ما زلنا في شهر أكتوبر/تشرين الأول الوردي، شهر التوعية بسرطان الثدي، وسنناقش في هذا التقرير دور أحد أنواع الزيوت النباتية في الوقاية من المرض، ثم نفحص ما تقوله الدراسات العلمية حول الموضوع.
نبدأ مع أخصائية التغذية والحمية التركية جانيل أونير سايار، التي قالت إن تناول 30.5 غراما من زيت الزيتون يوميا، أي ما يعادل 3 ملاعق صغيرة، يقي السيدات من سرطان الثدي، وفقا لما نقلت وكالة الأناضول.
وأوضحت سايار في مقالة نشرتها على موقع مستشفى ميديبول الجامعي، أن زيت الزيتون يعد عنصرا أساسيا في ما يعرف بحمية البحر الأبيض المتوسط.
ولفتت إلى أن معدل استهلاك الشخص في منطقة البحر المتوسط من زيت الزيتون، يبلغ 15 كيلوغراما سنويا.
كما أفادت بأن حمية البحر الأبيض المتوسط تسهم في تقليل خطر الإصابة بالسرطان والأمراض المزمنة، والقلبية، والضغط.
وأشارت إلى أن زيت الزيتون غني بفيتامين "إي" (E)، ما يسهم في حماية البشرة ونضارتها، كما أنه غني بمضادات الأكسدة، ما يجعله يلعب دورا في تأخر الشيخوخة، إلى جانب فوائده الكبيرة على الشَّعر.
وأضافت أن زيت الزيتون مفيد أيضا لحالات الإمساك، وتسهيل عملية الهضم، وتنظيف الأمعاء.
من جهة أخرى، حذرت سايار من الإفراط في تناول زيت الزيتون على المدى البعيد، ما قد يؤدي إلى بعض النتائج السلبية.
وأردفت أن الشخص الذي يحتاج ألفي سعرة يوميا، يكفيه أن يتناول نحو 200 إلى 300 سعرة من زيت الزيتون، ما يعادل ملعقتي طعام من الزيت.
زيت الزيتون يقلل مخاطر الإصابة بسرطان الثدي
ويرتبط ارتفاع استهلاك زيت الزيتون بتقليل مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، وفقا لدراسة نشرت عام 2015 في مجلة "جاما إنتيرنا ميديسين" (JAMA Internal Medicine).
ووجدت الدراسة التي نشرها موقع هارفارد هيلث أن النساء الأكبر سنا في إسبانيا اللائي تناولن نظاما غذائيا متوسطيا تقليديا معززا بزيت الزيتون البكر، كن أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي.
وفحص الباحثون 3 مجموعات مختلفة من النساء. اتبعت إحداها حمية البحر الأبيض المتوسط بالإضافة إلى حصص إضافية من زيت الزيتون. واتبعت الثانية النظام الغذائي بالإضافة إلى حصص إضافية من المكسرات. وتمت دعوة أولئك في المجموعة الثالثة لتقليل تناولهن للدهون. وتابعت الدراسة حوالي 4300 امرأة تتراوح أعمارهن بين 60 و80 عاما لمدة 5 سنوات.
خلال فترة الدراسة، تم تشخيص 35 إصابة بسرطان الثدي. كان هناك 62% أقل من السرطانات في المجموعة التي تناولت النظام الغذائي المعزز بزيت الزيتون، مقارنة بالنساء اللائي قيل لهن للتو أن يقللن من تناول الدهون.
ومع ذلك يجب أن نفهم أنه مع أن زيت الزيتون فيما يبدو له دور في تقليل خطر سرطان الثدي، فإنه من غير المحتمل أن يكون زيت الزيتون هو الحل للوقاية من سرطان الثدي، فهناك عوامل أخرى تلعب دورا في المرض.
بحاجة للمزيد من البحث
ووفقا لمراجعة بحثية باستخدام التحليل التلوي (Meta-Analysis) بحثت علاقة زيت الزيتون وخطر الإصابة بسرطان الثدي، فإنه يعتقد أن استهلاك زيت الزيتون يرتبط عكسيا بمخاطر الإصابة بسرطان الثدي، ربما بسبب ارتفاع نسبة الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة فيه والبوليفينول.
وقام الباحثون بتحديد 10 دراسات قائمة على الملاحظة، ونشرت نتائجها في المجلة البريطانية للتغذية (British Journal of Nutrition).
وخلصت المراجعة البحثية إلى أنه قد يكون هناك ارتباط عكسي محتمل بين تناول زيت الزيتون وسرطان الثدي، ومع ذلك ونظرا لأن مستوى اليقين منخفض جدا، هناك حاجة إلى دراسات مستقبلية إضافية مع تقييم أفضل لاستهلاك زيت الزيتون.
عوامل للوقاية من سرطان الثدي
تقول منظمة الصحة العالمية إن نصف سرطانات الثدي تقريبا يصيب نساء ليس لديهن عوامل خطر محددة للإصابة بسرطان الثدي بخلاف الجنس (أنثى) والعمر (أكثر من 40 عاما). وتزيد عوامل معينة خطر الإصابة بسرطان الثدي بما فيها التقدم في العمر والسمنة، وتعاطي الكحول على نحو ضار، ووجود سوابق إصابة بسرطان الثدي في الأسرة، وسوابق تعرض للإشعاع، وسجل الصحة الإنجابية (مثل العمر عند بداية الدورة الشهرية وعند الحمل الأول)، وتعاطي التبغ والعلاج الهرموني التالي لسن اليأس.
ومن النصائح لتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي:
- الرضاعة الطبيعية.
- النشاط البدني المنتظم.
- التحكم في الوزن.
- تجنب التبغ والكحول.
- تفادي استخدام الهرمونات لفترة مطولة.
- تجنب التعرض المفرط للإشعاع.
وتقول منظمة الصحة العالمية إنه للأسف، حتى لو أمكن السيطرة على جميع عوامل الخطر القابلة للتعديل، فإن ذلك لا يخفض من خطر الإصابة بسرطان الثدي إلا بنسبة 30% كحد أقصى.
المصدر : الجزيرة + الأناضول + مواقع إلكترونية