قائد الطوفان قائد الطوفان

تحقيقات سرية تفضح فشل الاحتلال بسيف القدس

توضيحية
توضيحية

الرسالة نت- محمد عطا الله

تعكس تحقيقات جيش الاحتلال الإسرائيلي السرية التي نُشرت مقتطفات منها على الاعلام العبري، حجم الفشل والخيبة الذي مني به جيش الاحتلال خلال عدوانه الأخير على قطاع غزة في العاشر من مايو الماضي.

ونجحت المقاومة الفلسطينية بتسديد ضربات موجعة داخل العمق الإسرائيلي وقلب الطاولة وفرض معادلة جديدة مفادها أن المس بالمقدسات وسكان مدينة القدس، من شأنه أن يفتح باب جهنم على الاحتلال في ذلك الحين وكل حين، فسيف القدس لم يغمد.

وكشفت القناة 12 العبرية عن مقتطفات من تحقيقات سرية أجراها جيش الاحتلال بعد العدوان الأخير على غزة، سببت انتقادات لاذعة بعدما جاء فيها أن الجيش قدم في وسائل الإعلام "صورة منفصلة عن الواقع العملياتي" أضرت بعمل الوحدات وبثقة الجمهور في الجيش.

وتشير التحقيقات إلى ثغرات استخباراتية كبيرة في جمع المعلومات حالت دون تمكن الجيش من تلبية رغباته بشأن الأضرار التي يريد أن يلحقها بصواريخ المقاومة في غزة وكذلك في استهداف قادة الأذرع العسكرية في القطاع.

وأوضحت القناة العبرية أن التحقيقات كشفت عن فجوة عملياتية خطيرة في قدرة الجيش على استهداف أنظمة الصواريخ ومضادات الدبابات والقناصة من غزة، ويرجع ذلك بحسب التحقيق إلى النقص الحاد في المعلومات الاستخبارية.

ما سبق يعني أنه على عكس ما قيل حول قدرات الجيش، يتضح أن الجيش فشل في الكشف عن معظم مطلقي الصواريخ وتحديد مواقع الخلايا، خاصة قادة حمـاس في غزة.

وعلى الرغم من تصريحات المتحدث باسم الجيش "الإسرائيلي" خلال العملية حول تدمير حفر إطلاق الصواريخ والقضاء على فرق إطلاق القذائف المضادة للدبابات إلا أن إطلاق الصواريخ لم يتقلص في أي وقت خلال العملية، وتمكنت فرق إطلاق القذائف المضادة للدبابات التابعة للمقاومة من السيطرة على منطقة الحدود بنيرانها.

ووفق القناة 12 فإن العديد من المقالات التي نشرت في وسائل الإعلام العبرية نقلا عن مصادر في الجيش سعت إلى تضخيم قدرات الاستخبارات وجمع المعلومات أمام غزة، وكان هدف المقالات إيصال رسالة تهديد إلى المنظمات في غزة وكذلك إيصال رسالة طمأنة للجمهور "الإسرائيلي"، وهذا الأمر تسبب في إلحاق الضرر بالجيش نفسه إذ أثرت التصريحات على تفكير الجنود والقادة على الأرض الذين اعتقدوا أن لديهم تفوقًا أكبر على المنظمات في غزة، بالإضافة لذلك خلقت هذه فجوة ثقة بين الجمهور والجيش".

وأشارت الى أن هذا الوضع أضر بقدرات الجيش حاليا بسبب استغلال المقاومة للوضع ومشاعر الجمهور فيما يتعلق بفشل الجيش، وبالفعل بعد العملية سادت مشاعر بائسة في أوساط الجمهور "الإسرائيلي" على ضوء النتائج التي قدمها الجيش والتي كان بعضها زائفا وليس مطابقا للواقع.

فضح الكذب

ويرى الكاتب والمختص في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة أن كشف هذه المقتطفات من التحقيقات جاء لفضح تلفيقات المؤسسات العسكرية لكن على أرض الواقع منذ انتهاء المعركة وأثناء سيرها كان واضحا الفشل الاستخباري والأمني الإسرائيلي.

ويوضح أبو زبيدة أن الفشل الإسرائيلي كان ابتداء من عدم توقع رد المقاومة على الأحداث بالقدس ومروا باستمرار الصواريخ ومداها وقدرتها وافشال خطة المترو وتدمير الأنفاق التي حاول الاحتلال الترويج لها والدخول البري كل ذلك كان واضحا منذ اللحظات الأولى والإرباك الذي حصل في المعركة.

ويشير إلى أن هذه المعلومات التي كشفت تؤكد ما كان واقعا على الأرض حول قدرة المقاومة على تجاوز أي معارك سابقة وقدرتها على النهوض والتوقع والعمل الاستخباري الناضج الذي استطاعت من خلاله احباط محاولة العدو وخططه في معركة سيف القدس وهو ما يعكس قوة وتصاعد المقاومة.

فيما يؤكد الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي د. عدنان أبو عامر أنه بعد انقضاء العدوان الإسرائيلي على غزة، بدأت تتكشف جملة الأخطاء والإخفاقات الإسرائيلية للحكومة والجيش، مما ترك آثاره على فشل أهداف العدوان، وقد يدفع باتجاه تشكيل لجان تحقيق داخلية، بعد أن أسهمت هذه الأخطاء في تبدد صورة الردع الإسرائيلية أمام المقاومة.

وبحسب ورقة علمية نشرها أبو عامر في وقت سابق، فإنه مع إطالة أمد العدوان وأيامه، خرجت إلى السطح جملة انتقادات للأداء العسكري العملياتي، بالإضافة إلى السلوك السياسي، يمكن تركيزها في نقاط أبرزها، توقف الإسرائيليون مطولاً عند ما أسموه "سوء تقدير الموقف" الذي ساد في الأوساط الحكومية والأمنية طيلة الأشهر الماضية، ومفاده أن حماس المنشغلة برفع حصار غزة، ومعالجة مشاكل الفلسطينيين المعيشية والاقتصادية، لن تتجه لخوض مواجهة عسكرية.

إلى جانب عدم قدرة الجيش وقبته الحديدية على إسكات صواريخ حماس، بالرغم من نشر بطارياتها في معظم أنحاء فلسطين المحتلة، لكن الحركة حافظت على وتيرة منتظمة من الإطلاق طيلة أيام العدوان.

ووفق عدوان طرح هذا الإخفاق تساؤلات كبيرة على دوائر القرار العسكري الإسرائيلية بشأن عدم إدراكها للقدرات الصاروخية للمقاومة، والافتقار إلى المعلومات الخاصة بمدى قدرتها على الاستمرار في إطلاق قذائفها طيلة أيام العدوان دون توقف، وهو ما كشفته تحقيقات الجيش الأخيرة.

وليس أخيرا بما بذلته المخابرات الإسرائيلية خلال أيام العدوان جهوداً حثيثة للوصول إلى شبكة اتصالات المقاومة، لعلها تظفر بمعلومة هنا أو طرف خيط هناك، دون جدوى، مما جعلها تقصف العديد من المواقع مرتين وثلاثة، في ضوء “شح” ما تسميه "بنك الأهداف" وعدم تحديثه.

البث المباشر