قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد يوم دام في بيروت.. ميقاتي يعلن الحداد وعون يتوعد بالمحاسبة

الاحداث
الاحداث

الرسالة نت- وكالات

قال الرئيس اللبناني ميشال عون إنه من غير المقبول أن يعود السلاح لغة للتخاطب بين الفرقاء اللبنانيين، وإنه لن يسمح لأحد أن يأخذ البلد رهينة لمصالحه وحساباته، في حين أعلن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الحداد العام على أرواح الضحايا الذين سقطوا جراء الاشتباكات، وسط تبادل للاتهامات بين حزب الله وحزب القوات اللبنانية.

وقد أعلن الجيش اللبناني الخميس، توقيف 9 أشخاص على خلفية الاشتباكات التي شهدتها العاصمة بيروت، وأسفرت عن مقتل 6 أشخاص و33 جريحا.

وأضاف الجيش -في بيان- أنه عزز على الفور انتشاره في المنطقة وسير دوريات، ودهم عددا من الأماكن بحثا عن مطلقي النار، وأوقف 9 أشخاص من كلا الطرفين (من دون تسمية) من بينهم سوري.

ولفت البيان إلى أن قيادة الجيش تجدد تأكيدها عدم التهاون مع أي مسلح، في حين تستمر وحدات الجيش بالانتشار في المنطقة لمنع تجدد الاشتباكات.

حداد عام في لبنان

وقالت مذكرة المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء "يعلن يوم غد (اليوم) الجمعة 15 أكتوبر/تشرين الأول يوم إقفال عام حدادا على أرواح الشهداء الذين سقطوا نتيجة أحداث اليوم".

وأضافت المذكرة أن جميع الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات والمدارس الرسمية والخاصة ستغلق أبوابها.

وفي وقت سابق أمس الخميس، وقعت مواجهات مسلحة -استخدمت فيها الرشاشات الخفيفة وقذائف الـ"آر بي جي"- في منطقة الطيونة الواقعة بين منطقة الشياح ذات الأغلبية الشيعية ومنطقة عين الرمانة -بدارو ذات الأغلبية المسيحية- واستمرت تلك المواجهات نحو 5 ساعات بالرغم من انتشار الجيش اللبناني في المنطقة.

هكذا كانت البداية

وبدأت الأحداث بإطلاق نار كثيف خلال تظاهرة نظمها مؤيدون لجماعة "حزب الله" وحركة "أمل" (شيعيتان) للتنديد بقرارات المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار.

وأفادت وسائل إعلام لبنانية -أمس الخميس- بأن العديد من الشوارع في منطقة الاشتباكات ومحيطها في بيروت، شهدت نزوحا كثيفا للسكان خوفا من تصاعد حدة التوتر مجددا.

وقالت إن ذلك يأتي وسط خسائر مادية في المنازل والمحال التجارية والسيارات التي تحطم العديد منها بفعل الاشتباكات في مناطق فرن الشباك وبدارو وعين الرمانة والشياح في بيروت.

وبنظرة سريعة، تظهر خارطة تقاطع الشياح عين الرمانة الذي كان في الساعات الماضية مسرحا للاشتباكات المسلحة، نجد أن الشياح وعين الرمانة هما منطقتان متجاورتان يفصل بينهما شارع رئيسي كان مسرحا لمواجهات دامية أبان الحرب الأهلية في لبنان.

وتعتبر منطقة الشياح حاضنة شعبية لحزب الله وحركة أمل، بينما تعتبر منطقة عين الرمانة حاضنة شعبية لحزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب.

وفي تصريحات بعيد الحادث، قال وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي إن "المتظاهرين أكدوا على سلمية تحركهم، وهناك من بدأ بإطلاق النار والتحقيق سيكشفهم"، مضيفا "سنطلب من الحكومة اتخاذ كل ما يلزم لضبط الوضع الأمني في منطقتي الشياح وعين الرمانة".

وشدد مولوي على أن الحكومة التي ينتمي إليها "هي للإنقاذ وللعمل وليست هي من يقوم بتخريب الأوضاع في البلاد".

