شخصية جمعت بين الحس الفني، وخفة الظل، بالإضافة إلى الوعي التربوي، وقدر من الثقافة، كوكتيل أتاح للمدرس لؤي شيخ العيد فرصة ابتكار أسلوب جديد لتعليم اللغة الانجليزية، وتطبيقه بطريقة جذابة؛ من خلال شخصية كرتونية مميزة؛ أضافت روحا لجمود التدريس التقليدي.
استطاع المدرس شيخ العيد أن يبدع بعدما جمع نقيضين في شخصيته لإيصال رسالة سامية تهدف للارتقاء بجيل كامل؛ حيث جمع بين رمز الجدية والانضباط وكذلك شخصية المهرج رمز الضحك والتسلية فأصبح لحصة اللغة الانجليزية مذاق آخر؛ راق لتلاميذ الصف الأول الابتدائي، وجعلهم ينتظرون موعدها بفارغ الصبر.
فكر الأستاذ شيخ العيد مدرس مادة اللغة الانجليزية كثيرا قبل أن يضع خطة يستطيع من خلالها التعامل مع طلبة الصف الأول لاسيما أنهم مروا بفترة سيئة بسبب الحرب وأزمة فيروس كورونا، وأخيرا وجد فكرة المهرج أثناء مشاهدته لأحد الأفلام الأجنبية.
"شخصية أعتز بها كثيرا" يقول المدرس الفنان مشيرا إلى أن المهرج شخصية محبوبة للأطفال ورمز للتسلية والضحك، غريب الشكل والأطوار، ذو لباس فضفاض زاهي الألوان، وبحذاء عجيب، وأنف أشبه بحبة الطماطم، ما إن يراه الأطفال حتى يبتهجون فرحا وتتعالى ضحكاتهم، الشيء الذي شجع الأستاذ على تنفيذ ذلك الدور بمهنية عالية، وساعده على ذلك جسمه النحيف، وقصره بالإضافة إلى ميوله الفنية.
"أصبح الغياب عن المدرسة معدوما، والجميع ينتظر حصة اللغة الانجليزية بلهفة وشوق" قالها الأستاذ لؤي مفتخرا حيث أثر أسلوبه المبتكر على المستوى العام للطلبة بحيث صار أكثر من 70% يلفظون الكلمات بطريقة صحيحة ويكتبونها بخط جميل ومميز.
وبحسب علماء النفس؛ فإن الطفل لا يستطيع استيعاب أكثر من عشر دقائق متواصلة من المعلومات؛ لذلك فقد عمل المدرس إلى تنفيذ برنامج يتماشى مع قدرة الطفل الاستيعابية بطريقة مشوقة وفعالة حيث يقدم معلومة في وقت مقداره 7 دقائق فقط ثم ثلاث دقائق لعبة تربوية مثل التعليم بالموسيقى ثم العودة مرة أخرى بمعلومة جديدة، بعدها لعبة الكراسي مثلا وهكذا حتى ينتهي وقت الحصة.
بطل قصتنا ليس مدرسا فقط وإنما هو فنان، وهذا يعني أن شخصيته تنطوي على رسالتين ساميتين يحاول قدر المستطاع المزج بينهما بطريقة واعية ومؤثرة، ولطالما آمن بفكرة التدريس بطريقة اللعب لفهم اللغة الأجنبية.
ويعتقد المدرس شيخ العيد أن التعليم باللعب من أرقى الأساليب لتسهيل اللغة الأجنبية، مبينا أن هناك أساليب شتى يمكن استخدامها عدا شخصية المهرج وضرب مثالا على ذلك ( الدمى، تقليد الأصوات، دبدوب، أرنوب، الحكواتي، وشخصية الجد أو الجدة).
ويرى البعض أن تقليد دور المهرج قد يفقد المدرس هيبته أمام تلاميذه لكن الأستاذ لؤي يعتقد أن ذلك ممكن في المراحل المتقدمة من الدراسة، منوها إلى أن هذه الأساليب تؤتي ثمارها فقط مع المرحلة الابتدائية بواقع حصة واحدة في الأسبوع ليظل محتفظا بوقاره أمامهم.
ويضيف "هذه الحصة تكون بمثابة مراجعة وتثبيت لجميع ما تم أخذه خلال الأسبوع بطريقة جذابة ومشوقة".
ودعا شيخ العيد إلى التركيز على ذلك النوع من التعليم وتطويره لما له من أهداف تربوية وإنسانية أيضا؛ معتبرا أنه مفيد كذلك لضعاف التحصيل وذوي الإعاقة.
وتحدث المدرس لؤي عن طموحاته قائلا: كلي لهفة وشوق للتعرف أكثر على النظريات والدراسات المتعلقة بهذا المجال وصقل موهبتي بحصولي على درجة الماجستير والدكتوراة".
وتمنى أن يؤخذ موضوع التعلم باللعب في الاعتبار وأن يكون على سلم أولويات الوزارة، وألا يدفن بأرضه، وتطويره والعمل على نشره.