قائد الطوفان قائد الطوفان

حسين الشيخ والوزارة.. من رفقة مروان البرغوثي حتى خيانته!

الرسالة نت – محمود هنية

لم يكن من قبيل الصدفة اختيار حسين الشيخ لزيارة مروان البرغوثي في معتقله، ليدفعه للعدول عن قرار الترشح لانتخابات الرئاسة والنزول على قوائم فتح في المجلس التشريعي خلال الانتخابات التي كانت مقررة العام الحالي.

رافق الشيخ البرغوثي لسنوات عديدة إبان قيادة الأخير للتنظيم في الضفة المحتلة بإشارة من الرئيس الراحل ياسر عرفات، مرحلة كنّ فيه الأول للثاني حقداً دفينًا رغم عمله تحت إمرته خلال تلك الفترة.

أعلى منصب وصل إليه الشيخ في ذلك الوقت أمانة سر فتح في مدينة رام الله، ثم تقلد المناصب وصولا لمسؤولية مرجعية حركة فتح في الضفة كتفا لكتف بجوار مروان.

اعتقل مروان البرغوثي وحكم عليه 4 مؤبدات، فيما صعد رفيق دربه ليكون عضوا في مركزية الحركة، ثم المسؤول الأول عن التنسيق المدني في السلطة، وصولا إلى اعتباره الرجل الثاني في صناعة القرار لدى الرئيس عباس بعد ماجد فرج مسؤول مخابرات السلطة!

ظهور الشيخ الإعلامي المتكرر بداية الانتفاضة، كان يشير لرجل يعشق البندقية ومنافحاً أساسياً للكفاح المسلح، قناعات لم تطل كثيرا حتى تبدلت وتغيرت، ليظل السؤال الأهم، "هل تبدلت القناعات أم أميط اللثام عن وجه الشيخ؟"

                                              فصول المؤامرة!

الإجابة عن السؤال السابق بحسب قيادات فتحاوية تبقى قابعة في "أحشاء الحوت" المعتقل لدى الاحتلال "مروان"، إذ تشير إلى كره عميق في قلب الرجل من خيانة مفترضة تعرض لها على يد قيادات متعددة أبرزهم حسين الشيخ.

ونقلت هذه القيادات أن حسين الشيخ لم يكن مرحباً به أساساً في لقاء مروان، وكان أكثره تقريعاً في رسائل مروان لحسين.

تدرك قيادات مقربة من مروان، أن السلطة ومطبخها السياسي غيبت تماما البرغوثي عن ساحة الفعل السياسي أو حتى المطالبة بالإفراج عنه، هذا بالنص ما قاله حاتم عبد القادر القيادي في حركة فتح.

وأكدّ عبد القادر لـ"الرسالة نت" في وقت سابق، أنّ السلطة لم تبذل جهدا حقيقيا للإفراج عن مروان.

سلوك يختصره المقربون من مروان، نتيجة مواقف دفينة لقيادة السلطة في قلبها وفي المقدمة منها حسين الشيخ وماجد فرج، وحتى محمود عباس الذي يعد مروان منافسا شرسا له قد يطيح بوجوده على سدة الرئاسة.

لا يخفي مروان طموحه الذي يزداد إصرارا عليه في رسائل تحمل في طياتها غضبه من القيادة الحالية، وتعبير عن نار تكوي قلبه إزاء ما تعرض له من قيادات السلطة في القلب منهم حسين الشيخ.

                                               قضايا فساد

ارتبط اسم حسين الشيخ بخيانة مروان، كما ارتبط أيضا بملفات لا تقل "قذارة" بوصف أوساط في قلب السلطة، أهمها استغلال موقعه كمسؤول أول في التنسيق المدني، وابتزازه لكبار الشخصيات في السلطة مقابل إصدار التصاريح لهم بالتنقل.

شبهات فساد مالي تلاحق الشيخ لقاء تقديم هذه التصاريح خاصة للتجار الذين يتنقلون بسياراتهم بين القرى والمدن في الداخل، ويحصل منهم على أموال طائلة لقاء مساعدتهم في إصدار التصريحات.

كما أن التجار يخضعون لابتزاز مماثل خاصة من سكان قطاع غزة، فإصدار تصاريح لهم حكاية لا بد أن تمر على كامل فصول الابتزاز، بوصف مسؤولين في اتحادات مختلفة من بينهم المقاولون والغرفة التجارية، الذين أسرّوا لمعد التقرير عنها.

وارتبط اسم حسين الشيخ في التعيينات الأخيرة التي جرت لأبناء ومسؤولي السلطة من خلال تعيين شقيقه وائل وكيلا بوزارة الصحة.

وعلق على تعيينه العضو السابق في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عبد الجواد صالح، بالقول: "هناك محاولة من قيادات ومسؤولي السلطة لاستغلال الأزمات التي تمر بها القضية الفلسطينية؛ لتثبيت نفوذ أقاربهم وأبنائهم في مواقع قيادية بالسلطة".

وأضاف صالح في تصريح خاص بـ"الرسالة نت": "هذا دليل أن النظام برمته يحتاج إلى تغيير من جذوره، وإعادة مأسسته على شرعية العدالة".

مؤخرا، طالب حسين الشيخ السلطات السودانية بتسليم الأموال التي زعمت الحكومة السودانية أنها لحركة حماس وتمت مصادرتها، مما أثار استياء الشارع الفلسطيني، والتساؤل عن أهداف الشيخ من وراء ذلك.

البث المباشر