، شهدت الضفة عدة أحداث دراماتيكية، من إطلاق نار على عدة حواجز (إسرائيلية) وعمل منظم لبعض المقاومين في مخيم جنين، فضلاً عن تصاعد المقاومة الشعبية.
وطغت أحداث الضفة وتصاعد المقاومة، على الإعلام العبري خلال الأيام الأخيرة، في وقت حذّر فيه خبراء أمنيون في دولة الاحتلال من تدحرج كرة اللهب في الضفة والقدس.
التصاعد مستمر
بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي أحمد رفيق عوض، أن هناك أسباباً كثيرة، لتصاعد أعمال المقاومة في الضفة وتخوف دولة الاحتلال من انتفاضة جديدة.
وقال عوض في حديث لـ "الرسالة نت" إن مطاردة أحرار نفق الحرية،والتنكيل بهم بعد القبض على 4 منهم، وكذلك الاقتحامات الليلة وتصاعد الاستيطان وانسداد أفق التسوية السياسية، يعتبر من أهم أسباب تصاعد المقاومة بالضفة.
وأضاف: "إسرائيل تعلم جيدا أن المقاومة تتصاعد بالضفة، وتخشىمن انفجار الأوضاع أكثر لذا عززت القوات في محيط الضفة".
وأوضح أن جنين ستكون بداية الشعلة في تدحرج كرة اللهب نحو مناطق أخرى وقد تفجر انتفاضة.
وذكر المختص في الشأن (الإسرائيلي) سعيد بشارات أن سلطات الاحتلال تدرك جيدا أن الضفة والقدس تغليان في الأيام الأخيرة، "ويدق الاعلام العبري ناقوس الخطر من اشتعال الأوضاع".
وقال بشارات في حديث لـ "الرسالة نت": "تصاعد أعمال المقاومة فيالاعلام العبري طغى على "لقاء بينت مع السيسي في شرم الشيخ".
وأشار إلى أن خبر نقل الأسير زكريا الزبيدي إلى المستشفى مساء الإثنين، "أربك ساسة الاحتلال وسارعت مصلحة السجون لنفي الخبر حتى لا يمتد التوتر في المنطقة".
وتوقع بشارات أن تبقى الأمور مشتعلة، "وخصوصا أن الاحتلال لم يبرّد الساحة الفلسطينية المشتعلة ولم يشعر الفلسطينيين بتقدم في عدة ملفات ذات أولوية".
وتطرق للحديث عن جنين، وتصاعد أعمال المقاومة فيه، موضحا أن المناطق الشمالية في الضفة كجنين ونابلس هي التي تقود العمل العسكري ضد الاحتلال منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2020".
وأضاف: "نخص بالذكر مخيم جنين الذي يمتاز بالعمل العسكري المنظم، وجيش الاحتلال يعمل حسابا في حال قرر دخول المخيم، ويعمل على استنفار قواته".
وتجدر الإشارة إلى أن جنين أعلنت مؤخرا تشكيل غرفة عمليات مشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، لمقاومة الاحتلال وصد أي اقتحام للمدينة ومخيمها.
وأكد مقاتلون بالغرفة، أن غرفة العمليات المشتركة تضم مقاومين من مختلف الفصائل الفلسطينية الوطنية والاسلامية الذين أكدوا أنهم سيقفون صفا واحدا لمواجهة اي اعتداءات (إسرائيلية).
وأكد مقاتلو الفصائل أن لسان حال مخيم جنين وغرفة العمليات المشتركة أن الساحة مفتوحة لكل من يريد أن يقاتل هذا الاحتلال، والمخيم حاضنة للجميع.
وعززت عملية "نفق الحرية" للأسرى الستة من سجن جلبوع الأسبوع الماضي من غرفة العمليات المشتركة والمقاومة في الآونة الأخيرة، وعززت ظهور السلاح المقاوم في جنين.
وشهد حاجز الجلمة تصاعد عمليات المقاومة المسلحة، حيث نُفذت 6 عمليات إطلاق نار على الحاجز، وإلقاء كما أُلقيت عبوات ناسفة وزجاجات حارقة، وامتدت المقاومة المسلحة لمناطق متفرقة بجنين وقراها وبلداتها، وذلك كله في الأسبوع الأخير.
وتوعدت غرفة عمليات المقاومة في مخيم جنين الاحتلال في حال أقدم على اجتياح المخيم بأنه سوف يرى ما لا يسمع.
وقالت الغرفة: "في المخيم أشبال يحبون الموت كما تحبون الحياة، نحذر العدو من اقتحام المخيم وإذا دخل أحد الأسرى المطاردين سنحميه بأنفسنا ودمائنا".
وتجدر الإشارة إلى أن تاريخ الغرفة المشتركة يعود إلى عام 2002، حيث استعدت الفصائل الفلسطينية لمعركة اجتياح المخيم عبر تشكيل غرفة عمليات مشتركة بقيادة الشهيد يوسف ريحان "أبو جندل".