قائد الطوفان قائد الطوفان

في الأغوار .. الاحتلال يسجن "الحمير" ويغرم أصحابها

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت – مها شهوان

لم يترك الاحتلال الإسرائيلي حجرا ولا بشرا على الأراضي الفلسطينية إلا ومارس ضده أبشع الانتهاكات الغير انسانية، حتى أنه أيضا بات يلاحق الحيوان بعدما فرغ من أهدافه وفشل في تحقيق مبتغاه.

من حين لآخر يتصدر وسائل الاعلام خبرا مفاده " الاحتلال يصادر حمارا في الأغوار، الاحتلال يصادر قطيع من الحمير من إحدى البلدات أو القرى"، مما يثير سخرية القراء ويدرك الجميع تفاهة المحتل أو فزعه من كل شيء على الأرض الفلسطينية.

عند بحث "الرسالة" عن تفاصيل أكثر عن تلك الأخبار وجدت أن ما يتم تداوله صحيحا وليست أخبار تدرج في زاوية منوعات طريفة، بل يفعل الاحتلال ذلك في محاولة لإرهاق الفلسطيني وتحديدا المزارع أو من يسكن الأغوار.

من وقت لآخر ينشر الاحتلال الإسرائيلي إعلانات في الصحف الفلسطينية عن "أربعين حمارا للبيع"، صادرها من الفلسطينيين البدو في إطار مساعيه لدفعهم إلى مغادرة المكان الذي يعيشونه .

وتدعي سلطات الاحتلال أنها تعمل من أجل السلامة العامة عندما تصادر الحيوانات الضالة، بينما الواقع هو إخراج الفلسطيني من أرضه ضمن سياسة زيادة عمليات المصادرة وهدم المنشآت والمنازل.

وعند مصادرة الاحتلال للحيوانات لاسيما الحمير يبيعونها لصاحبها في مزاد علني بسعر مضاعف لا يقوى على شراءه.

ووفق مختصون فإن مصادرة الحيوانات واحتجازها له هدف استراتيجي، وهو مصادرة المواد الزراعية وهدم المنازل وملاجئ الحيوانات وغيرها من المنشآت، ويرغب الإسرائيليون في الضغط على الفلسطينيين ليرحلوا عن أراضيهم خاصة الأغوار التي تشكل مطمع للاحتلال.

وفي ذات السياق يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي نصار هدمي:" من يسيطر على الغور يسيطر على الحدود والوصول إلى المياه والأراضي الزراعية، وهما عنصران حيويان بالنسبة للفلسطينيين الذين يعيشون على الزراعة وتربية الماشية".

وذكر هدمي "للرسالة" أن استهداف "الحمير" يعني تفاهة الاحتلال وأنه فارغ الأهداف لذا يريد ملاحقة أي شيء يخص الفلسطيني.

وأوضح أن "الحمار" بشكل عام يخيف الجنود الإسرائيليين بسبب استخدامه في أعمال المقاومة بعض الأحيان، حيث كثيرا ما كان يفخخ ويسير صوب الجنود ويصيبهم، الأمر الذي جعلهم يخشونه.

وبحسب هدمي فإن سلطات الاحتلال وفي بعض الأحيان تقوم بمصادرة المواشي بحجج واهية كتواجدها بأرض عسكرية أو مناطق مستوطنات أو أراض طبيعية.

وكثيرا ما كان يثير الاحتلال السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي حين يتداول النشطاء فيديو لجنود يقيدون "حمارا" ويقتادونه إلى مركز الشرطة بتهمة اعمال مناهضة أو مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

يذكر أنه في عام 2019 نفذ جنود الاحتلال حملة خاصة ضد محال تجارية في الضفة المحتلة بزعم الاتجار بالحيوانات البرية، بحجة أن الاتجار بها عمل مخالف للقانون.

وفي عام 2016، نشر الاحتلال الإسرائيلي إعلانات عن "40 حمارا للبيع" صادرها من الفلسطينيين في إطار مساعيه لدفعهم إلى مغادرة غور الأردن، المنطقة الغنية بالأراضي الزراعية والمياه.

ومنذ السبعينيات تُقيم (إسرائيل) في الأغوار الشمالية سجنا وحيدا من نوعه في العالم، تحتجز به الحيوانات المخالفة لقوانينها، حيث يتّم إيداع الأبقار والأغنام والدواب المصادرة في هذا السجن، إلى حين دفع أصحابها غرامات باهظة، بالإضافة إلى مصاريف نقل ومبيت هذه المواشي.

وتفرض سلطات الاحتلال غرامات باهظة على المواطنين لاستعادة مواشيهم ودوابهم المصادرة بشكل يفوق الخيال، حيث تطالب المواطنين بدفع ألفي شيقل كحد أدنى لاستعادة إحدى الحمير المصادرة.

معاناة المواطنين لا تتوقف عند دفع الغرامات مقابل استرداد مواشيهم، بل يتحمل المواطن مخاسر إضافية بعلاج حيواناتهم إثر تعرضها للإصابة بالأمراض والجروح لاحتجازها بطريقة سيئة من قبل سلطات الاحتلال.

 

 

 

 

 

البث المباشر