يلملم أوراقه، يتفقد المراجع والتوصيات، لقد قضى وقتًا طويلًا في البحث الجيد، فالشيخ نايف الرجوب يدرك أن رسالة الدكتوراه يلزمها تنظيم وترتيب ودقة، كما يلزمه الأمل الآن في زنزانته في "عوفر"!
معركة النائب في المجلس التشريعي نايف الرجوب 63 عامًا على الجبهة العلمية توقفت بشكل قسري، بعد خوضه معركة جديدة مع الاعتقال الإداري منذ مايو الماضي.
لم يتمكن الرجوب من استكمال إجراءات رسالة الدكتوراه في الفقه الشرعي وأصول الدين التي كان يعدها، بعد عربدة جديدة للاحتلال الإسرائيلي بتجديد اعتقاله الإداري لأربعة شهور!
نُربي الأمل!
لا خيار أمامها سوى الأمل، عليها أن تمده بالأمل، تُخبرنا أم حذيفة زوجة الشيخ نايف بأنهم قاموا بتسجيل زوجها لهذا الفصل في الجامعة وكأنه بينهم، على أمل الالتحاق بالفصل المقبل ومناقشة رسالة الدكتوراه الخاصة به نهاية يناير المقبل بالتزامن مع وقت الإفراج.
وأفادت زوجته "للرسالة" أن سلطات الاحتلال تمنعهم من زيارته منذ اعتقاله قبل أربعة أشهر، قائلة: "اعتقال إداري، يعني قهر بدون سبب، بدون وجه حق، حتى أننا قدمنا تصريحاً للزيارة ولم تتم الموافقة حتى الآن"، وتكمل: "دخل الجنود على البيت بـــ 19 مايو وقالوا لزوجي بكل ظلم "إنت معتقل"!
يصلنا صوتها تخنقه الحسرة على رفيقها، على سنوات اجتهاده ولهفته لمناقشة رسالة بحثه، لافتة إلى أن الشيخ نايف كان من المفترض أن يناقش رسالته العلمية الشهر المقبل إلا أن الاحتلال جدد اعتقاله التعسفي.
إدانة وألم!
ابن مدينة الخليل يقضى حكمًا جديدًا بتمديد الاعتقال في سجن عوفر، في إطار حملة استهداف لقيادات حركة المقاومة الإسلامية حماس هناك.
كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية أدانت بدورها تجديد سلطات الاحتلال الاعتقال الاداري للنائب الرجوب، مؤكدة في بيان لها أن هذه الجريمة تُعد استمرارا للبلطجة الصهيونية وانتهاكاً للحصانة البرلمانية وتأتي ضمن نهج تفريغ الضفة من الرموز والقيادات الوطنية.
وأشارت "حماس" إلى أن تجديد الحكم الإداري هو دليل واضح على مدى عنجهية الاحتلال وإمعانه في الإجرام والإرهاب والعربدة.
نعود لأسلاك الهاتف التي أوصلتنا بزوجة المعتقل نايف التي أكدت لنا بأن المخابرات الإسرائيلية كانت قد حذرت زوجها وزير الأوقاف الأسبق، من الترشح لانتخابات المجلس التشريعي، مسترجعة مشهد محاصرة قوة عسكرية لمنزلهم في بلدة دورا، والتوعد للشيخ بالاعتقال في حال ترشح.
تستشهد أم حذيفة بهذا الحدث خلال حديثها "للرسالة"، لتؤكد بأن الاحتلال ليس بحاجة لأي ذريعة ليقدم على اعتقال أو ملاحقة أحد.
ثماني سنوات قضاها الرجوب داخل سجون الاحتلال منذ عام 2006، برفقة العشرات من قادة الحركة ونواب المجلس التشريعي بعد أن حصل على أعلى الأصوات في انتخابات المجلس التشريعي عن دائرة مدينة الخليل في نفس العام.
القلق ينتاب زوجة الرجوب الآن، أخبرتنا بذلك في سياق الحديث، قالت بعد تنهيدة: "الشيخ يعاني من آلام في ظهره نتيجة إهمال طبي خلال سنوات اعتقاله السابقة، وأجريت له عملية استئصال كتل على النخاع الشوكي".
أنهت حديثها بدعوات لزوجها، سألت الله أن يمر عليه الشتاء دون انتكاسة صحية في المعتقل، ثم تساءلت: "شو راح تعمل بليل الشتا الطويل ووجع ظهرك يا أبو حذيفة؟"