 

اتهامات متبادلة

واتهمت جماعة حزب الله وحركة أمل -في بيان مشترك- مجموعات مسلحة تابعة لحزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع بقتل وجرح مؤيدين لهما خلال المظاهرة، وهو ما نفته الأخيرة ووصفت الاتهامات بـ"الباطلة".

وقال حزب الله وحركة أمل إن مسلحين تابعين لحزب القوات اللبنانية أطلقوا النار على المحتجين من أسطح مبان في بيروت مصوبين النار على رؤوسهم، في هجوم -قال الحزب والحركة إنه- استهدف "جر البلد إلى فتنة".

وفي بيان مشترك لهما، وجها دعوات إلى الجيش للتدخل سريعا لاعتقال المتسببين في ما حدث، كما طالبا أنصارهما بالهدوء.

في المقابل، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إن "السبب الرئيسي للأحداث في بيروت هو السلاح المتفلت الذي يهدد المواطنين في كل زمان ومكان".

واستنكر جعجع -في بيان- الاشتباكات التي شهدتها بيروت، داعيا إلى إجراء تحقيقات كاملة لتحديد المسؤوليات عما جرى.

أمر مرفوض

بدوره، قال رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري إن "ما حصل اليوم في بيروت من إطلاق نار وقذائف أمر مرفوض بكل المقاييس".

كما دعا الحريري الجيش والقوى الأمنية إلى اتخاذ أقصى الإجراءات والتدابير لمنع كل أشكال إطلاق النار، وتوقيف المسلحين، والحفاظ على السلم الأهلي.

من جانبه، قال التيار الوطني الحر -الذي يتزعمه وزير الخارجية السابق جبران باسيل- إن ما حصل في بيروت اعتداء مسلح على أناس أرادوا التعبير عن رأيهم، وإن كان التيار لا يوافقهم على هذا الرأي.

وأكد التيار -في بيان- أن التشكيك في عمل المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت لا يكون بالتهديد والوعيد في الإعلام والشارع.

دعوات للهدوء

في الأثناء، أجرى الرئيس اللبناني ميشال عون اتصالات مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزيري الدفاع والداخلية.

وقال عون إنه أجرى اتصالات بالأطراف المعنية لمعالجة ما حدث، ولن يسمح لأحد بأن يأخذ البلد رهينة لمصالحه وحساباته.

وأضاف -في كلمة متلفزة- أنه سيتم التحقيق في ما حدث لمحاسبة المسؤولين والمحرضين.

وقال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي -في حديث صحفي في بيروت- إن الأمور عادت إلى طبيعتها، وإن الجيش أفاد بتحسن الوضع الأمني في الشارع.

واعتذر ميقاتي إلى اللبنانيين عما حصل، مشددا على أن الحل الوحيد في لبنان هو الحوار و"علينا العمل على حل المشاكل اليومية للمواطنين".

وأضاف أن الحكومة ملتزمة بإجراء الانتخابات في الآجال الدستورية رغم العنف غير المشجع في بيروت اليوم.

وشدد ميقاتي على أن الحكومة سلطة تنفيذية ولا تستطيع التدخل في عمل القضاء، مؤكدا أنه باق في الحكومة لمعالجة قضية التحقيق في انفجار مرفأ بيروت.

ورفضت محكمة التمييز في لبنان طلب تنحية القاضي طارق البيطار المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت، مما سيتيح له استئناف عمله.

وكان وزير المالية السابق علي حسن خليل ووزير الأشغال السابق غازي زعيتر تقدما إلى المحكمة بطلب ثان لتنحية المحقق عن القضية، على اعتبار أن المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء هو المرجع لمحاكمتهما.

وكان البيطار قد علّق جلسات التحقيق إلى حين بتّ محكمة التمييز بطلب تنحيته.

يشار إلى أن القاضي كان قد أصدر سابقا مذكرتي توقيف بحق وزير المالية السابق علي حسن خليل ووزير الأشغال السابق يوسف فنيانوس، ومذكرة إحضار بحق رئيس الحكومة السابق حسان دياب.

المصدر : الجزيرة + وكالات

البث المباشر