مقال: 20 عاما على صناعة "القسام" أول أدوات التحرير

الكاتب/ محمد عطا الله

لم يكن من السهل على المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام، الانتقال من مرحلة الحجر إلى الصاروخ، وهو نقلة نوعية تحُسب للكتائب التي تسعى بشكل متواصل إلى تطوير وتحسين قدراتها العسكرية.

بالرجوع 20 عاما للوراء فإن القسام استطاعت النحت في الصخر وصناعة المعجزة التي توجت في إطلاق أول صاروخ محلي الصنع من طراز "قسام1"، باتجاه مستوطنة "سديروت" شمال قطاع غزة.

و"قسام 1" يعد أول صاروخ فلسطيني مٌصنّع محلياً في تاريخ المقاومة الفلسطينية، والذي كان تتويجًا لعشرات المحاولات والتجارب، وفق ما أعلنته كتائب القسام في ذلك الحين.

ويمثل الانتقال من مرحلة الحجر إلى الرصاص وصولا للصاروخ مدى الإبداع الذي صنعه عقول مهندسي القسام، الذين يواصلوا الليل بالنهار ويعملون في بيئة معقدة تفتقر لأدنى المقومات؛ من أجل صناعة الأدوات التي تمُهد للوصول لمرحلة التحرير.

المُراقب لمسيرة القسام وتطور الترسانة العسكرية للكتائب، يدرك أنها تنتقل بوتيرة متسارعة في تعاظم قواها التي تراكمها، فقد بدأت بالحجر وسلاح الكارلو وانتقلت سريعا إلى الكلاشينكوف والأحزمة الناسفة والعبوات والصواريخ، وليس أخيرا بالسلاح الاستراتيجي كالأنفاق والطائرات بدون طيار والضفادع البشرية وجميعها ابداعات تحسب للعقل القسامي.

وما بين صاروخ لا يتجاوز طوله 70 سنتمتر ومداه 3 كيلو إلى صاروخ "العياش" الذي وصل لمدى أكبر من 250كم وبقوة تدميرية هي الأكبر، حكاية مجد أبدعت في صناعتها عقول لا تعرف المستحيل، ويرجع الفضل فيها لأصحاب اللبنة الأولى وهم الشهداء: نضال فرحات وتيتو مسعود وعدنان الغول وغيرهم من القادة الذين أكملوا المسير.

وفي 31 مايو من هذا العام وخلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، انطلق صاروخ "العياش"- تيمنًا للشهيد المهندس يحي عياش- تجاه مطار رامون جنوب فلسطين المحتلة وعلى بعد نحو 220 كم من غزة.

ختاما فإن نجاح كتائب القسام وغيرها من فصائل المقاومة في مراكمة القوى وسط تعقيدات الواقع الفلسطيني والحصار المشدد والملاحقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، يشي بأنه لا يوجد مستحيل يوقف العقل الفلسطيني المقاوم وإن النصر والتحرير بات قاب قوسين أو أدنى.

البث المباشر