قائد الطوفان قائد الطوفان

اقتحاماتٌ في القدس .. ماذا بعد؟؟

صورة "أرشيفية"
صورة "أرشيفية"

بقلم/ أ. إبراهيم غازي قويدر

مرة أخرى الأنظار تتجه نحو البلدة المقدسة ومدينة القدس التي تشهد هذه الأيام اقتحامات متكررة بشكل يومي من قبل قطعان المستوطنين وما يصاحب هذه الاقتحامات من استفزازات للمصلين المسلمين من رقص للمستوطنين وشعارات معادية ورفع أعلام الاحتلال في ساحات الأقصى المبارك، في محاولة لاستباحة المسجد والمدينة المقدسة، وفرض التقسيم الزماني عليها، في انتهاك واضح وخطير لحرمة المسجد الأقصى  يعززه حماية شرطة الاحتلال لهؤلاء المستوطنين المقتحمين، دون مراعاة لمشاعر ملايين المسلمين الذين يعيشون في سكون تام وسبات عقيم ما جرأ الاحتلال ومستوطنيه على المضي في هذه الخطوة الخطيرة.

لكن الأخطر في هذا الجانب هو تجاهل هذه الاقتحامات والطقوس التوراتية التي يمارسها المستوطنون في ساحات المسجد الأقصى المبارك؛ من قبل القيادة السياسية الفلسطينية اضافة الى غياب التغطية الإعلامية والتي من المفترض أن تشكل سلاحاً قوياً لتحشيد المسلمين ونقل الصورة كاملة عن مخططات الاحتلال الخطيرة ، فالأمر لا يقتصر على مجرد دخول مستوطنين وخروجهم، وانما يتعداه الى تقسيم زماني يُمنع فيه المسلمين ويحرمون من الدخول الى ساحات المسجد الأقصى في مقابل السماح للمستوطنين بأداء صلواتهم فيه.

إن تجاهل الانتهاكات "الإسرائيلية" وغياب دور السلطة الفلسطينية  وتراخي النخب السياسية الفلسطينية وانشغال النظام الرسمي العربي بالتطبيع مع "إسرائيل" ساهم بشكل كبير في الوصول الى هذه المرحلة من تكرار الاقتحامات والدعوات الى اقتحامات مستقبلية للمسجد الأقصى  وبغطاء سياسي وأمني من قبل حكومة وشرطة الاحتلال.

هذا الصمت الواضح  والتراخي غير المبرر في التعامل مع الموجة الحالية من الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى  كان بمثابة الفرصة الكبيرة لحكومة بينت في تسويق انجازاً سياسياً يتمثل في فرض التقسيم الزماني اضافة الى التقسيم المكاني في القدس، وأن تقول للمستوطنين  بأن اليوم لا أحد يقدر أو يستطيع أن يمنعكم  من ممارسة حقكم  بدخول الأقصى وأداء صلواتكم فيه.

لكن باعتقادي أن الأوضاع لن تتوقف عند هذا الأمر  وقد تأخذ منعطفاً آخراً وفقاً للسيناريوهات التالية:

أولاً:  تدخل الوسطاء للحيلولة دون زيادة التوتر، والعمل على وقف هذه الاقتحامات والاستفزازات الصهيونية لما تشكله من خطورة على جهود استمرار التهدئة  وتدخل المنطقة في حالة من التوتر القابل للانفجار في أي لحظة.

ثانياً:  تمادي الاحتلال ومستوطنيه باستمرار موجات الاقتحام للمسجد الأقصى ما يعني زيادة الاحتكاك بين الفلسطينيين والمستوطنين  في باحات الأقصى الشريف ما يشعل مواجهة جديدة على غرار مواجهة الشيخ جراح قد تشعل شرارة مواجهة مفتوحة في جميع أنحاء الضفة المحتلة وعلى كافة نقاط التماس مع الاحتلال قد تجعلنا قريبين من مواجهة عسكرية جديدة بتدخل المقاومة في غزة.

 

البث المباشر