قال الأسير المحرر شادي وشاحي من مدينة جنين بان الأسرى في سجون الاحتلال يعيشون ظروفا اعتقالية غاية في الصعوبة والتعقيد؛ نتيجة ممارسات الاحتلال وادارات السجون، ويعيشون حلم الحرية لأنهم يعولون على المقاومة للإفراج عنهم من السجون.
وعبر وشاحي عن سعادته البالغة بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال بعد 19 عاما من الاعتقال، وتابع:" فرحتي لا توصف وسعادتي لا تقدر بثمن ولكن فرحتي منقوصة بأنني تركت خلفي أخوة ورفاق تقاسمت معهم الفرح والمعاناة على مدار سنوات".
وشدد وشاحي على أن إدارة السجون تمعن في جرائمها باستمرار ضد الأسرى وازدادت تلك المعاناة وأصناف الإذلال بعد عملية نفق الحرية الأخيرة.
محطات من الألم
وعن تجربته الاعتقالية خلال 19 عاما قال: "سنوات اعتقالي كانت مليئة بمحطات العذاب ولا سيما أنني شاركت بأكثر من إضراب عن الطعام وتعرضنا لقمع متعدد من جنود الاحتلال".
وأضاف: "أول إضراب شاركت به في 2004 في هدريم حيث كانت الظروف الاعتقالية صعبة جدا والطعام سيء وحياة لا تطاق ولا ترقى للمستوى الإنساني، حيث التفتيشات العارية الهادفة للإذلال، وقررنا في وقتها خوض الإضراب لمدة 19 يوم تحققت من خلاله بعض المطالب".
كما وشارك وشاحي في إضراب عام2012 الذي هدف إلى إخراج بعض الأسرى من العزل واستمر لمدة 28 يوما تكلل بالانتصار وإخراج المعزولين.
مرض ومعاناة
وأشار وشاحي إلى أنه "بعد انتهاء إضراب عام 2012 أصبح لدي تضخم بالغدة الدرقية وتم اخذي للعيادة وتم إبلاغي في حينها أنني أعاني من السرطان أو فيروس خطير دون أن يكون هناك فحوصات دقيقة".
وأكمل: "مكثت مدة ثلاث سنوات من المعاناة تراوحت بين فحوصات طبية ومماطلات في العلاج ويتخللها النقل عبر البوسطة التي هي بذاتها رحلة عذاب".
وأردف: "بعد ثلاث سنوات من المعاناة قررت وضع حد للمعاناة والإصرار على تنفيذ عملية جراحية لإنهاء الألم وتفاوضت وتناقشت مع مدير مشفى سوروكا والأطباء، وتم إجراء العملية التي تكللت بالنجاح ومكثت أربعة أيام صعبة بالمشفى بسبب المعاملة الإجرامية التعسفية من السجانين فمقابل الألم وجدت بنظراتهم التشفي والحقد".
وتابع: "أشد مشاهد القمع التي رأيتها كانت في 2019 بشهر آذار في سجن النقب بقسم 3 وكنت في حينها أنا بقسم 4 ونتيجة وضع الأجهزة المسرطنة – أجهزة التشويش وحاولنا الاعتراض على تلك الممارسات قبل القمع بشكل سلمي وقانوني إلا أنه لم يبق لدينا خيار سوى التصعيد ضد الاحتلال".
ولفت إلى "بعد ذلك صدر القرار بإخلاء القسم 4 إلى قسم 3 رغم البرد الشديد ونقص الأغطية، وبدأوا بإخراجنا عشرة تلو عشرة، استفز كل الأسرى الأمر الذي دفع ابن عمتي إسلام وشاحي بتنفيذ عملية طعن بالسجن".
ونقل وشاحي عن الأسرى في السجون رسالة مفادها بأنهم يعولون على المقاومة بالإفراج عنهم وإخراجهم من الظلمات، وأضاف: "الإفراج عن الأسرى واجب وطني وديني وشرعي وقانوني".
استقبال الأبطال
وحظي الاسير وشاحي يوم أمس الخميس بموكب استقبال حاشد تخلله مسيرة ضخمة من المركبات ومن ثم مهرجان جماهيري حاشد في مدينة جنين.
ورفع المشاركون في موكب وحفل الاستقبال رايات حركة حماس ورددوا الأناشيد التي تمجد الأسرى والمقاومة، وتزاحم المئات من السكان لتهنئة الأسير وشاحي للإفراج عنه.
وبدوره هنأ القيادي في حركة حماس فازع صوافطة الأسير وشاحي، معتبرا بان هذه الفرحة منقوصة نظرا لعدم الإفراج عن ابن عمته إسلام وشاحي.
وأضاف: "الأسرى يعانون في السجون من عقوبات جماعية تمارس ضدهم، متعددة الإشكالية ابتداء بالعزل والحرمان الزيارة ونقص عوامل الحياة".
وأثنى صوافطة على الالتفاف الجماهير الكبير حول قضية الأسرى والذي كان بارزا في موكب استقبال الأسير وشاحي.
والأسير وشاحي اعتقل بتاريخ 16/10/2002، على إثر اشتباك مسلح مع جنود الاحتلال قرب حاجز الحمرا على مدخل مدينة طوباس.
ووجهت محاكم الاحتلال العسكرية الظالمة للأسير وشاحي تهمة مقاومة الاحتلال والانتساب لحركة المقاومة الإسلامية حماس وذراعها العسكري كتائب القسام.
وسبق اعتقال وشاحي أكثر من عام كان فيه مطارداً، وحكم عليه الاحتلال بالسجن مدة 19عاماً، ومنع الاحتلال خلال هذه المدة أشقاءه من زيارته منذ اعتقاله.
وعانى الأسير وشاحي من مشاكل صحية متعددة، أبرزها وجود نقص في اليود بالغدة الدرقية، وقد كان عرض على الأطباء وأكدوا بأنه بحاجة لعملية بشكل عاجل كي لا تتعرض حياته للخطر.
ورغم حاجة الأسير للعملية الجراحية إلا أن سلطات السجون ماطلت عبر سنوات في إجراء تلك العملية للأسير، وقد كان نقل إلى مستشفى الرملة أكثر من مرة دون أن يطرأ أي تقدم على حالته الصحية أو يقدم له أي علاج حقيقي.